أردوغان يحذّر أوروبا: إما أن تلغوا التأشيرة أو لا اتفاق بيننا
حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاتحاد الأوروبي من أن البرلمان التركي سيعرقل قوانين تتعلّق بالاتفاق بين أنقرة وبروكسل للحدّ من تدفّق المهاجرين، إذا لم تتم تلبية طلب أنقرة الرئيسي بإعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول إلى دول الاتحاد.
تحذير شديد اللهجة
وقال أردوغان، الثلاثاء 24 مايو /أيار 2016، في ختام مؤتمر قمة العمل الإنساني في إسطنبول، إنه “إذا كان ذلك هو ما سيحدث (..) فلن يصدر برلمان الجمهورية التركية أي قرار أو قانون في إطار الاتفاق”.
وأضاف “وزارة خارجيتنا ووزارة شؤون الاتحاد الأوروبي التركية ستجري مناقشات مع الأوروبيين. إذا تحققت نتائج فذلك عظيم. وإلا فأنا آسف”.
وجاء التحذير الشديد اللهجة غير المتوقع، وسط تزايد التوتّرات بين أردوغان والاتحاد الأوروبي، حول مجموعة من القضايا المتعلقة بالاتفاقيات الحالية، وحقوق الإنسان وغيرها أثناء سعيه لتعزيز سلطاته.
وتتزايد المؤشرات على أن الأتراك لن يحصلوا على إعفاء من تأشيرة الدخول في الموعد المحدد وهو نهاية هذا الشهر مايو/أيار 2016، كما حذّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد محادثات مع أردوغان الإثنين أنه من غير المرجح تحقيق هذا الهدف.
وفي إطار الاتفاق المطبّق حالياً تعهدت تركيا بالعمل لوقف عبور المهاجرين من بحر إيجه إلى أوروبا، وإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أراضيها.
وأشاد مسؤولون من الاتحاد الأوروبي بنجاح الخطة، إلا أن أنقرة تزداد انزعاجاً من خشية الاتحاد إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دوله.
انتقاد للاتحاد الأوروبي
كما تحدّث أردوغان عن تردّد الاتحاد الأوروبي في منح تركيا مبلغ 3 مليارات يورو، والتي وعدت بها بعد دفعها ثلاثة مليارات لمساعدة اللاجئين السوريين.
وقال في مؤتمرٍ صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: “تركيا لا تطلب معروفاً، بل ما تريده هو الصدق”.
وتساءل غاضباً في كلمةٍ ألقت بظلالها على ختام القمة: “(يقولون) إن على تركيا أن تطابق المعايير؟ أية معايير يطلبونها؟”
وأكد أردوغان خلال القمة على أن تركيا تستضيف نحو ثلاثة ملايين لاجئ من سورية والعراق، وقال أنه يأمل في أن تؤدي القمة إلى “إيقاظ” ضمير العالم. وأضاف: “إذا سجلت هذه القمة في كتب التاريخ كواحدة من اللقاءات العديدة التي لا يحدث فيها شيء (…) فسأغضب جداً”.
بدوره قال بان كي مون أنه “يشعر بخيبة أمل” من العديد من قادة العالم باستثناء ميركل، لعدم حضورهم القمة، وقال إن غيابهم “لا يبرّر” عدم اتّخاذهم أي تحرّك.
الشروط المختلف عليها
ويصرّ قادة الاتحاد الأوروبي على أنه ينبغي أن تستوفي تركيا 72 معياراً، قبل أن يتمّ إعفاء مواطنيها من التأشيرات، كما تطلب تغيير قوانين مكافحة الإرهاب، وهو المطلب الصعب بالنسبة لأنقرة.
ويريد الاتحاد من تركيا تضييق تعريفها للإرهاب، لـ”لتوقف عن ملاحقة الأكاديميين والصحافيين الذين تتهمهم الحكومة بنشر مواد دعائية إرهابية”. ورفضت تركيا ذلك وأشارت إلى أنها في وسط حملة ضد المتمردين الأكراد.
وانتقد أردوغان هذه المعايير، وقال إن دول أميركا اللاتينية لم يطلب منها مثل هذه الشروط القاسية لإعفاء مواطنيها من الحصول على تأشيرات دخول، مضيفاً: “ولكن تركيا دولة مرشحة
(لعضوية الاتحاد)، فلماذا يطلبون هذه الشروط؟ كل هذه علامات استفهام”.
وتشعر عواصم الاتحاد الأوروبي بالانزعاج من الاستقالة المفاجئة هذا الشهر لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، الذي كانت تنظر إليه بروكسل بأنه أكثر مرونة من أردوغان.
وأعربت ألمانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي عن قلقها بشأن قضايا من بينها قانون رفع الحصانة عن نواب البرلمان ومساعي أردوغان لاستبدال نظام البلاد من برلماني إلى رئاسي.
وأعلن رئيس الوزراء التركي الجديد بن علي يلدرم، الثلاثاء 24 مايو/ أيار 2016، عن تشكيلة حكومية تضم حلفاء للرئيس أردوغان، متعهداً العمل من أجل مرحلة انتقالية نحو نظامٍ رئاسي.
هافينغتون بوست عربي