صدمة بالشارع السوداني لمغادرة “سودانير” سماء أوروبا
شكل إدراج الخطوط الجوية السودانية (سودانير) في القائمة السوداء لشركات الطيران المحظورة من استخدام أجواء دول الاتحاد الأوروبي، لعدم استيفائها المتطلبات الفنية والتقنية وإجراءات السلامة المتبعة في تلك الأجواء، حسرة على ما آلت إليه حال الشركة التي كانت من الناقلات الوطنية الأعرق في المنطقة.
وعانت الخطوط الجوية السودانية بعد تحويلها من ناقل وطني إلى شركة من مشكلات متعددة، أفقدتها كامل أسطولها العامل.
ومثّل الإعلان الجديد صدمة للشارع السوداني الذي يرى أن انهيار الناقل الوطني بدأ فعليا ببيع امتياز خط هيثرو في بريطانيا بمبلغ لا يزيد على ثلاثين مليون دولار، وإغلاق 23 مكتبا كانت تملكها الشركة في مختلف دول العالم.
وكان وزير النقل والطرق والجسور السوداني مكاوي محمد عوض أقر بوجود مشاكل ومعوقات أقعدت الخطوط الجوية السودانية عن دورها، على حد تعبيره، وقال إن السودان الآن لا يملك طائرة واحدة، مشيرا إلى أن “جميع طائراتنا مستأجرة”.
مرتبة ثانية
ومع ذلك، كشف الوزير في تعليقات صحفية الأسبوع الماضي عن احتلال سودانير المرتبة الثانية في الوزارة من حيث الإيرادات بعد الموانئ البحرية، حيث وصلت حصيلتها المالية لعام 2015 نحو 180 مليون دولار أميركي.
وكانت سودانير بدأت تسيير رحلاتها إلى العاصمة البريطانية لندن عبر مطار روما الإيطالي في 1959، كما أنها كانت تتمتع بامتياز الهبوط في مطار هيثرو قرب العاصمة لندن.
وظلت الشركة على مدى عقود مفخرة سودانية تحلق في أجواء العالم، قبل أن تتراجع بشكل كبير بسبب ما وصفت بالسياسات غير الراشدة، التي أدت إلى تدهور الشركة وانهيار أسطولها بالكامل.
ورغم أن الخطوط الجوية السودانية تعاني منذ سنوات من مشكلات متعلقة بتمويل شراء الطائرات والصيانة، وتشكو تأثير الحظر الاقتصادي الأميركي على السودان، فإن ورودها في القائمة المشار إليها أحدث ردود فعل مختلفة في البلاد.
نهاية منطقية
وإذ لم تتضح بعد خطط الحكومة السودانية لإنقاذ ما تبقى من اسم الشركة، رأى خبراء أن ما آلت إليه سودانير هو نهاية منطقية لما وصفوه بمسلسل الخراب في الناقل الوطني، الذي بدأ بالحصار الأميركي ثم خصخصة الشركة قبل أن تستعيد الحكومة ملكيتها مرة أخرى.
ويعزو المدير الأسبق لسودانير ياسين الحاج عابدين ما حدث إلى الحصار الأميركي المفروض على السودان، لكنه ينتقد في الوقت ذاته تخلي الحكومة عن الشركة للقطاع الخاص والمستثمرين الأجانب.
ورأى عابدين في حديثه للجزرة نت أن الشركة اعتمدت في الفترة الأخيرة على شراء تكنولوجيا تشغيل ليست حديثة، ولا تسمح بالدخول في دائرة المنافسة بمجال الطيران العالمي الذي يعتمد على أحدث تكنولوجيا متوفرة.
أما عضو مجلس إدارة سودانير السابق عبد الله الرمادي فيعتقد بأن خروج الشركة من يد الدولة وذهابها للقطاع الخاص هو المسؤول الأول عن الخراب الذي حل بها، والحال التي وصلت إليه الآن.
ولا يستبعد في حديثه للجزيرة نت وجود نوايا لتدمير الشركة، وإفساح الطريق لشركات أخرى لمصالح شخصية، مبينا أن الاعتماد على قطاع خاص عديم الخبرة في إدارة شركة بتاريخ سودانير “جريمة” في حقها.
وتساءل “هل يملك القطاع الخاص إمكانية شراء طائرتين تدعمان الشركة”، قبل أن يجيب هو نفسه قاطعاً “بالطبع لا”، ولافتاً إلى أنه كان يمكن الالتفاف على الحصار الأميركي مثلما حدث من قبل عبر شراء طائرات “إيرباص” الفرنسية.
عماد عبد الهادي-الخرطوم
موقع الجزيرة
الكيزان دمروا كل شئ …الله يدمرهم فردا فردا …قادر ياكريم .
القرار ده قديم جدا جدا من زمن سودانير تهبط في مطار هيثرو , ولكن منذ أن بيع هذا الخط “الهدية من الشعب الإنجليزي للشعب السوداني ” لم تعد سودانير تطير في سماء أوروبا ” معقول ياجماعة طيران بلد وناقل وطني لبلد كان وحتى وقت قريب من أفضل الطيران في اقريقيا والعالم لا توجد ولا طائرة في اسطوله ” كلها مؤجرة ” عليكم الله دي بس مش حقو يحاكموا فيها الرئيس مش مسؤولي سودانير ” وحسع في رئيس يقبل بأن بلده لا تمتلك ولا طائرة ” وكما قال عمنا : نان الفصاحة في شنو ؟؟؟؟ “
المقاطعة والحصار ليس عذراً حتى يتم تعليق كل إخفاق عليه علماً بأن المقاطعة حدثت نتيجة الايدولوجية التي إتبعتها الحكومة فكيف تريد منهم التعامل معك وأنت تتوعدهم وتهددهم بالويل والهلاك ، وقد كانت بعض الدول تحت الحصار الأمريكي والأوروبي المحكم مثل إيران وكوريا الشمالية وكوبا ولم تتوقف فيها الحياة خاصة كوبا فمنذ عام 1962م وأمريكا تقاطعها وتحاصرها وتمنع عنها كل المنتجات والخدمات حتى عادت العلاقات قبل شهر فقط ! علماً بأن موارد كوبا تعتمد فقط على المعادن مثل النيكل وإنتاج السكر وتصدير السيجار الكوبي. كل تلك الدول تملك طائرات ولم تتوقف يوماً عن القيام برحلاتها المنتظمة ولم تنهار . الدمار حل بسودانير بأيدي سودانية خالصة ولم تعر الحكومة أي إهتمام بما يجري للناقل الوطني وهي يتم تدميرها بواسطة المنتسبين إليها حتى بلغت بهم الجرأة والوقاحة بيع خط هيثرو بعلمهم وتوقيعاتهم والأختام الرسمية ورغم ذلك ما زالوا يبحثون عن الفاعل !!! ثم يأتي كل وزير ومدير ليلقي باللائمة على المقاطعة . هناك طائرات إمبراير من صنع البرازيل وهي تعمل ضمن أسطول الخطوط السعودية وكذلك الأردنية ودول أخرى وهي لا تختلف عن البوينج إلا في السعة فطائرات إمبراير تستخدم في المسافات القصيرة والمتوسطة فيمكن الحصول على البدائل إذا كانت هناك إرادة وسعي حقيقي لعمل شيء وليس فقط رفع العقيرة بالشكوى من المقاطعة في كل مناحي الحياة كأننا ولاية أمريكية .