حزب بالمراسلة
* حالة غير مسبوقة من (الهوان) اعترت أداء الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، لتضاف إلى متلازمة العوز التنظيمي، التي أحالت أحد أكبر وأعرق أحزابنا السياسية إلى ضيعة خاصة، يتحكم فيها فرد، يفوض صلاحياته للأبناء والمحاسيب، كي يصرفوها كيفما شاءوا.
* شعرت بالأسى لحال القياديين الاتحاديين الذين غبروا الأقدام، وتكبدوا مشقة السفر إلى عاصمة الضباب، كي يحظوا بنظرة عطف من زعيم الحزب، فتمنع عن لقائهم، وانصرف عنهم، ورفض مقابلتهم، حتى عادوا إلى بلادهم من دون خفي حنين.
* المجموعة الموصوفة (بالدواعش) لم تجد شخصاً تعلق عليه خيبة أملها، فاتهمت بعض قادة المجموعة الداعمة للحسن (بالحفر) لها عند الميرغني الأب، والاتهام المذكور يشير إلى قلة الحيلة، وهوان المجموعة المذكورة على الاتحاديين.
* وفود الحج الاتحادية لدى السادة لم تنقطع.
* ها هي مجموعة أخرى من قيادات الحزب تتأهب للسفر إلى القاهرة، كي تحظى بنظرة عطف، ولمحة رضا من رئيس قطاع التنظيم.. حامل أختام الحزب بلا سندٍ من القانون، في غياب الوالد، الذي تمنع عن لقاء من شقوا عصا الطاعة على ابنٍ يفصل كل من تسول له نفسه أن يعترض على انفراده بالقرار.
* في كل بقاع الدنيا يحرص قادة الأحزاب على التواصل مع قواعدهم في مناطقها، ويجتهدون لزيارة أنصارهم، لتحسس أحوالهم، والاستنارة بآرائهم، ويجتهدون لإشراكهم في شؤون الكيان، ويمنحونهم حق المساهمة في اختيار القيادة، عبر مؤتمرات قاعدية تسبق المؤتمر العام.
* أما الحزب العتيد فيدار بالمراسلة، وتساس أموره بالفاتحة والإشارة، وتتكبد كوادره وقياداته عناء السفر بالطائرات المرة تلو الأخرى، كي تلتقي بالقادة، فيترفعون عليها، ويستنكفون مقابلتها، كما حدث للسيد طه علي البشير ورفاقه الذين عادوا من لندن من دون أن يكحلوا عيونهم برؤية الزعيم.
* أي هوان، وأي هوة سحيقة تردى فيها حزب كان ملء الزمان والمكان؟
* هل يصح أن ينال كيان يدار بهذا النهج البدائي مسمى حزب؟
* هل يصح أن يحصل مثل هذا الحزب الكرتوني الغارق في التخلف، والعاجز عن عقد مؤتمره العام لأكثر من نصف قرن، أي نصيب في كعكة الحكم، ليتحكر أحد منسوبيه داخل القصر الجمهوري؟
* بل هل يحق له أن يواصل عمله في الساحة السياسية، ويواصل تسجيله كحزب، بعد أن فقد كل مقومات شرعيته، وبات مخالفاً لقانون تسجيل الأحزاب؟
* ما حدث لمجموعة طه في لندن ليس بدعة ولا ضلالة في حزبٍ ترفع رئيس قطاعه التنظيمي على الجلوس مع مرشحي الحزب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ورفض أن يرفدهم بأي دعمٍ يعينهم على الفوز في دوائرهم، وصرح ساخراً عندما سئل عن الدعم قائلاً: (حقوا هم يدفعوا لينا)!
* حزب كان ملء السمع والبصر، يحظى بألقاب فخيمةٍ، تصفه بحزب الاستقلال والحركة الوطنية، ويديره رجال صنعوا تاريخ السودان، وسطروا ملاحم وطنية خالدة في وجدان كل السودانيين، وحفروا أسماءهم بأحرف من نور، ثم دارت عليه الدوائر، وجار عليه الزمن، ليصبح أثراً بعد عين.
* من يهن يسهل الهوان عليه.. يا رفاق طه علي البشير.
* ملحوظة: الليلة (نعامة المك) إجازة!!
الحزب الاتحادي ده اثبت بالدليل إنه حزب ميت… لأنه يعتمد على المرطبين من المراغنة الذين لايهمهم غير بوس الأيدي