ما حكم نكات المساطيل؟

نكات المساطيل

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انتشرت كثيراً في صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الأنترنت وصفحات مخصوصة عن نكات المحششين والمساطيل وعالمهم، وهي ترسم لقرائها جوا ممتعا وجميلا يعيش فيه المسطول المغيب عن عقله وتحرض الناس على تناول المخدر لكي ينعموا بذلك الجو الممتع والملئ بالفكاهات والطرف! فالمسطول هو أظرف الناس وأخفهم دماً وأجملهم روحا .. فما حكم نقل وترديد تلك النكات في صفحات التواصل والانترنت .
من / خالد محمد عبد الرحيم عمر شبيعان – الأحساء – السعودية

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فلا شك أن الله تعالى سائل كل امرئ منا عما لفظ به لسانه وعما خطته يداه؛ وقد قال سبحانه {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} وقال سبحانه {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا}
والواجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى وذلك بالأمر بالفضائل والتحذير من الرذائل وتزيين الحسن وتقبيح القبيح، وصنيع هؤلاء إنما هو نقيض لهذا كله؛ حيث يعمدون إلى تقديم ‫#‏المساطيل‬ ومن تعدوا على نعمة العقل بشرب المسكر وتناول المخدر على أنهم قوم فضلاء ظرفاء يذهبون عن النفوس السأم ويطردون عنها الحزن، وفي هذا تزيين للباطل وترويج للمنكر وتحريض عليه نعوذ بالله من ذلك، والفاعلون له داخلون في مخالفة النهي القرآني حيث قال ربنا سبحانه {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ويشتد الإثم فيما لو كان في الكلام المنقول سخرية بالدين أو استخفاف بأهله المستمسكين به، وقد قال سبحانه {إنَّ الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. وإذا مرّوا بهم يتغامزون. وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين. وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون. وما أرسلوا عليهم حافظين}.

وعليه فلا يجوز تناقل هذه النكات ولا إشاعتها ولا الترويج لها، بل الواجب أن يستخدم الناس نعم الله عليهم – في الإنترنت وغيرها – بما يرغب العباد في طاعته ويزيدهم علماً وهدى وتقى، والله الموفق والمستعان.

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم