أبحثوا معي عن المستفيد.!
* قبل سنوات أرسل الشيخ علي عثمان في طلب مسؤول رفيع بولاية الخرطوم..النائب الأول كان يستفسرعن حملة تشجير شوارع الخرطوم بأشجار النخيل ..بهدوء أوضح النائب الأول وقتها أن عمتنا النخلة ليست الشجرة المناسبة للخرطوم ..وأن حدة الاستقطاب السياسي والعرقي ربما تحمل تفسيراً آخراً للتوسع في زراعة الشجرة الأولى بالولاية الشمالية.
منذ مدة انتبهت إلى حملة جديدة بدأت تسري في شوارع الخرطوم ..أشجار النخيل بدأت تاتي من كل فج عميق..شارع المطار بدأ يكتسي بالشجرة الطيبة..امتدت الحملة لتصل شارع النيل الذي كانت تزينه أشخاص اللبخ الظليلة ..من وراء زراعة أشجار النخيل ذات التكلفة العالية؟.
* بداية أنا من منطقة مشهورة بزراعة النخيل ..إذا قدر الله أن أمتلك بيتاً، فسازرع ثلاث نخلات دلالة على ذلك الارتباط التاريخي بهذه الشجرة المعطاءة.. لكن في ذات الوقت لن أفرض ذوقي على ولاية كاملة لا يناسب طقسها تلك الشجرة الصحرواية..مطرة واحدة تفسد ثمار النخيل..الأهم من ذلك أنها ليس شجرة ظليلة، وتكلفة استيراد النخلة المثمرة الواحدة نحو ثلاثة آلاف جنيه .
* تحتاج الخرطوم إلى أشجار ظليلة تتحمل العطش على شاكلة النيم واللبخ.. سألت نفسي هل مشروع تزيين الخرطوم بأشجار النخيل مدروس..ولماذا استيراد أشجار معمرة وليس الصبر على زراعة الشتول التي يكتمل نموها في نحو أربعة أعوام إن وجدت السقيا والاهتمام..أغلب الظن أن مشروع نخيل الخرطوم جاء بالمزاج، وربما كان هنالك من له مصلحة في تسويق هذه الصفقة.
* حاولت أن أجد استنتاجا لهذا المشروع الذي يشبه (دفن الليل أب كراعاً برة )..ضغطت على دماغي فوجدت إعجاباً من حكام بلدي ببعض مدن الخليج ..من ذاك الإعجاب باتت خرطومنا تعج بأسماء من شاكلة الشارقة والطائف والدوحة..رغم أننا شعب مزيج فلا نجد شارع يحمل اسم مانديلا ولا مخططاً يتشبه بجمال نيروبي..تحت هذا الإستلاب، ربما جاءت فكرة تزيين الخرطوم بأشجار النخيل وذلك حتى تكتمل الصورة.. شجرة الدمس التي حملت اسم الحزب الحاكم ربما كانت أبلغ مثال للتقليد الأعمى ..ولكن هؤلاء نسوا أن النخيل يشبه تلك البيئة الصحراوية وإن كان بإمكانهم زراعة أشجار أخرى لفعلوا.
* بصراحة ..هذا إهدار للموارد المحدودة في ولاية الخرطوم..أخي والي الخرطوم كون لجنة تحقيق لعلك تجد ما لا يرضيك..صورة من البلاغ إلى المجلس التشريعي إن كان قد انتهى من معركته في الحصول على المخصصات وزيادة الرواتب.