الثروة الحيوانية شكوى من تعدد الرسوم والتعقيدات و 23% من عائد الصادر
قطع د. جعفر محمد عبد الله وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية بأن قطاع الثروة الحيوانية يشكل عائدات لخزينة الدولة تمثل 23% من عائدات الصادر فيما تمثل 55% من عائدات القطاع الزراعي، وأكد خلال مخاطبته أمس الورشة التدريبية لكبار مربي الماشية بجنوب كردفان على دورالإدارة العامة للإرشاد والتقانة بالوزارة. وقال إن الورشة تتيح لنا تلمس الواقع الحقيقي والمشاكل التي تواجه الثروة الحيوانية في جنوب كردفان، وقال: نهدف إلى وضع المعالجة بالتعاون والتنسيق والتفاكر لتحقيق الدور الكبير الذي يضطلع به القطاع وأكد أن قطاع الثروة الحيوانية يأتي من أولويات اهتمام الدولة معتبرًا القطاع مصدراً مستداماً ومستمراً للإنتاج وغير ناضب كالقطاعات الأخرى وتعهد بتوفير الدعم اللازم لولاية جنوب كردفان ملمحاً للقرار الذي صدر الأسبوع الماضي بإنشاء مركز بحوث بالولاية بجانب توفير الطبيب البيطري واللقاحات مقراً بأن هذا الدعم يأتي من صميم واجبنا تجاه الولاية والوطن والثروة الحيوانية، وطالب بإعداد تصور لتطوير الثروة الحيوانية في جنوب كردفان لزيادة الثروة الحيوانية وفق التقانات العلمية لتحقيق الأمن الغذائي العربي والتزم بالمتابعة والإشراف والاهتمام بكافة التحديات التي تواجه تنمية وتحسين قطاع الثروة الحيوانية بولاية جنوب كردفان، وشدد على أهمية التدريب ورفع قدرات المنتجين بالولايات داعياً للمزيد من الجهود التعرف على المشكلات الحقيقية التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية بولاية جنوب كردفان وقطع بسعي وزارته لإيجاد المعالجات الناجعة لكل المشكلات، وشدد على ضرورة التكامل بين القطاعين الزراعي والرعوي باعتبارهما مكملين لبعضهما لافتاً إلى أن الورشة تأتي وصلاً لجهود الوزارة الرامية لتعزيز الاهتمام بالقطاع الحيواني بالبلاد مع الاهتمام بنشر التقانات الزراعية وتمكين الرعاة من الحصول على الاحتياجات المطلوبة لحفظ القطيع الحيواني بصحة جيدة معتبراً أن ذلك يسهم في تعزيز الإنتاجية وتعظيم الاستفادة من هذه الثروة للمنتجين وللدولة على حد سواء مشيراً الى تميز جنوب كردفان بميزات عديدة نظراً لاحتوائها على عدد كبير من الحيوان مؤكداً على أن شريحة الرعاة بالولاية تمثل نسبة كبيرة من سكان الولاية. وقال إن القطيع الحيواني من الأهمية بحيث لا يمكن إغفال دوره وأشار إلى أهمية تبني الخطط القائمة على الدراسات العلمية والمنهجية معلناً عن تعهد الوزارة بتكثيف خدمات الإرشاد البيطري ودعم المنتجين بالخطط والبرامج التي تسهم في الارتقاء بالقطاع .
وقال إن الولاية ستكون عامل جذب واستقطاب إذا وجدت الاهتمام في ظل وجود مسالخ تستوعب إعداد كبيرة من أهل المنطقة بجانب الاستفادة من كل أجزاء الحيوان وقال إن هذه الخطوة تمثل عائداً اقتصاديا للعاملين في المجال والدولة، ودعا المسؤولين الى تقديم التصور للمشاريع التي تسهم في تطوير الثروة الحيوانية، وذكر أن الفاو ستقدم الدعم الفني للولاية حسب الدراسة لاستيعاب هذه الخطط واشار الى تحديات الولاية المتمثلة في تباين الأسعار وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار اللحوم والخضروات وطالب بضرورة العمل لتحقيق فائدة المنتج والمصلحة الاقتصادية للثروة الحيوانية وذكر أن الأمن الغذائي أصبح يمثل هاجساً للحكومات وأن السودان أصبح محط أنظار العالم حيث أنه من ضمن 3 دول في العالم في تحقيق الأمن الغذائي مشيرًا إلى الميزات التفضيلية التي تميز المراعي الطبيعية في السودان لاستخدامها الإعلاف الطبيعية.
فيما شكا بعض المنتجين المشاركين في الورشة من تعقيدات إدارية وفنية تواجه عملهم، وقال رئيس جمعية أصدقاء الثروة الحيوانية بجنوب كردفان حسين إبراهيم مكي أن الرسوم المحلية المفروضة على القطاع أسهمت في إحباط المنتجين، كاشفاً عن تحصيل الرسوم بطرق متعددة من المزارع وفي نفس الوقت هو يعمل منتجاً وراعياً ويدفع الرسم في كل مرة، وقال إن المنتج يدفع رسماً يقدر بقيمة 30 جنيهاً لكل رأس من الضأن ويدفع مجدداً 50 جنيهاً لكل رأس من الأبقار معتبراً كثرة وتعدد الرسوم من الأسباب الأساسية لضعف وتدني مردود القطاع بالولاية. ودعا لمراجعة النظر فيها لتخفيف الأعباء المادية الملقاة على عاتقهم، مشيراً إلى وجود رسوم أخرى تتعلق بتجديد الرخصة الزراعية للمنتجين وبغير سدادها لا يتمكن المزارع من مباشرة العمل بالإضافة إلى رسوم أخرى خاصة بنفايات القطيع الحيواني مشيرا إلى أن تلك الرسوم بالمجمل تشكل عائقاً أمامهم للنهوض بالقطاع كل في مجاله سواء للزراعة أو في الثروة الحيوانية منتقداً دور الجهات المختصة بوزارة الثروة الحيوانية لجهة ضعف دورها في توفير الإرشاد البيطري والمتابعات الحقلية الدورية، وقال إن الإرشاد البيطري”غائب تماماً” عنهم مشيرا إلى ما أسماه سوق الثروة الحيوانية بالولاية، وقال: لا يوجد سوق معين لتنظيم عمل المنتجين وكل منتج يعمل بمفرده وهو ما يخصم كثيرًا من عائدهم لمصلحة جهات أخرى لم يسمها، وشكا من ضعف دور الإرشاد الزراعي والبيطري وانعدام الأدوية البيطرية اللازمة، كاشفا عن امتلاء الأسواق بالأدوية المغشوشة معتبرًا أنها تهدد صحة القطيع الحيواني بدلاً من معالجته، وأقر بوجود ندرة في الأعلاف بالولاية، وقال إن النقص فيها واضح وقلل من الأحاديث الحكومية التي تؤكد على عدم وجود فجوة علفية بالولاية، فالواقع الماثل أمامهم بحسب قوله ينفي ذلك بالإضافة إلى تدني خدمات التطعيم للقطيع الحيواني، وقال: “لا يوجد تطعيم من الأساس”.
صحيفة الصيحة