فضيلة المعيني «سبايس» وشباب معادلة السقوط
على قدر السعادة التي انتابت المجتمع، وبالأخص أولياء أمور لمراهقين وشباب يدرسون في مدارس وجامعات، لخبر ضبط ثمانية شباب بينهم طالبان جامعيان وثلاث فتيات، بحوزتهم 398 كيساً تحتوي على مادة «سبايس» المخدرة، على قدر القلق والخوف اللذين سكنا القلوب على مستقبل جيل من الشباب، وقد وصلت المخدرات إلى قاعات ومقاعد الدرس، تقدم لهم بكل سهولة ويسر، وعلى طبق، ليس من فضة، بل من ذهب وألماس، طالما كان جيب الواحد منهم مليئاً بالفلوس، أو على الأقل، قادراً على الدفع.
المروجون من الشباب، تترواح أعمارهم بين 21 و28 عاماً، ضبطت السلطات معهم كميات المادة المخدرة، ومبلغ 125 ألف درهم، حصيلة ما جنوه من بيع السموم للطلبة وغيرهم، أي لم يعد التجار الكبار، تجار الموت، أو أتباعهم يتحملون عبء الترويج والتوزيع والبيع وجني الآلاف، بعد أن أوكلوا المهمة لشباب، بعضهم مدمن للمخدرات، والبعض باحث عن الكسب السريع، وإن كان حراماً، وإن كان يجنيه على حساب صحة وسلامة، بل وحياة ضحايا يقعون بين أيديهم بلا رحمة ولا رأفة.
شباب ربما ليسوا محل ريبة رجال مكافحة المخدرات، وبالتالي، كانت عمليات البيع والترويج تتم بشكل لا يثير شكوكهم، لكن يقظة رجال شرطة أبوظبي، كانت أكبر من كل احتياطاتهم، ومن الحذر الشديد الذي اتسم به الأسلوب الإجرامي للمروجين في تحركاتهم، تمكنت من إلقاء القبض على الشباب الثمانية متلبسين بالجرم، ومعهم المواد المخدرة، وهي في طريقها للترويج بين المدمنين والمتعاطين والإيقاع بآخرين، وكذلك المبالغ التي جنوها.
القضية بطبيعة الحال لم تنتهِ، وعصابة الشباب هذه ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وهناك قضايا مشابهة تقع بين يدي رجال مكافحة المخدرات كل يوم، لا يستطيع المرء فيها التفريق بين الجاني والمجني عليه، بين الضحية والمجرم، هذا يسقط في مستنقع التعاطي والإدمان، يقع ضحية بين يدي تجار الموت، بل ألعوبة يحركونها كما يشاءون، لا يلبث أن يكون مجرماً يهوي بالآخرين إلى هاوية الإدمان، يعمل ويدمر نفسه قبل غيره.
مدارس وجامعات ومراكز تجارية وصالات رياضة، محال الحلاقة الرجالية والنسائية، وغيرها من الأماكن غدت ساحة للترويج، وسقوط شباب من الجنسين، بل ونساء أمهات لشباب وجدات لأحفاد.
مشاهد باتت جزءاً وحقيقة من حياة الناس، كنا نظنها في ما مضى، لقطات نشاهدها في الأفلام والمسلسلات، وأحداث لا تغني عن احتضان الأسر لأبنائها، فتصبح حصنهم المنيع وملاذهم، تقيهم السوء، وتدرأ عنهم الشر.