تفاصيـل الصفقـة الجديـدة لمؤسـس «بلاك ووتر» مع سلفا كير
المثنى عبدالقادر
-قتل مسلحون اثنين من العاملين في المجال الإنساني بدولة جنوب السودان حسب ما أعلن زملاء لهما، امس «الأربعاء»، ما يرفع عدد القتلى في هذا المجال إلى أكثر من 50 منذ عامين. وقتل العاملان المحليان اللذان كانا يعملان لحساب هيئة «دانيش ديماينينغ غروب» الدنماركية في منطقة ياي أثناء توجههما إلى مركز عملهما، وقالت المنظمة في بيان تعرضت السيارة لكمين وقتل عنصران من فريقنا، واصفة الحادث بأنه مأساوي. وقالت مديرة المنظمة تامي هول أود تقديم التعازي لأسرتي زميلينا ولكل فريق العمل في جنوب السودان، ومنذ اندلاع الحرب في جنوب السودان في ديسمبر 2013 قتل ما لا يقل عن «51» عاملاً إنسانياً وفقاً للأمم المتحدة وكذلك عشرات الأشخاص من الموظفين المحليين، وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس:
صفقة سلفا كير الجديدة
عبر شركة مجهولة مقرها «هونغ كونغ» وشركة لخدمات الطيران تختصر باسم «FSG»، اجرى مؤسس شركة «بلاك ووتر» الأمريكية إريك دين برنس صفقة مع رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير منذ العام 2014م لتقديم العون اللوجستي وتأمين حقول النفط، لكن مؤسس شركة بلاك ووتر قدم للرئيس سلفا كير ورقة عمل كاملة عبارة مشروع عسكري متكامل تحت اسم «القبضة الحديدية» وعد فيه بتقديم الدعم الى دولة جنوب السودان بتوفير مرتزقة أجانب وتدريب «4000» مجند لمليشيات «ميثانق انيور» وتسليحها بـ«3500» صاروخ و«7500» قذيفة هاون و«30» مليون طلقة، بالاضافة الى بناء مخيمات التأمين للحقول النفطية بولايتي الوحدة وأعالي النيل مقابل «300» مليون دولار تتضمن ايضاً توفير إريك برنس لحكومة جنوب السودان «341» مقاتلا أجنبيا يقومون بهجمات برية وجوية وغارات ضد المعارضة المسلحة التي يقودها رياك مشار، هذا غير توفير أجهزة لاسلكي وطائرات مسلحة مجهزة بأنظمة مراقبة، وتعود علاقة مؤسس شركة «بلاك ووتر» الأمريكية مع الرئيس سلفا كير لفترة قبل انفصال جنوب السودان عام 2011م عندما غرمت الشركة من قبل الإدارة الأمريكية لتقديمها مساعدات عسكرية لحكومة جنوب السودان دون الحصول على تراخيص من وزارة الخارجية الامريكية، وتشير المعلومات الى ان علاقة الأمريكي إريك دين برنس مع سلفا كير تعود لاكثر من 10 سنوات، وأن الاخير استعان به في العام 2014م بعد شهور على الحرب الاهلية ضد رياك مشار عندما بدأ النفط ينخفض بمقدار الثلث تقريبا. وقدم اريك برنس خطته للرئيس سلفا كير مقابل عقد مدته 12 شهراً خاصاً فقط بالبترول بتأمين حقول النفط وقيام شركة «FSG» لخدمات الطيران بتوفير المراقبة، وتنبه المعلومات ان برنس قام بخرق اتفاق التصدير الدفاعي للولايات المتحدة مجدداً بان قام بإرسال الطائرات الى جنوب السودان باعتبارها تستخدم في المزارع بجنوب السودان لكن تم تركيب انظمة مراقبة وتسليح كامل لضمان تدفق النفط، ويشمل تسليح الطائرات الذي تم بدولة النمسا باوروبا تعديل الطائرات بأن ترمى القنابل على المعارضة المسلحة وتركيب رشاشات وصواريخ ، لكن لاحقاً تم نقل الطائرات التى قصد تسليحها الى إحدى دول شرق افريقيا، حتى ان شركة الطيران قامت بمطالبة حكومة جنوب السودان بتحديد مسؤولية تلك الطائرات ومهمتها، لكن وزارة النفط بدولة الجنوب اخبرت شركة الطيران بان حديثهم فقط مع «إريك برنس»، عندها ارسلت شركة الطيران «FSG» مندوبين الى جوبا لمنع انهيار العقد وعند لقائهم بالمسؤولين بجنوب السودان اطلعهم بان اتفاقهم مع مؤسس شركة بلاك ووتر كان توريد طائرات هجومية وليس طائرات زراعية يتم تسليحها لاحقا، كما كشف المسؤولون بجوبا لمندوبي الشركة «FSG» بان إريك برنس وعدعم بتوفير مرتزقة مع تلك الطائرات، لكن مندوبي الشركة اكدوا لحكومة سلفا كير ان اتفاق إريك برنس الذي عقده معهم في النمسا هو تقديم الدعم اللوجستي لحقول النفط وبناء مخيمات العاملين وليس من ضمنها اى شيء عن عمل عسكري او دفاعي. لكن لاحقاً كشف مساعد إريك برنس، وهو ضابط متقاعد بالقوات الخاصة بدولة جنوب افريقيا ان برنس طالبه بتصميم خطة تسمى «القبضة الحديدية» للرئيس سلفا كير تتضمن التدريب الامني والتدخل السريع لحماية حكومة جنوب السودان. ويهدف مشروع القبضة الحديدية لانهاء المعارضة المسلحة وهزيمتها، لكن مع انهيار صفقة شركة خدمات الطيران «FSG»،افيد ان مؤسس شركة «بلاك ووتر» الامريكية إريك برنس سافر الى جوبا عدة مرات في يناير من العام 2015م لمحاولة انقاذ الصفقة.لاحقاً تلقت شركة خدمات الطيران «FSG» في سبتمبر 2015 بان طائراتها في شرق افريقيا تم تعديلها لمقاتلات هجومية وان الادارة الامريكية ستحقق في القضية الأمر الذي ادى ان يسافر مندوبي الشركة الى واشنطن ليلتقوا بمسؤولين بوزارة العدل الذين كشفوا لهم هناك تعديل الطائرات بحضور رئيس قسم الامن القومي بوزارة العدل الامريكية ومستشارين من قسم الرقابة على الصادرات.
تصريح لادو قوري
أدلى نائب زعيم المعارضة المسلحة الجنرال الفرد لادو قوري بتصريحات نارية فور صوله الى مسقط رأسه مدينة جوبا وقال: ان جوبا ليست ملكاً لقبيلة دينكا . واعتبر مراقبون ان هذا يحمل في طياته مدلولات عديدة، سيما ان الجنرال يجد احتراماً كبيراً من مجتمع قبيلة باريا المالك لمدينة جوبا.
الفراتيت ينظمون وضعهم
اعلن مقاتلو «الفراتيت» تقنين وضعهم العسكري حيث توزيع ابناء قبيلتهم المنضمين الى جبهات القتال في مطلعها جبهة القائد توماس اشهب في جنوب غرب «واو» وجبهة القائد رمضان لينو في غرب «راجا» والجبهة الكبرى التى يقودها العميد شريف في وسط غرب واو والتى تسمى «اسود الفراتيت». وتغطي المجموعات الثلاث كل المناطق الـ«24» التي تتبع لقبائل الفراتيت.
اعتقالات واسعة
نفذ الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان حملة اعتقالات واسعة في ولاية شمال بحر الغزال طالت أكثر من «154» شخصاً في أنحاء مختلفة من الولاية بحسب ما كشف عدد من نواب البرلمان المحليين وأقارب الضحايا. ونفذت الحملة بتوجيهات من رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بول مالونق أوان، الامر الذي ادى لاشعال التوتر بين المواطنين والجيش الشعبي، يشار الى ان حوالي «119» تم اعتقالهم فقط من مدينة اويل.
جوبا تعترف بالجنود
اعترف الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان دخول قواته الى جوبا العاصمة تأكيداً للمعلومات التى نشرت في السابق، لكن المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد لول كوانغ روي برر الخطوة في اطار الترتيبات الادارية ولم تستهدف خرق اتفاق السلام كما تزعم المعارضة المسلحة، وطالب المتحدث المواطنين ان هذه التغييرات روتينية وليس لها هدف وان على المواطنين عدم الذعر منها، ولم يشر المتحدث الرسمي في بيانه امس وجهة تلك القوات، هل ستكون جوبا محطتها النهائية ام ستغادر العاصمة، وفي السياق نفسه نفى المتحدث لول كوانغ ان يكون رئيس الأركان بول ملونق قد هدد بعدم تولي رياك مشار منصب رئاسة جنوب السودان. مشيرا الى ان رئيس الاركان حالياً موجود في اويل مسقط رأسه.
مشار يصل فاقاك
أعلن المتحدث باسم زعيم المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان جيمس قديت داك، أن مشار عاد إلى فاقاك. وقال المتحدث باسم مشار فى تصريح خاص لهيئة الاذاعة البريطانية «BBC» امس الأربعاء إنه من المتوقع أن يعود مشار إلى العاصمة جوبا الاثنين المقبل لاستئناف مهام منصبه كنائب للرئيس بموجب اتفاق سلام مع الرئيس سلفا كير. موضحًا أن مشار موجود حاليا في قاعدة عسكرية تابعة للمعارضة بمدينة فاقاك القريبة من الحدود مع إثيوبيا.
المعارضة بالبنك الدولي
غادر فريق دبلوماسي من المعارضة المسلحة التى يقودها رياك مشار الى العاصمة الامريكية واشنطن للمشاركة في اجتماعات البنك الدولي المقررة خلال الشهر الحالي. ويمثل المعارضة السفير لومومبا ستانيسلاوس بجانب فريق اقتصادي. حيث سيبحث وفد المعارضة مع مسؤولي البنك الدولي الأزمة الاقتصادية بدولة جنوب السودان.
سفراء الجنوب الجدد
تأكيداً لما نشرته «الإنتباهة» امس، أصدر رئيس دولة جنوب السودان قراراً بتعيين «9» سفراء جدد لعدد من الدول، حيث كلف السفير أكوي بونا ملوال بان يحل محل السفير فرانسيس مادينق دينق في الأمم المتحدة، السفير كول ألور كول «سويسرا»، والفريق استخبارات بيور اجانج دوت الى «السودان» وبنيوم كوت الى دولة الكويت والسفير ماريانو دينق نغور الى «تنزانيا»، دينق دينق نيال الى «الإمارات العربية المتحدة»، و لازارو اكوي الى «فرنسا»، بجانب جيمس مورغان الى «إثيوبيا» وشول ميوت الى كينيا.
«350» حالة حصبة
كشف صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة «يونسيف» عن ظهور «350» حالة إصابة بمرض الحصبة في جنوب السودان. وقالت المنظمة في بيان إن هنالك نحو «350» حالة لمرض الحصبة الذي يصيب أطفال دون سن الخامسة. وأشارت المنظمة إلى ظهور «21» حالة في ولاية الوحدة وهنالك حالة وفاة واحدة، وأوضحت أن المنظمة تشرع في تطعيم نحو «29» طفلاً في بانتيو وربكونا، وكشفت أن «21%» فقط من الأطفال تم تطعيمهم ضد مرض الحصبة في جنوب السودان.
وزير الإعلام يهدد
وجه وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة كير مايكل مكوي لويث، تهديدات شديدة اللهجة للصحافيين وبيوتات الإعلام، وهدد بإغلاق الصحف والإذاعات المحلية إذا لم تعترف بقرار التقسيم الإداري الجديد في جنوب السودان. وقال مكوي في حديث للصحافيين بمقر وزارة الإعلام في جوبا أمس، إن الصحافيين لا يكتبون عن «28» ولاية في جنوب السودان وأنهم مازالوا يستخدمون أسماء الولايات العشر السابقة في خطوة وصفها بعدم اعتراف الصحافيين بوجود حكومة في جوبا. وأضاف مكوي قائلاً: سنقدمكم للمحاكم هذه المرة ولا تعتقدون أن وصول المعارضة المسلحة ينقذ حرية التعبير والصحافة، مؤكداً أن وزارة الإعلام مازالت من نصيب الحكومة عند تشكيل الحكومة الانتقالية المرتقبة، وأنهم مستعدون لرصد الصحافيين. وزاد قائلاً: أما أنا أو أنتم سنذهب معا أو تسبقوني.
أداء القسم
أدى القسم أعضاء المجلس التشريعي لولاية غرب النيل بدولة جنوب السودان أمام حاكم الولاية وليم أوطون، وعددهم «14» عضواً من أصل «21» عضواً تم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية في فبراير الماضي. وغاب في مراسم أدا القسم أعضاء حزب التغيير الديمقراطي وعددهم «4» أعضاء يمثلون الدوائر الجغرافية تم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية على حسب خطاب الحاكم، وهي دوائر «فشودة، تونجة، كدوك، فنيكانق، بينما لم يشمل قرار التعيين رئيس المجلس التشريعي السابق جوزيف دنيق فرج من حزب الحركة الشعبية وأعضاء آخرين من حزب التغيير الديمقراطي. ورفض عضو المجلس التشريعي عن حزب التغيير الديمقراطي فول اباي، التعليق على تعيين أعضاء المجلس التشريعي لولاية غرب النيل في إشارة إلى انهم لم يستلمو أي خطاب رسمي من حكومة الحاكم وليم اوطون، بشأن التعيين. هذا وتم اختيار يعقوب آدم كير رئيساً للمجلس وتريزة ماريو مييك نائباً له بعد أداء القسم.
الانتباهة