عبد الباقي الظافر

لله يا محسنين.!


* نعم إنه بلومبرغ ..كثيراً ما يتداول ركاب (مترو الأنفاق) بنيويورك هذه العبارة وهم أكثر اندهاشاً حين يَرَوْن عمدة مدينتهم يستغل المواصلات العامة في غدوه ورواحه..مايكل بلومبرغ رجل الأعمال الثري جدد له سكان المدينة ثقتهم لدورة ثالثة استثنائية.. هذا الرجل كان يتقاضى دولاراً واحداً من بلدية نيويورك، وذلك احتراماً للقانون الذي جعل لهذه الوظيفة مقابلاً مادياً .. العمدة الذي يستخدم (المترو) كانت ميزانية مدينته السنوية سبعين مليار دولار وعدد العاملين تحت إمرته (٣٢٥) ألف مواطن.
* تابعت في صحف الأمس الشكوى التي بثها نواب البرلمان..النواب الأكارم طالبوا بمبنى فسيح يحوي مكتب لكل نائب مزوداً بطاقم من الموظفين والسكرتارية..زاد بعضهم كيل بعير حينما طالبوا بسيارات فارهة، كأنما يتجنبون الركوب مع عامة المواطنين في المواصلات العامة..علي أبرسي رجل الأعمال المعروف أكد أن بطاقة النائب لا تسمح له إلا بدخول المشافي ..الشيخ حسن صباحي المتخصص في قطاع المقاولات استخدم تعبيراً مباشراً لعرض سوء حال النواب» الزول لو مفلس صلاتو بتبقى سهو ساي»..ذات الصرخة أطلقها من قبل النائب المستقل أبو القاسم برطم الذي أكد أن مرتب النائب حوالي (٣٩٠٠) ج لاغير .. برطم أكد أن بعض النواب باعوا التسهيلات التي منحها لهم وزير المالية لشراء سيارات بالتقسيط في السوق.
* قبل أن نلج في صلب الموضوع دعونا نستخدم فقه المقارنة.. نواب مجلس الشعب في مصر يتقاضون راتباً ثابتاً قدره خمسة ألف جنيه شهريا..هنالك بدلات شهرية حددها القانون واشترط ألا تزيد على عشرين ألف جنيه مصري.. الأهم من ذلك أن النائب يستحق سلفة قدرها خمسين ألف جنيه بمجرد أدائه القسم..الدولة تتكفل بعلاج النائب وأفراد أسرته..في أمريكا راتب النائب حوالي ١٧٤ ألف دولار سنوياً..هنالك زيادات راتبة في المخصصات تناقش في البرلمان ويتم التوافق عليها بين نواب الأكثرية والمعارضة.
* أجد نفسي متعاطفاً مع النواب في ضعف مخصصاتهم المالية التي تجعلهم في مقام اليد السفلى..ثلاثمائة دولار في الشهر لا توفر العيش الكريم لأي مواطن دعك في من يفترض فيه النيابة عن المواطنين..بل إن مخصصات النواب ربما تقل عن مرتبات وحوافز كبار الموظفين بذات المجلس المحكومين بلوائح الخدمة المدنية..أي نائب يحتاج على الأقل لمساعد له إلمام بالإدارة والبحوث والعلاقات العامة..مهمة هذا الموظف تقديم المعلومات وترتيب مهام النائب المحترم..ضعف المخصصات مع عدم وجود دور حقيقي للبرلمان جعل النيابة وظيفة طاردة لمن يرتبون أولوياتهم بشكل عملي..في ذات الوقت تبلغ مخصصات أي وزير أكثر من ثلاثة أضعاف النائب المحترم..هنالك أكثر من ألف وزير أو من يحمل مخصصات الوظيفة.. ليس المرتب الشهري فقط.. لكل وزير مكتب فسيح ونثرية محترمة في الحل والترحال، وسائق بارع وسكرتارية متخصصة.
* الجزاء من ذات العمل..هل يقوم نوابنا بواجبهم على أكمل وجه حتى يستحقوا أن يصرف عليهم الشعب الفقير جداً..لم يقدم نوابنا الكرام حتى هذه اللحظة ما يجعلنا نتعاطف مع مطالبهم المشروعة ..رغم ذلك نتقدم بمقترح تقليل أعداد النواب ورفع كفاءتهم مقابل تعظيم مخصصاتهم..عدد نواب برلماننا يقترب من عدد أعضاء الكونغرس الامريكي رغم أن شعبنا نحو عشر الشعب الأمريكي ..مئتا نائب في البرلمان وأربعين في مجلس الولايات عدد مناسب لبلد موسوم بالفقر وقلة الحظ.
* بصراحة ..النائب القوي الذي يملك قوت يومه خير وأحب للشعب من نائب يتسول الحكومة أعطته أو منعته