أبناء القيادات.. تفلتات أم إبراز عضلات؟
خبر أوردته (آخر لحظة) في صدر صفحتها الأولى، مفاده أن نجل زعيم الحركه الإسلامية عصام الترابي قام بإطلاق عدة أعيرة نارية على مواطن بشرق النيل، وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق لعصام ومن قبله عدد من أبناء القيادات الإقدام على هذه الخطوة. ولكن اللافت هذه المرة أن حادثة عصام وقعت ولم يمضِ على رحيل والده أكثر من شهرين. فكل الحوادث لنجل الترابي كانت تقع في العهد الذهبي لوالده، مما يفسر أن دوافع عصام ربما تكون ناجمة عن النفوذ السياسي الذي تتمتع به أسرته، ولكن مقربين من الرجل ينظرون إـلى تركيبته وطبيعة شخصيته الانفعالية، بيد أن عصام يحمل طباع أهل البادية، فهو من عشاق الدوبيت، ويختلف كثيراً في سلوكه عن أقرانه من أبناء النخب، فالرجل لا تنطبق عليه صفات الشخصية الصفوية، فهو ذو علاقات واسعة مع عامة الناس، بينما قال مصدر آخر داخل المؤتمر الشعبي إن الشيخ الترابي كان دائماً ما يتعمد إبعاده وإقصاءه في كثير من الملفات، وأردف بالقول إن عصام لم يحمل من صفات والده، ولا يجيد المسايسة.
طلقات طائشة
ربما كانت أشهر حوادث نجل الترابي عندما أطلق ثلاثة أعيرة نارية طائشة في مكتب الراحل محمد طه رئيس تحرير صحيفة الوفاق، عقب سلسلة من المقالات للصحفي الجريئ محمد طه، أنتقد فيها والده الترابي، ورغم أن السابقة كانت خطيرة وبالطبع لم تكن الأخيرة.
*وقف النشر
ومن قبل تناقلت القبيلة الإعلامية ومجالسها قصة رئيس التحرير السابق، الذي أجرى حواراً صحفياً مع ابنة الترابي أمامة، ليتفاجأ بعصام يضع المسدس على رأسه، ويطالبه بمنع نشر المادة الصحفية.
تكتم وصمت
ولكن ظلت كل حوادث عصام الترابي ورصفائه من أبناء النافذين والمشاهير، تتم تسويتها، ووفقاً لمصادرنا الموثوقة فإنه وبحسب المادة (139) كان من المفترض أن يتم القبض على ابن الترابي وإيداعه الحراسة لحين تحويله إلى المحكمة، إلا أن المصادر أكدت لـ (آخر لحظة) أن الأمر تمت تسويته بسرعة وبتكتم شديدين، وتوقعت المصادر أن يكون المصاب قد تسلم التعويض المالي بموجب التسوية.
حوادث مماثلة
حتى أبناء المراغنة لم يكونوا استثناءً، وتحتفظ لهم الذاكرة بسابقة شهيرة، عندما أقدم إبراهيم الميرغني على إشهار مسدسه في وجه المحامي والقيادي بالاتحادي الأصل علي السيد، في حادثة تناولتها الصحف في وقتها، بالرغم أن إبراهيم الميرغني سارع بنفي وقوع الحادثة آنذاك، وكذلك لا تزال حادثة إشهار بشرى الصادق المهدي مسدسه في وجه ابن القيادي بحزب الأمة الوليد مادبو داخل ميدان سباق الخيل بالخرطوم، عالقة في الأذهان، الأمر برمته ربما يشير إلى أن أبناء بعض القيادات دائماً ما يميلون لحلحلة المشكلات التي تواجههم بالقوة المفرطة، بعيداً عن الاحتكام للقانون.
الوضع القانوني:
وللقانونيين آراء حول القضية.. حيث يقول المحامي صديق كدودة إنه في حالة المادة (139) الأذى الجسيم، يتم تقدير حجم الأذى (جرح أو كسر) بكفالة مالية بموجبها يتم إطلاق سراح الجاني، وقد تصل الكفالة المالية إلى حجز عقار لحين الفصل في القضية.
اختبارات نفسية:
وعلى الصعيد النفسي يقول د. علي بلدو اختصاصي الطب النفسي:
إن التعامل مع السلطة والنفوذ قدرات نفسية خاصة، وفهم عميق للثوابت المجتمعية والشخصية السودانية التي مرت عبر تاريخه، وأرست سلوكيات، والشعور بالثقة في النفس، واستيعاب الآخر.. ويمضي بلدو قائلاً إن السلطة والنفوذ في الآونة الأخيرة أصبحت بمثابة لعنة تطارد المسؤولين وأبناءهم، وكشفت عنهم الغطاء لغياب المعايير الخاصة من حيث احترام القانون الذي دافعه الأول الشعور بالثقة وعدم الخوف من عواقب تطبيقه، نتيجة للأمان السالب والحماية التي يوفرها الأب أو الأم لابنهما، وهذا يفجر في دواخله نزعات غير مستحبة وسلوكيات مثل العنف والاعتداء والجرائم المختلفة والأذى المعنوي واللفظي، وشدد بلدو في حديثه للصحيفة على ضرورة إخضاع من يتولى المناصب الحساسة إلى اختبارات نفسية، تشمل الأسرة حتى لا يصبحوا نواة لسلوك سالب ينمي روح التمرد وفقدان الثقة بالآخرين والمجتمع، الأمر الذي يهدد تماسك النسيج المجتمعي.
آخر لحظة
أنت بس لقيت أولاد المساكين ديل…ياخ ديل شنو مع أولاد التماسيح الكبار و حايمين بألبرادو طول اليوم يضايقو في خلق الله و كل زول عارفهم تقول لى الترابى و الصادق و الميرغنى.. ياخ ديل مساكين ساى..مالك ما شايف اولاد البيجيبوهم في النشرة كل يوم ديلك