الإمارات حليفة أمريكا تسجن المواطنين الأمريكيين
انتقدت صحيفة “واشنطن بوست” دولة الإمارات العربية المتحدة، وأشارت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان “الحليف الأمريكي الذي يعذب المواطنين الأمريكيين”، إلى تعليقات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال الأسبوع الماضي بعد اجتماعه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض: “تأكدوا أننا نشترك في رؤية واسعة”.
وتعلق الافتتاحية بأن كلام أوباما ودفاع الجيش الأمريكي عن دول الخليج ليسا متناسقين مع “الاختطاف والتعذيب بناء على اتهامات واهية للمواطنين الأمريكيين، وعليه كنا نأمل بأن يناقش الرئيس قضية كمال ومحمد الدارات عندما التقى بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، على هاش القمة”.
وتشير الصحيفة إلى قضية الدارات، حيث تقول إن القوات الأمنية الإماراتية قامت في آب/ أغسطس باعتقال عدد من الرجال الذين ينحدرون من أصول ليبية وكانت لهم علاقة بجهود تقديم المساعدات لليبيا في مرحلة الثورة على الزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011، وكان من بينهم مواطنان أمريكيان من أصول ليبية، وهما كمال الدارات وابنه محمد، وهما رجلا أعمال ناجحان، يعملان ويعيشان في الإمارات.
وتنقل الافتتاحية، التي ترجمتها “عربي21″، عن سلطات حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة، قولها إنه تم اعتقال الاثنين في مكان مجهول لمدة ثلاثة أشهر، وتعرضا لتعذيب مكثف، بما في ذلك أسلوب الإيهام بالغرق والضربات الكهربائية، مستدركة بأنهما قدما، وبشكل مفاحئ، بداية كانون الثاني/ يناير، أمام محكمة بتهمة دعم الإرهاب.
وتلفت الصحيفة إلى أن محامي الادعاء اعترف بأن الاتهامات الموجهة إليهما لا أساس لها، حيث كانت جريمة الدارات الأب والابن هي تقديم الدعم إلى مدينة مصراتة، وقد تعاونا مع السلطات الليبية التي قدمت الدعم لهما.
وتنوه الافتتاحية إلى أنه تم اعتقالهما لأن الإمارات العربية المتحدة ساندت طرفا منافسا للطرف الذي يدعمه الدارات الأب والابن في الحرب الأهلية الليبية المعقدة، مشيرة إلى أن الدليل الوحيد الذي قدم ضدهما في المحكمة كان اعترافا وقعا عليه تحت الإكراه، وشهادة وكيل أمن الدولة الذي قام بالتحقيق معهما في السجن.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم إسقاط الدولة التهم عن المتهمين، والمتعلقة بدعم الإرهاب في آذار/ مارس، إلا أنها وجهت لهما تهمة جديدة، وهي تقديم الدعم الأجنبي دون تصريح من الدولة، لافتة إلى أن هذا الزعم يتناقض مع الأدلة الموجودة، وهي كثيرة، حيث يواجه المواطنان الأمريكيان حكما بالسجن لمدة قد تصل إلى 15 عاما. إن ثبتت عليهما التهمة الشهر القادم.
وترى الافتتاحية في قضية الدارات حالة من الانفصام بين الخطاب الذي يتحدث عن الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وممارسات دول الخليج.
وتقول الصحيفة إن دولة الإمارات دعمت، وبشكل كبير، القوى الليبية التي تعمل على تخريب حكومة الوفاق الوطني، التي شكلت بدعم من الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنها تقوم بقمع وملاحقة النقاد وأي شخص يعد تهديدا للاضطهاد الذي تمارسه.
وتضيف الافتتاحية أن “التعذيب والمحاكم الصورية هما روتين، حيث يتم استهداف المواطنين الأمريكيين تحديدا، وإصدار عقوبات عليهم، مع أن هذا البلد الصغير يعتمد في دفاعه على القوات الأمريكية المرابطة في الخليج”.
وتتهم الصحيفة إدارة الرئيس أوباما بتجاهل هذه الانتهاكات أو محاولة التقليل من شأنها، حيث إنها في حالة الدارات ظلت صامتة لمدة 18 شهرا، حتى في الوقت الذي طالبت فيه منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بإطلاق سراحهما.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول: “يجب على الولايات المتحدة عدم تقديم الدعم الأمني لدول تعذب وتسجن باستهتار المواطنين الأمريكيين”.
عربي21