تحقيقات وتقارير

مبارك الفاضل ..تحذير من انتفاضة مدمِّرة ونفي لـ(زلفى) الحكومة

حذر من الكراهية وذكّر الشيوعيين بماضيهم الدموي
الخرطوم – عقيل أحمد ناعم
لا زال القيادي بحزب الأمة “مبارك الفاضل” يمارس هوايته المحببة في تحريك الساحة السياسية، واتخاذ المواقف المثيرة لردود الأفعال. (الثلاثاء) الماضي فاجأ الجميع بلقاء جمعه بمساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني “إبراهيم محمود”، تركز حول دعم “الفاضل” لخارطة الطريق الأفريقية، وتوسيع الحوار الوطني. لكن الأمر أقام الدنيا على “مبارك” ولم يقعدها فأخرج حزب الأمة بياناً تبرأ فيه من الرجل، ولاحقته تهم الانتهازية والرغبة في العودة لأحضان النظام. بالأمس التقى “مبارك” بعدد من الصحفيين بمنزله بضاحية العمارات، موضحاً ملابسات لقائه بمساعد الرئيس، وبدا واثقاً من مواقفه وهو يطرح رؤاه غير مبالٍ ولا هياب لما تجره عليه من هجمات رفاق الأمس المعارضين الذين سلقهم الرجل بلسان حاد وساخر.
ترتيبات منذ ستة أشهر .. وخارطة الطريق
بدا “مبارك الفاضل” حريصاً على تأكيد أن لقاءه بنائب رئيس الحزب الحاكم لم يأتِ من فراغ، مشيراً لتأمين اللقاء على ضرورة تمليك الرأي العام الداخلي والدولي والقوى السياسية والمجتمعية خارطة الطريق الأفريقية، وتشكيل مجموعة عمل لتنفيذ هذه المهمة. ونفى “مبارك” بشدة أن يكون اللقاء مقدمة للتقارب مع الحكومة أو الرغبة للمشاركة فيها. وقال(نحن نتحدث عن قضايا إستراتيجية جوهرية). وأوضح أنه قد طرح مبادرة لدعم الحل السياسي السلمي المبني على الحوار الوطني الشامل منذ نوفمبر الماضي لمعالجة ما سماها (عقدة أيهما أول السرج أم الحصان؟)، في إشارة إلى الجدل حول مساري التفاوض العسكري والسياسي. وقال: (اقترحنا اتفاقاً إطارياً يضع مبادئ يمضي الحوار والاتفاق على أساسها)، مشيراً لاقتراحه باعتبار الحوار الحالي جولة أولى، يليها اللقاء التحضيري ليجمع بين توصيات الحوار الداخلي وما يطرحه غير المشاركين فيه. وأكد “مبارك” أن تأييده لخارطة الطريق التي طرحها الوسيط الأفريقي مؤخراً ووقعت عليها الحكومة دون المعارضة، يأتي باعتبارها أوجدت حلاً لمعضلة الربط بين التفاوض العسكري والحوار السياسي، بجانب اعتمادها الحوار الداخلي وإكماله من خلال اللقاء التحضيري. وأكد “مبارك” أن خارطة الطريق عالجت كل تحفظات المعارضة بتأكيد الحكومة على اعتماد نتائج لقاء المعارضة مع لجنة (7+7)، وأن يكون الحوار شاملاً، بجانب نص الخارطة على اتفاق الطرفين على خارطة للترتيبات الزمنية ولإجراءات التنفيذ. وقال (الآن ليست هناك عقبة ولذلك أدعو إخواننا في المعارضة لتوقيع خارطة الطريق، لأن وضع البلاد لا يحتمل هذه التعقيدات الشكلية). وأضاف:(أعطينا الحرب (26) عاماً فلنعطِ الحوار سنة واحدة).
انتفاضة الدم.. وعجز المعارضة
لم يستبعد “مبارك الفاضل” حدوث انتفاضة شعبية بسبب ما وصفها بـ(حالة الضنك التي يعيشها الشعب)، لكنه بالمقابل حذّر بشدة من تداعيات أية انتفاضة في التوقيت الحالي. وقال: (يمكن أن تحدث انتفاضة لكن ثمنها سيكون باهظاً جداً وستفضي إلى قتال وصراع مسلح يريق الدماء)، مؤكداً غياب (أركان الانتفاضة) المتمثلة في النقابات التي يمكن أن تنفذ الإضراب والعصيات السياسي، وعدم وجود جيش واحد يمكن أن يساند الانتفاضة، مشيراً إلى أن البلاد بها تسعة جيوش مسلحة، واتهم المعارضة بأنها تحمل (تبسيطاً مخلاً) تجاه الانتفاضة والتغيير، مؤكداً أن الأحزاب غير قادرة على مواجهة الوضع وتحقيق التغيير، في ظل عجز المؤتمر الوطني عن معالجة أزمات البلاد. وقال: (من الأفضل أن (الأعمى يشيل المكسّر) لإنقاذ البلد)، ونصح بتحديد فترة انتقال من (4 ـ 5) سنوات.
الكراهية ..ومقتلة الشيوعيين للأنصار
مضى “مبارك” في درب التحذير من ضياع البلد في ظل (الصراع المرضي) بين الأحزاب حول السلطة منذ الاستقلال، لافتاً إلى أن الجميع لن يجدوا وطناً يتقاتلون حوله. واستهجن “مبارك” ما وصفها بحالة (الكراهية) بين القوى السياسية والتمترس خلفها، مؤكداً بأنها ستضيع البلد بحثاً عن الانتقام، واستدل بمواقف حكومة مايو تجاه الأنصار وحزب الأمة. وقال: (الشيوعيون والقوميون العرب أيام مايو قتلونا في الجزيرة أبا وفي ودنوباوي ولكن عندما قبلوا بالصلح تصالحنا معهم). واستغرب “مبارك” من إصرار الشيوعيين منذ أيام التجمع الوطني على محاسبة قادة حكومة الإنقاذ. وقال (الشيوعيون عملوا لينا (دوشة) فقلنا لهم هذا التاريخ ليس جديداً فأنتم قتلتمونا في الجزيرة أبا وفي ودنوباوي وأيديكم ملطخة بدمائنا، ولكننا نجلس معكم الآن فلماذا هذا التطرف ضد الإنقاذ؟).وأشار إلى أن النفوس الممتلئة بالكراهية لا تبني أمماً.
فرص متاحة للوصول لبر الأمان
رغم قتامة الواقع الذي يقر به الجميع، إلا أن “مبارك الفاضل” يرى أن هناك فرصاً مواتية على الجميع تلقفها للوصول للحل السلمي المتفاوض عليه، متمثلة في تزايد الاهتمام الدولي بإيجاد حل سلمي في السودان لأهمية دوره في الأمن الإقليمي والدولي، بجانب تغيير تركيبة الحكم التي يرى أنها تغييرات إيجابية، مشيراً إلى سيطرة العسكريين على اتخاذ القرار بدلاً من السياسيين داخل الحكومة، مؤكداً أن انتماء العسكريين للجيش يطغى على انتماءاتهم الحزبية. وقال:(نحن الآن مع حزب الجيش لأنه مهما كان فهومؤسسة قومية). وأشار إلى أن بعض الفرص تتمثل في حدوث توازن ضعف بين الحكومة والمعارضة وتحول الحرب إلى استنزاف.وأكد “الفاضل” أن الحركات المسلحة نفسها لا ترفض بقاء الرئيس حتى نهاية فترته الرئاسية خلال الفترة الانتقالية، مشيراً إلى أن اجتماع “باريس” الأخير حدد أربع سنوات للفترة الانتقالية وهي ما تبقى من رئاسة “البشير”.
رفض التهاتر مع “سارة”
البيان الأخير الذي تبرأ فيه حزب الأمة من انتساب “مبارك” إليه جاء مذيلاً بتوقيع الأمينة العامة “سارة نقد الله” التي كالت الاتهامات للرجل، لكنه بالمقابل أكد أنه سيتجاوز كلماتها بحقه باعتباره يعبر ـ حسب رأيه ـ عن خلافات وانقسامات داخل الحزب. وقال: (أنا أنطلق من شرعية تأسيسية وتاريخية داخل الحزب ولي مكانة وسط الأنصار، ولن أمضي في مهاترات وسنتجاوز لأننا دعاة وحدة ومصالحة).

المجهر

‫2 تعليقات

  1. ما عندك موضوع، والحكومة ذاتها ما عندها شغلة تقعد مع زيك، إنت قايل الناس بينسوا عملتك السودة في مصنع الشفاء؟ لو إنت نسيت الناس ما بتنسى. وإنت كيسك فاضي بس عايز تعكنن على حزب الأمة ، وفي سياق الخبر أنك بتحرك الساحة السياسية لكن إنت بتعمل :- المديدة حرقتني ،فقط ولا شيء آخر.

  2. إنتفاضة يا أبو إنتفاضة ،،، أطلعوا كلكم يا ناس حزب الأمة وأنزلوا الشارع إنتفضوا وأنحنا وراكم . قال إنتفاضة قال ،،