السفير عبد المحمود عبد الحليم .. بعيداً عن السياسة.. قريباً من الفن والأدب والرياضة في دردشة رمضانية
السفير عبد المحمود عبد الحليم رقم مهم في حق الدبلوماسية السودانية، وشخصية متفردة في مجالات عديدة.. يمتلك ثروة كبرى من العلاقات الاجتماعية مع كافة أطياف المجتمع السياسي والرياضي والثقافي والفني.. بصماته كانت واضحة عبر مسيرته الدبلوماسية.. ويكفي أنه أرسى علاقات مع دولة الهند الصديقة إبان عمله سفيراً للسودان بنيودلهي وخاصة في المجال الاقتصادي.. والمحطة المهمة في تاريخه الدبلوماسي والتي تمثل قمة انطلاقه هي المعركة الشرسة التي قادها إبان تقلده منصب المندوب الدائم للسودان بالأمم المتحدة ضد المدعو أوكامبو.. كانت لآخر لحظة جلسة في داره العامرة، حيث طاف بنا عبر عواصم المدن العالمية وميادين الرياضة ومسارح الغناء والطرب، والذكريات في البادية والحضر، ولم يخلُ الحديث عن قيمة الثقافة والأدب وسحر سلطان الجمال والسلطة والمال، ورمضان وحسن الجوار مع المطبخ و.. و.. ولنطالع حديثه معاً.
*سعادة السفير.. نتعرف عليك عن قرب.. النشأة والحياة التعليمية والمهنية والمحطات الدبلوماسية؟
– عبد المحمود محمد محمود أبو سوار.. الميلاد بقرية الأركي- عمودية جلاس.. البدايات الدراسية مدرسة البرصة الصغرى، ثم فصل رابعة رأس بكورتي الأولية التي كانت تستقبل أوائل الفصول من المدارس الصغرى وتحت الدرجة من قرى ضفتي النيل.. الوسطى بمدرسة الخرطوم جنوب الوسطى، فالخرطوم الثانوية الجديدة، ثم جامعة الخرطوم التي تخرجت فيها بدرجة الشرف العليا من كلية الاقتصاد، وكان الخياران أن أعمل مساعد تدريس بقسم العلوم السياسية أو التحق بوزارة الخارجية، وقد كانت رغبتي أن التحق بالخارجية التي عملت فيها بعدة إدارات برئاسة الوزارة، ثم نقلت سكرتيراً أول، فمستشار ببعثة السودان بالأمم المتحدة بنيويورك، ثم سفارة السودان بالرياض، وبعدها نائب السفير بأديس ابابا، وسفيراً للسودان بالهند وسيرلانكا ونيبال، ثم مندوباً دائماً للسودان لدى الأمم المتحدة، وسفيراً غير مقيم لدى كوبا وجامايكا.. وخلال فترة نيويورك كنت بالانتخاب رئيساً لمجموعة الـ 77 والصين، ورئيساً للجنة الرابعة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وتصفية الاستعمار، ثم نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ترأست اجتماعات عديدة للجمعية العامة خلال دورة سبتمبر التي يحضرها رؤساء الدول.. بعد نيويورك عملت مديراً عاماً لإدارة العلاقات الثنائية والإقليمية، حيث ترأست الجانب السوداني في العديد من لجان التشاور السياسي واللجان المشتركة، وعملت وكيلاً للخارجية بالإنابة قبل أن أنقل للقاهرة سفيراً لدى مصر ومندوباً للسودان لدى جامعة الدول العربية.
أب لمحمد ودنيا ووجدان ومرافيء من والدتهم الأستاذة ميمونة محمد صالح، التي عملت بالتدريس وكانت أستاذة بجامعة الملك سعود بالرياض، وهي أخت السفير هاشم محمد صالح والشاعر الجيلي محمد صالح.. أشقائي محمد الكامل المستشار القانوني للخطوط السعودية بجدة، ودكتور عبد الرحيم أستاذ موارد بشرية بالولايات المتحدة كليفورنيا وهو كاتب صحفي، ودكتور مأمون استشاري باطنية بالسعودية، وعبد الكريم الذي (يحرس العقاب) هنا بالسودان، والأخوات زينب، ونور الشام، ونور البقيع، وسلمى، والوالدة فاطمة الطيب محمد علي ربنا يطول عمرها.
*الدبلوماسية الشعبية والناعمة المتمثلة في الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية إلى أي حد هي فاعلة؟
– كل هذه مهمة وفاعلة للغاية ولا غنى لأي عمل دبلوماسي عنها.. ما ذكرته هي عناصر لما نسميه (بالقوة الناعمة).. والقوة الناعمة كما هو معلوم سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الجاذبية بدلاً عن الإرغام.. وهي ذات ديناميكية خاصة بخلاف ما تفعله (القوة الصلبة)، بحيث يكون المفتاح الحقيقي هو ليس عدد الأعداء الذين تقتلهم في الحروب أو الذين تصطادهم عبر القوة الصلبة، بل عدد الحلفاء والأصدقاء الذين تكسبهم.. وبمفهوم الجاذبية والقوة الناعمة فإن السودان قوة عظمى بإبداعنا وموسيقانا وثقافاتنا وتنوعنا، وما تتميز به الشخصية السودانية من مزايا عرفتها وأشادت بها المهاجر القريبة والبعيدة.
*منسوبو السلك الدبلوماسي.. مواصفات ومقاييس يتطلب توافرها؟
– هم (سفرة كراماً بررة) كما ينبغي وورد في القرآن الكريم أو هكذا يجب أن يكونوا.. لابد للدبلوماسي من التسلح بالعلم والمعرفة والصبر والثبات وسعة الأفق وحسن التصرف.. هذا قليل من الكثير من المطلوبات الأخرى التي تجعل من الدبلوماسيين وثبة في حب الوطن وخدمته.
* ملاذات آمنة تلجأ اليها دوماً.. أو من حين لآخر؟
– ألوذ دوماً بنصيحة والدي غشت قبره شآبيب الرحمة عندما أوصاني وهو على فراش الموت (يابني أوصيك بالإخلاص في العمل)… عندما تدلهم الخطوب أنظر إلى خريطة بلادي فاستمد منها القوة والزاد أيضاً.. عيون أبنائي أيضاً ملهمة.
*مهن مارستها طوعاً واختياراً في الصغر والإجازات المدرسية؟
– نحن أبناء ترابلة ومزارعين مارسنا في الصغر ومتى ما كان ذلك ممكناً الآن كل نشاطات الزراعة و)قفوزة التمر(.
*الشعر- الغناء والطرب.. لمن تقرأ ولمن تستمتع.. المدائح التي تعدد مآثر الصالحين؟
– للشعر والمدائح مكان خاص في نفسي.. كما أنني أنظم الشعر.. نروح عن القلوب ساعة بالاستماع لأغاني المبدعين وهم كُثر كإبراهيم الكاشف، ومحمد وردي، وعثمان حسين، والخير عثمان، ومحجوب عثمان، والتاج مصطفى وغيرهم.. وقد تم منحي العضوية الفخرية باتحاد الفنانين منذ رئاسة المرحوم علي ميرغني للاتحاد، وأعتز بصداقاتي وعلاقاتي مع الأسرة الفنية.. خلال عملي بالسفارات كانت مداخلي للعمل والحركة الدبلوماسية ثقافية وإبداعية، وقد أرسى ذلك أساساً متيناً لعلاقات اقتصادية واستثمارية كبيرة.. وقد كانت تجربتي في الهند نموذجاً لذلك وشهدت فترة عملي بالهند رقماً قياسياً في عدد البعثات الفنية ورقماً قياسياً أيضاً في المبادلات الاقتصادية، والتجارية والاستثمارية.
* الرياضة في حياتك؟
– مارست كرة القدم لاعباً في روابط السجانة والمايقوما وجامعة الخرطوم.. الرياضة إحدى أوجه (القوة الناعمة) التي أشرت اليها والدول والكيانات المنضوية (للفيفا) أو الاتحاد الدولي لكرة القدم أكبر من عدد عضوية الدول بالأمم المتحدة نفسها.. الدول الرائدة في كرة القدم والمناشط الأخرى حققت سمعة وانجازات لم تحققها الدول العظمى ذات الوزن الاقتصادي أو العسكري أو غيره من مظاهر القوة.. عملتُ عضواً لدورتين بالاتحاد العام لكرة القدم، كما عملت عضواً منتخباً بمجلس إدارة نادي المريخ.. وأعتز بصداقاتي وعلاقاتي مع رموز وجماهير الهلال والأندية الأخرى.
* الريموت إلى أين يتجه في عالم الفضائيات المحلية والعالمية؟
– أتابع كافة القنوات السودانية.. وأتابع كذلك الفضائيات الإخبارية العالمية.. الريموت يرمز للثراء والتعدد والتنوع الأسفيري، كلما شاهدت ذلك الكم المهول من القنوات والفضائيات كإحدى ثمرات ثورة الاتصالات والمعلومات تذكرت قصيدة (المذياع) التي كانت بكتاب المحفوظات.. اختراع الراديو كان قد ملأ الدنيا وشغل الناس وقتها.
* مواقف في الذاكرة مازالت ترطب الوجدان متى ما استعرضتَ شريط الذكريات؟
– ذكريات شتى تملأ الوجدان وترطبه وتعطينا الإلهام منذ الصبا والمدارس وذكريات الليالي المقمرة في الصغر.. قبة السيد العجيمي بالبرصة.. ذكريات الجامعة.. ثم عواصم العالم التي عملنا بها.. وشخصية العمدة أحمد عمر كمبال متفقداً للطلاب كأبنائه، على أن فترة عملي كمندوب دائم وسفير للسودان بالأمم المتحدة ونشاطات تلك الفترة التي احتشدت بالتحديات الجسام أفرزت بدورها ذكريات خاصة لا تنسى.. وأسعى لأكمل كتاباً عن تجربتي للأمم المتحدة آمل أن يرى النور قريباً.
* عواصم وشعوب لها لون ورائحة وطعم؟
– المدن مثل عيون النساء لها سحرها الخاص- كما كان يقول صديقنا الراحل الأستاذ حسن ساتي- العواصم التي عملت بها لها سمتها الخاص ورائحتها وطعمها.. الهند بتنوعها الأخاذ وتجربتها لا تنسى.. وخاصة مدن الهملايا ومدن جنوب الهند.. لسيرلانكا حب خاص في نفسي، وأحب جداً عاصمتها كولومبو وسريلانكا رغم فظاعة الحرب حافظت على وحدتها وهزمت أكبر الحركات المتمردة وهي نمور الشاميل.. وفي الجوار القريب ابتسم فأنت في بحر دار وقوندر ورحلة النيل الأزرق الخالدة إلى السودان من بحيرة تانا.. الرياض والمملكة العربية السعودية يكفي إنها أرض الحرمين الشريفين.. مصر أخت بلادي كتاب كبير آخر من المدن العالمية الأخرى أعجبت بكيوتو في اليابان وسان دياقو بكاليفورنيا الولايات المتحدة.
* السفير عبد المحمود.. ماذا أضافت الجذور الصوفية لمسيرتك العملية؟
– أضافت الكثير من نار القرآن والخلاوي والقدح وإطعام الناشئين والماشين وهي الحب والإخلاص.
* عايشت حياة الريف والحضر.. كيف استطعت توليفة تناغم لهذين النقيضين؟
– حياة الريف تصنع (الهاردوير) أو البناء الأساسي للشخصية وحياة المدنية تكسبك (السوفت وير) ولابد أن تجعل هذين العنصرين في تناغم، وأن تتخير لجهازك التوليفة التي تجعلك مواطناً وإنساناً صالحاً.
* قرية (الأركي) التي شهدت مولدك.. ماذا تبقى من الذكريات؟
– الأركي ذكرياتها لا تنسى مهما تقادم الزمان.. أنسها، إنسانها، لياليها المقمرة، مواسم الدميرة فيها، أفراحها، أتراحها، شخوصها كلها ماثلة أمامي.. بل تعطينا دوماً الزاد والقوة..
* رمضان خارج السودان…وفي القرية.. وفي العاصمة.. كيف يتبدي نهاره وينتهي ليله؟
– هي فرصة لتهنئة أبناء وبنات السودان بقدوم الشهر الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة.. للقرية طقوسها الحبيبة إلى النفس، وللعاصمة أيضاً مذاقها.. الدبلوماسيون الأجانب يتعجبون من أمة تقطع الطريق على العابرين بغرض إطعامهم وإراحة جسومهم المنهكة من آثار الصيام.. هذا لا يحدث إلا في السودان.. في الخارج نصوم الشهر على كل حال.. ورمضان أحلى في السودان.
* وجبات تحبها في إفطار رمضان؟
– القراصة بالدمعة.. والمشروبات وعلى رأسها الحلو مر والقونقوليز وعصير الليمون.
* هل عشت حياة العزابة.. وأين أنت من المطبخ؟
– نعم عشت كعزابي.. من الزملاء الذين زاملتهم في بيوت العزابة ومنهم الراحل حسن ساتي، حيث أقمنا معاً بالسجانة، وزاملت الراحل السفير سيد أحمد الحردلو حيث عشنا أيضاً عزابة بالمايقوما قرب سينما النيلين.. لست مِن مَن يجيدون العمل بالمطبخ للأسف واحتفظ معه بعلاقات حسن الجوار.
* أمريكا رغم العلم والحضارة التقنية وسهولة كسب العيش ماذا تفتقد؟
– أمريكا رغم تفوقها العسكري والاقتصادي والصناعي لاتزال مهمومة بالإجابة على سؤال (لماذا يكرهوننا).. أمريكا تحاول وتبحث بشدة عن مواطن القوة الناعمة لديها صحفي في جريدة (الفاينا شال تايمز) كتب مرة يقول ((إنني أحب دونالد رامسفيلد ولكنني لا استطيع أن أفكر في أحد سيكون أسوأ منه كسفير للقيم الأمريكية)).. كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة قالت أيضاً: (إن أمريكا بلد يجب عليه في الحقيقة أن يكون ملتزماً بالقيم لجعل الحياة أفضل للشعوب حول العالم.. وليس السيف وحده بل غصن الزيتون هو الذي يتحدث عن تلك النوايا).. وإلى أن يحين ذلك فإن الغطرسة وحماقة القوة لن تجعل ذلك ممكناً.
* لو أرجعنا الزمن للوراء.. أية مرحلة يختارها عبد المحمود؟
– كثيرة هي المراحل التي وددنا عودتها، على أنني سأختار للاسترجاع مرحلة الدراسة بجامعة الخرطوم، يالها من مرحلة فريدة بتجاربها وعنفوانها.. كلما مررنا بالجامعة نذرف دموع التذكار.
* ما يسمى بالربيع العربي حقيقة أم أكذوبة.. وفي الحالتين يرى البعض أن أبواب الجحيم فتحت لتلك الدول؟
– مصطلح (ربيع) في أساسه مضروب لأنه يريد أن يخلق تماثلاً بين ما حدث و(ربيع) براغ مثلاً ولاحقاً عملية (هلسنكي).. إذا كان الربيع العربي صنيعة غربية فقد بات الفشل في أن تجعله الشعوب المعنية مستجيباً لحاجاتها وواقعها، وإذا كان صناعة محلية فقد عبثت به القوى العميقة بتلك الدول فانتهى غريباً كما بدأ.. الواقع يقول إن أصقاع الدول المعنية إلا من بعض الإشراقات، انحدرت للأسوأ.
* أعذب الشعر أكذبه؟
– ربما في بعض الحالات.. ولكن يبقى الشعر إحساساً صادقاً وعذباً دون أن يلامسه الكذب.
* هوايات محببة مازالت تصاحبك؟
– القراءة.. مطالعة تاريخ الأمم .. مشاهدة كرة القدم.
* هل يتطلب من الدبلوماسي دوماً التجمل وضبط النفس والصبر؟
– بل إنها صفات أساسية ينبغي أن تتوفر في الدبلوماسي.
* أين أنت من قول الشاعر إدريس جماع؟
– حاسر الرأس عند كل جمال… مستشف من كل شيء جمالا
هين تستخفه بسمة الطفل… قوي يصارع الأجيالا
– بلى.. أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
* الكتاب.. الصحف في الخارطة اليومية؟
– هي فرض عين.. رغم أثر وسائل الاتصال والتواصل التي انجزتها ثورة المعلومات والاتصالات، إلا أن للصحف وللكتاب مكانها الخاص.. ولا يمكن تجاهل أو تهميش أهمية الكتاب والصحف مهما كانت التطورات.
* أيهم أكثر سحراً وسلطاناً المال أم السلطة أم الجمال؟
– دعني أملكهم حتى استطيع الإجابة على السؤال!!
أما إذا اجتمعوا عند إنسان في صعيد واحد.. فتبقى مشكلة كبيرة.
* البعض يرى أن الحياة أصبحت (مسيخة) وأن الزمان (الحلو) والزمن الجميل والعصر الذهبي راح مع الأيام؟
– للإنسان ولع خاص ونوستالجيا لما مضى من أيام وذكريات.. نعم.. ولكن دعنا نثق أن القادم أحلى…
* ونحن في رمضان المعظم.. هل يمكن أن نطلق على الدبلوماسية إنها علم وفن وسياسية فعل المكن مصطلح (الحلو مر).. ولا عمره الحلو ما يبقى مر.
– الصديق التجاني حاج موسى يقول في الأغنية الجميلة التي يترنم بها الصديق الفنان محمد ميرغني.
يفرق كتير.. طعم الحلو لو يبقى مر
يفرق كتير ..نعم.. الدبلوماسية هي علم وفن.. وقدرنا أن نعمل على تجنب (المر) وصنع (الحلو).
* المعركة التي دارت بينك وأوكامبو وشهدتها ردهات الأمم المتحدة.. ما هو تقييمك لتلك المعركة؟
– كانت (ليلة القبض على أوكامبو) سأذكر ماحييت ذلك اليوم الذي قمنا فيه بتقزيم ذلك الدعي واعطائه شهادة عدم الصلاحية أمام سمع وبصر فضائيات العالم، لم نفعل أكثر من الجهر بحقيقة ذلك الهالك وحقيقة ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية.. إذا كان وضع وسمعة ذلك الجهاز العنصري والمسيس قد تآكل أفريقياً ودولياً منذئذ، فقد كان لنا سبق الريادة، وقلنا ما قلنا عندما كان مجرد الحديث عن تلك المحكمة محرماً وقد كانت سانحة لكي يأكل صانعو الصنم عجوتهم.
حاوره: هاشم عثمان
صحيفة آخر لحظة