سيف الجامعة: بعض الفنانين لا يفرقون بين (بيت البكاء) و (بيت العرس)
في الطريق من مدينة ود مدني إلى الخرطوم، وداخل البص الذي أقل القافلة الثقافية التي شاركت بها وزارة الثقافة بولاية الخرطوم في فعاليات مهرجان الجزيرة الثقافي الأول، جلسنا إليه، تناقشنا في الكثير من القضايا الفنية، وطرحنا عليه عديد الأسئلة، أجاب عليها بكل الشفافية والجرأة التي عرف بهما، إنه الفنان الكبير سيف الجامعة، صاحب الحضور اللافت في كل الفعاليات الثقافية بالبلاد، وصاحب اللونية الغنائية المتميزة، وأحد المهمومين بتطور الأغنية السودانية.
* بداية قال سيف الجامعة: إن أكبر مشكلات الفن السوداني هي الفوضى التي ضربت الساحة الفنية، التي أصبحت بلا وجيع، وأصبح فيها من يمارسون المهنة لا يحصون ولا يعدون، وأضاف أن الإعلام أيضاً يلعب دوراً كبيراً في ما يحدث بإتاحته الفرصة لأنصاف المواهب ليفعلوا في أغنيات الرواد ما يشاءون، وأكثرهم لا يفرق بين بيت (العرس) وبيت (البكاء).
ويرى سيف الجامعة أن ما يحدث هو ظاهرة، وأنه سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه وتزول إلى غير رجعة، لأن غربال الفن بمقدرته غربلة كل الشوائب التي لحقت بالغناء، ومضى بالقول: إن على نقابة المهن الموسيقية الكثير من الأدوار التي يجب أن تلعبها في عملية (الغربلة) هذه، بدلاً من أن يكون همها هو استخراج بطاقات المهنة دون أسس ومعايير ولكل من أراد ودفع الرسوم، ولا يعقل أن يكون هناك أكثر من ثلاثة آلاف مغنٍ يحملون هذه البطاقة.
سيف استنكر تعدد اللجان التي تجيز الفنانين والألحان، وقال إن هناك أكثر من لجنة، ولكل جهة لجنتها الخاصة، وقال إنه فيما مضى كانت اللجنة واحدة تضم عمالقة الفن السوداني.
وعن الأصوات الشبابية التي لفتت نظره قال الفنان الكبير: هناك الكثير من الأصوات الشابة التي ينتظرها المستقبل الفني الباهر، ولكن يرى أن الفنان حسين الصادق استطاع أن يثبت وجوده بكل قوة، وأن يكون له جمهور خاص، وهو يسير في الطريق الصحيح وحتماً سيصل، كما يرى أن الفنانة أمنية ابراهيم أيضاً فنانة قادمة للساحة الفنية بكل القوة، لما تمتلكه من صوت متميز وامكانات فنية عالية ورؤية ثاقبة.
* وحول مشاركته في ليلة ولاية الخرطوم في مهرجان الثقافة بولاية الجزيرة ؟ قال سيف: إن الدعوة وصلته من وزارة الثقافة بولاية الخرطوم، وهي الوزارة التي لا يستطيع أن يتأخر عنها أو يرفض لها طلباً، وهو يتقدم بالشكر لوزيرها محمد يوسف الدقير وكل العاملين بالوزارة لإتاحتهم الفرصة له للقاء جمهوره بالجزيرة، وهو سعيد بالحفل الذي أقيم وبجمهور ود مدني الراقي الذواق لكل جميل.
* وعن رؤيته لإتحاد نقابة المهن الموسيقية الحالي، أكد الجامعة أنه إتحاد يعاني كثيراً من المشاكل التي تقعده عن القيام بدوره، مثل عدم وجود دعومات ثابتة له تعينه على تنفيذ مشاريعه، خاصة وأن إشتراكات الفنانين لا تذكر بعد تهرب الكثيرين من دفعها.
وعن هجومه المستمر لبرنامج (أغاني وأغاني) بقناة النيل الأزرق، يقول فنان (أعذريني) إنه لا يهاجم البرنامج بمزاجه، ولكنه يرى أن البرنامج كان ممكن أن يقدم الكثير للفن السوداني، إذا ما تغيرت فكرته التي لا تقدم شيئاً يذكر، وأنه كان يمكن للبرنامج أن يستضيف الفنانين الكبار، ويقوم بتسجيل أغنياتهم وجديدهم بدلاً عن اجترار أغنيات مسموعة.
* سيف قال في ختام حديثه قال إن جديده الفني هو أوبريت وطني يناهض العقوبات الامريكية المفروضة على البلاد، وهو من كلمات الشاعر خالد شقوري وألحانه هو، وأضاف أن الأوبريت يشارك فيه عدد من المطربين والمطربات، وهو الآن في مرحلة السيناريو وأنه سيقدم باللغتين العربية والإنجليزية.
حاوره / معاوية محمد علي
صحيفة آخر لحظة