تحقيقات وتقارير

الفضائيات السودانية في (رمضان)… قراءة ما قبل البث…

تتحول الفضائيات السودانية بكامل إمكاناتها خلال شهر (رمضان) المقبل إلى إنتاج برامج يغلب على معظمها الطابع الترفيهي في سباق محموم للظفر بأغلب المشاهدين خلال الموسم الذي يصفه الكثيرون بالأكثر مشاهدة.
ولأن القنوات السودانية دائماً ما تقع بين فكي نضوب معيناتها المالية ومحاولتها تقديم برامج مختلفة وبأفكار جديدة، إلا أنها لا تخرج من عباءة الترفيه الذي يركز معظمه على إنتاج البرامج الغنائية والتي يكون المطربون يشكلون به عناصر مشتركة، إلى حد يمكن أن تجد مطرباً واحداً مشتركاً في أكثر من ثلاثة برامج تبث في نفس الميقات، وبذات الفكرة التي تقع فريسة سهلة للاستسهال والتدوير مع تغيير فقط في الديكور والمقدم و(لوقو) الفضائية، وهي بذلك لا تخرج سوى أن تكون نسخ مشوهة تنقل من بعضها البعض.
ولسنوات طويلة ظلت كثير من الفضائيات السودانية أسيرة لفكرة برامجية واحدة تتمحور حول فكرة تقديم الغناء بعد الإفطار مباشرة أو على امتداد زمن السهرة، ورغم هذا التشابه والتكرار، إلا أننا سوف نتناول بعضاً من حظوظ تلك البرامج خلال الشهر الكريم.
النيل الأزرق
بطابعها الذي يغلب عليه المنوعات تتصدر قناة (النيل الأزرق) قائمة مطلوبات المشاهدة خلال الشهر الكريم، وربما يلعب برنامج (أغاني وأغاني) دوراً كبيراً في هذا القبول العريض الذي تجده الشاشة الزرقاء، ورغم الهجوم المكثف على البرنامج خلال السنوات الماضية، إلا أن واقع الحال يشير إلى أن البرنامج لا يزال الأكثر مشاهدة وتأثيراً، وما يدلل على ذلك الاهتمام الكبير من الصحافة والمجتمع بميقات تصويره و(جوقة) المطربين المنضمين له أو المغادرين منه، وهو اهتمام إعلامي لم يجده أي برنامج آخر، وبالشاشة الزرقاء أيضاً مضى القلق بالمطرب “طه سليمان” إلى محاولة أن يصنع تميزاً آخر غير مكانه الذي اعتاده الناس عليه كمطرب صاحب جمهور جيد، واتجه “طه” إلى تجريب الدراما عبر مسلسل يذاع طوال الشهر الكريم بعنوان (وتر حساس) وتقديم برنامج (أستوديو فايف) في عامه الثاني، واهتمام “طه” بالعمل في غير مهنته الأساسية التي ألفه الناس عليها ربما يضيق الخناق عليه ويقلص مساحة وجوده كمطرب ما يتيح الفرصة لمنافسيه أمثال “حسين الصادق” للتأثير.
(الشروق) تعود بـ”سلمى سيد”
رغم النقد المكثف الذي قوبل به عودة المذيعة “سلمى سيد” إلى قناة (الشروق) الفضائية وتقديمها لبرنامج (وتر عربي) الذي يقدم عدداً من المبدعين في مصر والسودان، إلا أنه يبدو أن الفضائية تعول كثيراً عليها في تحقيق مشاهدة عالية، ورغم الإمكانات الكبيرة التي تم تخصيصها للبرنامج، إلا أنه لا يخرج من الفكرة الراتبة في معظم القنوات الأخرى التي تعتمد على (الحكي) و(الغناء)، وأغفلت الفضائية تميزها الذي عرفت به خلال سنوات سابقة في إنتاج الدراما السودانية التي تجد قبولاً وانتشاراً كبيراً لدى الناس.
أم درمان.. دماغ خوجلي..
قناة (أم درمان) التي تعتبر الأكثر جرأة عن غيرها من القنوات السودانية بفتحها لكثير من الملفات الاجتماعية الشائكة ومناقشتها لبعض الظواهر السياسية بجرأة كبيرة، إلا أنها تبدو ضعيفة للغاية في إنتاج البرامج الفنية والترفيهية، وسوف تعتمد بشكل كبير وأساسي على ربانها “حسين خوجلي” الذي تتمركز في شخصيته وطريقة مسامراته وحكاياته وقوة حضوره ملمحاً مهماً في الفضائية، ورغم أن وجود “خوجلي” في أي برنامج كفيل بأن يصنع الحدث حوله سواء أن اتفقت أو اختلفت معه، بيد أن فضائية الجمال لا تزال عقيمة من تقديم مقدم برامج قادر على خلافته أو أن يحل محل “حسين” ولو بعد فترة طويلة، وبهذا الفهم بدا أن (أم درمان) تعتمد بشكل كبير وأساسي خلال شهر المشاهدة على برنامج (حسين خوجلي) الذي استعان فيه بكثير من المطربين الشباب ووثق من خلاله لعدد من رموز الغناء بالبلاد.
(أنغام) تقدم “عاصم البنا”
(أنغام) القناة التي تعاني من ضعف على مستوى الأفكار والتمويل، وتشتكي كذلك من تعسر قيادتها في إيجاد حلول ناجعة لمشكلة إنتاج البرامج الغنائية لضيق قدرتها على معرفة مطلوبات العمل التلفزيوني بسعيها الدائم إلى إنتاج برامج لا تكلف خزينتها الكثير تسعى في هذا الموسم إلى تقديم الفنان “عاصم البنا” كمقدم برنامج عبر (بيت الفن) الذي يوثق ويناقش كثيراً من القضايا الفنية، ويستضيف عدداً من نجوم الغناء في تجربة أتوقع أن يكتب لها النجاح بسبب الحضور الجيد لـ”عاصم” وثقافته الغنائية التي سوف تسنده في مثل هكذا برنامج، كما أن الفضائية ذاتها سوف تعول كثيراً على برنامج (أمنا حواء) الذي يعود إلى الأضواء بعد توقف موسمين.

المجهر السياسي