النداء الأخير لمطار الخرطوم..!
٭ عدت للسودان في يوليو من 2013 في إجازة قصيرة ..وصلنا مطار الخرطوم ووجدنا اثنين من الموظفين يعملون في (الكاونترات).. في حين أن بقية (الكاونترات) فارغة.. مما أجبر ركاب الطائرة كلها بالوقوف صفاً طويلاً في انتظار خدمة اثنين من رجال الشرطة .. وكانت معي في الصف والدتي .. بعد نحو عشرين دقيقة أجهدت الحاجة وأخذتها للجلوس في المقاعد.. وبعد نصف ساعه من وصول رحلتنا جاءت رحله ثانيه .. وصلت الصفوف حتى الباب الخارجي ..وعند وصولي أمام (الكاونتر) كانت هنالك امرأة اخرى كبيرة في السن وليس معها مرافق ..وطلبت مني أن تدخل أمامي وقلت لها ممكن ..حينما وضعت بعض من تعبها على طاولة الموظف هاج وماج في وجهها .. وطلب من السيدة العجوز أن تعود إلى الصف وإلا سيوقف العمل .. طلبت أنا من السيدة المسكينه أن تتحمل وتقف في الصف وفعلاً وقفت خلفي تردد في ذهول “والله بس عشان خاطرك” .
٭ لاحظت أن التعامل يمتد للعفش .. ترمى الشنط بعنف والكراتين (تجدع) بطريقه غير عاديه .. كل هذا يؤدي لتلف أغراض الركاب. .وعند تفتيش العفش أيضا يفتح الموظف الشنط ويبعثر المحتويات بطريقه بها قلة ذوق.. أحيانا الحقائب تحتوي على ملابس ذات خصوصية، ولكن كل شيء هنالك عام .. وبعدها يترك الموظف الحقائب على مسؤولية صاحبها المجبور على ستر أعراضه وأغراضه ..كذلك لاحظت أن صاله المطار عبارة عن سوق يكتظ بالناس .. الكثير من الأصوات العاليه والمزعجه ليس من الركاب فقط بل من موظفي المطار وعمال المطار الذين يتصارعون للفوز بنقل قطعة عفش .. بل بعضهم يهمس في أذنك ملمحاً للمساعدة عبر العلاقات .
٭ من خلال أسفاري لاحظت أن مطارات العالم أو غالبيه المطارات تعامل المسافرين أو القادمين بصورة حسنة وهدوء في الخطاب .. الابتسامة حاضرة في كل المفردات .. في مطار الخرطوم ومطاراتنا تعامل جاف و(كشير) وجه كلمات جافة على شاكلة “تعالوا لينا بهنا اقيفوا لينا بهناك” .. ذوي الاحتياجات الخاصه وكبار السن والأطفال لا يجدون معاملة خاصة، بل ينطبق عليهم ما ينطبق على الآخرين.
٭ في تقديري إن هنالك خطوات مهمة يجب أن تتخذ بسرعة .. نلتمس من القائمين على إدارة المطار الاهتمام بتدريب الموظفين وتعليمهم كيفية التعامل مع الركاب والمسافرين أو القادمين .. بأن تربط الترقيات بالدورات التدريبية .. ويربط المطار بشبكة كاميرات تجعل الموظف تحت رقابة رؤسائه..كذلك الاستعانة بخبرات القطاع الخاص من داخل وخارج السودان.
٭ بصراحة.. مطارنا واجهة تعكس مدى تحضر شعبنا.. الانطباع الأول عن أي بلد يبدأ بالمطار .. الاهتمام بالمطار جزء من رسالتنا نحو العالم .
صلاح طه متلت
فلادلفيا / أمريكا
٭ من المحرر:
هذه الرسالة تعتبر استغاثة وتحمل الكثير من الملاحظات من شخص يضع مصلحة السودان أولاً..أروع ما شدني اعتبار المطار عنواناً لبلدنا.