هل عليك أن تقرأ “خلسة” رسائل شريكك على هاتفه؟
هل تُلقي نظرة على الرسائل بهاتف شريكك؟ هل تساءلت مرةً عما إذا كان عليك فعل ذلك أو أن الشريك يتقبل فحص هاتفه؟
وجدت إحدى الدراسات عام 2012 أن حوالي ثلثي المشاركين قد اعترفوا بالاطلاع خلسة على رسائل الشريك الخاصة، من بينها رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الهاتف. تأتي مخاطر الاطلاع على تلك الرسائل السرية من كونك قد تجد أمورًا، بالرغم من غموضها، تسبّب لك الغيرة ويظهر ذلك لاحقًا من خلال الأفكار أو المشاعر أو السلوك.
إذن، ما نوع المعلومات الموجود على هاتف الشريك وقد تسبب الغيرة؟ تقترح سيكلوجية التطور أن الرجال والنساء يشعرون بالغيرة بطرق مختلفة، وينشط هذا الشعور عبر طرق أو تهديدات مختلفة، فالرجال يصبحون أكثر غيرة بسبب الخيانة الزوجية لأنها تمثل خطرًا على ذريتهم، بينما النساء يغرن من خيانة المشاعر، لأن ذلك يمثل خطورة على التزام الشريك على المدى الطويل، وهو الذي يزودهن بالموارد كالطعام أو الحماية.
يعترف الكثير من الأشخاص بفحصهم هاتف الشريك، لكن هل في تلك الحالة يكون رد فعل الرجال والنساء مختلفا حسب اختلاف نوع الرسائل؟ خاصة في المقارنة بين الرسائل التي تحتوي على مادة عاطفية مقارنة بالتي بها بمحتوى جنسي؟ تناولت دراسة عام 2015 هذا السؤال من خلال مواجهة المشاركين بأربع رسائل خيالية تحتوي على محتوى عاطفي أو جنسي.
وتم رصد معدل تركيز المشاركين مع كل رسالة عبر جهاز لتتبع حركة العينين، وافترض الباحثون أن الأشخاص يزداد انتباههم في حالة وجود محفزات مثيرة، ولأن الرجال والنساء يصبحون غيورين نتيجة لنوع من الرسائل بالتحديد، ركزوا بطريقة أكبر على الرسائل التي بها إما محتوى جنسي أو عاطفي.
أجريت الدراسة على 42 من الطلاب الجامعيين، واستخدم جهاز تتبع العينين لتسجيل المدة الزمنية التي نظر فيها كل مشارك إلى الرسالة.
كما طلب الباحثون من المشاركين أن يخبروهم بالرسالة المؤلمة، لو وجدوها على هاتف شريكهم، وكان ذلك جزءا ضروريا من الدراسة.
وجدت الدراسة أن عدد مرات قراءة الرسائل كان أكبر بالنسبة للنساء، كما أنهن استمررن وقتا أطول في قراءة الرسائل العاطفية. أما بالنسبة للرسائل الجنسية، شوهد العكس: قضى الرجال وقتًا أطول ينظرون إلى تلك الرسائل.
لماذا نتفحص هاتف الشريك؟
لماذا يحتاج الناس إلى ذلك أو يسعون إلى هذا الأمر؟ الأخبار السيئة هي أنه في دراسة عام 2013، أجراها موقع تأمين للهواتف المحمولة، وشارك بها حوالي 2400 شخص في بريطانيا اكتشفوا خيانة شركائهم، أو هم أنفسهم لم يكونوا مخلصين، ووجدت أن 41% من الحالات التي ظهر خلالها عدم الإخلاص كانت من خلال دليل على الهاتف المحمول وهي النسبة العليا، يأتي بعدها نسبة 23%، اكتشفت فيها الخيانة عبر موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، وبدأت تلك الدراسة بعد ارتفاع المزاعم بتلف الهواتف المحمولة، فحوالي 10% ممن شاركوا في الدراسة، قالوا إن هواتفهم تعطلت بعد سقوطها أو قذفها بعد نقاش أو مشكلة.
كما أظهرت الدراسات أن كثيرا من الناس بشكل روتيني يتفحصون هواتف شركائهم. وأحيانًا، يكون الدافع بسيطًا ومفهومًا: لا يريد الأشخاص أن يُخدعوا لفترة طويلة.
______
سيكولوجي توداي- مارتن جراف
ترجمة- محمد الصباغ
أخبارك