تحقيقات وتقارير

الإعتداء على الصحفيين …مقارعة الأقلام بالسيوف

اعتداءات وحوادث عديدة طرأت علي ساحة الصحافة الرياضية مؤخراً شكلت علامة فارغة بينها و مشجعي الأندية، وبالأمس القريب تفاجأ الوسط الرياضي بحادثة إعتداء وقعت داخل صحيفة الأسياد بوسط الخرطوم أثارت جدلاً كثيفاً عبر المواقع الأسفيرية .بالرغم من أن الحادث فردي إلا أنه قرع جرس الإنذار مبكراً حيال ما يتعرض له الصحافيون من أذى أثناء ممارسة مهنتهم، وحادثة الاعتداء الذي تعرض له رئيس تحرير الزميلة التيار عثمان ميرغني لايزال عالقاً في الأذهان،

وكذلك حادثة الاعتداء علي مالك صحيفة المستقلة علي حمدان بجانب ماتعرض له الصحفي هيثم كابو من اعتداء.
وفي حادثة الأمس تشير المعلومات إلى أن شخصاً تهجم على مقر الصحيفة، ويقال إنه أحد مشجعي نادي الهلال المتعصبين، وسدد عدة طعنات قاتلة في الصدر والساعد الأيسر للصحفي نوح جار النبي المحرر بقسم الولايات، نقل على إثرها لمستشفى الزيتونة لتلقي العلاج، وتم تدوين بلاغ في مواجهة الجاني بقسم الخرطوم وسط تحت المادة (139) من القانون الجنائي الاذى الجسيم، وأفادت مصادر أن المعتدي ليس معتوهاً، وينتمي إلى مجموعة مناوئة لإدارة رئيس نادي الهلال أشرف سيد أحمد الكاردينال، ويحمل أفكاراً تنادي بإبعاد فاطمة الصادق من منصب المنسق الإعلامي لنادي الهلال، ويناهض كتابات رئيس تحرير صحيفة الأسياد الصحفي الرشيد علي عمر في الشأن الهلالي

> لاعلاقة له بالصراع
وبدورها كشفت صحيفة الأسياد عن الأسباب التي أدت إلى إصابة الصحفي نوح والتداعيات الأخرى التي صاحبت الحادثة، وجددت في ذات الوقت مطالبتها بتوفير الحماية لصحفييها، وقال مدير تحرير صحيفة الأسياد الجميل الفاضل لـ(آخر لحظة) بأن المؤشرات الأولية التي توصلوا إليها تدل على أن الجاني لا يمت إلى صف المشجعيين الرياضيين بصلة، وهو مجرد معتوه تعود علي زيارة مقر الصحيفة، حيث قدم في المرة الأولى ليستفسر عن رئيس التحرير الرشيد علي عمر، وحينما لم يفلح في مبتغاه أشهر سيفاً يحمله في وجه الصحافي “وضاح” وشدد جميل في حديثه بأن المعتدي يحمل أحاديث متناقضة لا تعبر عن إشكالية أو مواقف رياضية، وصب جل حديثه حول ملكيته “لساقية “ بمدينة كسلا، مدعياً بأن الرشيد علي عمر ومحمد عبد الماجد قد استوليا عليها دون وجه حق، حسب قوله، قاطعاً بان موضوع الاعتداء لاعلاقة له البتة بما يدور من صراع داخل كيان الهلال، مشيراً في ذات الصدد إلى أن المعتدي لم يشر إلى مشكلة تخص الخلافات أو الصرعات الرياضية الدائرة الآن، واصفاً الطريقة التي سدد بها المعتدي طعناته للزميل نوح بالبشعة .

> الاحتقان سبب لذلك
وبالمقابل حمل الصحفي بصحيفة المريخ وليد الفاضل حالة الاحتقان الرياضي الذي ظل يسود الساحة الرياضية منذ فترة، والتجاذبات التي تحدث على إثره من نشوء تيارات معارضة على مستوى نادي الهلال العاصمي، والذي قال إنه ألقى بظلال سالبة على صحيفة الأسياد الناطقة باسم رئيس نادي الهلال أشرف الكاردينال مشيراً الي ان هذه الحادثة ترمي بنبالها أمام مشجعي الفريق، وتؤكد بما لايدع للشك بأن جماهير الهلال نتيجه التداعيات التي تحدث شقت المشجعين لقسمين، قسم يؤيد الكاردينال والآخر المناوئين له، ولم يذهب عن ذات الاتجاه بعيداً، الصحفي بصحيفة عالم النجوم ناصر “فوراوي” الذي أسهب في تحميل الصحافة الرياضية وزر ما يحدث، مرجعاً الأمر إلى التناول الرياضي، للقضايا ذات الحساسية الجماهيرية التي يتم في الغالب دون رقيب ذاتي مقراً بتجاوز الصحافيين الرياضيين للخطوط الحمراء فيما يكتب، وقال إن مجلس الصحافة والمطبوعات كجهة منظمة للعمل الصحفي من شأنه أن يتحمل مع الصحف الأوزار والمساوئ والمعتركات التي تواجهها الصحافة الرياضية لعدم تفعيله ميثاق الشرف المهني كميثاق للمارسة المهنية الصحافية

> استقطاب حاد
وعن المسوغات القانونية التي سيجرم عبرها معتدي صحيفة الأسياد أشار الخبير القانوني حيدر التوم المحامي إلى أن الجاني سيعاقب بنص المادة (139) من القانون الجنائي لسنة 1991 المتعلقة بالأذى الجسيم، هذا إذا كان هذا المعتدي مكلف بالغ مدرك لأفعاله، غير معتوه ولاتوجد لديه مشكلة نفسية . ومن جانبه قال استشاري الطب النفسي بروفسير علي بلدو الحادثة لا يمكن النظر إليها كواقعة معزولة، وإنما تتاتي في سياق التغييرات الكبيرة التي طرأت على الشخصية السودانية، بسبب العوامل المختلفة التي جعلت مثل هذه الحوادث تطفو إلى السطح وخاصة في الوسط الرياضي والصحفي بسبب الاستقطاب الحاد بين الادارات المتصارعة.
ويضيف بأن أسلوب المهاترات الشخصي والإعلامي والذي تمارسه بعض الصحف بطريقة منهجية، جنباً إلى جنب مع وجود عدد كبير من الشخصيات غير السوية والتي تعاني من النرجسية والشوفينية وضلالات العظمة والغطرسة وعدم الإلمام بنفسية القاريء الرياضي والمشجع المتعصب

> العنف اللفظي
نقيب الصحافيين الصادق الرزيقي أكد أن قضية السلامة المهنية من أولويات الاتحاد، وشدد في حديثه للصحيفة بأن الاتحاد يولي قضية الاعتداء علي الصحافيين اهتماماً بالغاً نتيجة لوقوع العديد من حوادث الاعتداء المتكررة على الصحافيين في السنوات الأخيرة، كاشفاً عن سعيهم مع الأجهزة المختصة النظر في الإجراءت التي تؤمن حياة الصحافيين، وتوفر مناخاً للصحافي حتى يستطيع القيام برسالته، ونوه إلى أن هنالك اتفاقاً بينهم كاتحاد ووزارة الداخلية للعمل في حماية الدور الصحافية، وكيفية توفيرها التدابير للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث، وأضاف سعينا لتنظيم دورات للصحافيين في كيفية السلامة المهنية، تأتي في كيفية اتخاذ الصحافي لتدابير وقائية تمنع عنه الاعتداءات والتصرف في مثل هذه الحوادث، وكيفية أخذهم الحيطة والحذر في التعامل مع حاملي السلاح الأبيض والناري لأن الصحافيين معرضون للخطر ويجب عليهم أن يكون على إلمام واسع في هذا الشأن.

تقرير :أيمن المدو
صحيفة ىخر لحظة