ختم القرآن بـ “المقابلة”.. إرث عثماني تحييه مساجد مقدونيا في رمضان
تبدأ العديد من المساجد في العاصمة المقدونية سكوبيه، مع حلول شهر رمضان المبارك، في ختم القرآن الكريم بطريقة “المقابلة”، التي دخلت البلاد في العهد العثماني، وتوقفت في تسعينات القرن الماضي، لحوالي 20 عاماً، قبل أن يتم إحياؤها مرة أخرى.
وتقوم طريقة المقابلة على أن يتلو أصحاب الأصوات العذبة جزءاً من القرآن يومياً في المساجد في نهار رمضان، ويقوم الحاضرون بالاستماع إلى القراءة ومتابعتها في المصحف، وبذلك يختتم صاحب التلاوة وكل من يستمع إليه القرآن الكريم كاملاً بنهاية الشهر الفضيل.
مسجد “دكانجيك” من ضمن المساجد التي تختم القرآن بهذه الطريقة في سكوبيه، ويقول إمامه عبدالكريم إبيبي، إن ختم القرآن في رمضان بطريقة “المقابلة” يتم العمل به في المسجد منذ 10 سنوات دون انقطاع.
وأوضح أن جميع المساجد الكبيرة في مقدونيا كانت في الثمانينات من القرن الماضي تختم القرآن بطريقة “المقابلة” خلال الفترة بين صلاتي الظهر والعصر في رمضان.
وبيّن أن هذا التقليد توقف في التسعينات لمدة 20 أو 25 عاماً، بعد مناقشات واسعة حول الموضوع، واعتبار البعض أن “المقابلة” بدعة (أمر لم تأت به السُنة النبوية)، إلا أن هذه الطريقة عادت قبل نحو 10 سنوات لتصبح أحد معالم الشهر الفضيل.
وأشار إبيبي إلى أنه بدأ في تلاوة القرآن بطريقة “المقابلة” في المسجد منذ أن كان طفلاً، معتبراً أن مشاركة الأطفال فيها من أهم طرق الحفاظ على استمراريتها.
ولفت إلى أن سكوبيه المشهورة بحفظة القرآن الكريم، عانت فترة من نقصان عددهم بسبب وفاة الشيوخ الذين يتولون مهمة التحفيظ، إلا أن الإقبال على حفظ القرآن خلال السنوات الخمس الماضية بدأ في سد هذه الثغرة.
وأعرب إبيبي عن أمله في عدم توقف مساجد العاصمة المقدونية مرة ثانية عن ختم القرآن في رمضان بطريقة “المقابلة”.
وخلال شهر رمضان الذي بدأ في مقدونيا اليوم الإثنين، يقوم إبيبي و9 أئمة آخرون بتلاوة القرآن عبر “المقابلة” في مسجد “دكانجيك”، قبل صلاة الظهر من كل يوم، ومن المخطط أن يختموا القرآن في آخر أيام رمضان.
هافغنتون بوست