صيام في (الطلمبات) الوقود .. سر الأزمة
بوادر أزمة لاحت في أفق مواعين النقل، حيث أغلق أصحاب عدد من الطلمبات بالعاصمة ماكيناتهم لنفاد حصتهم من البنزين والجازولين، في الوقت الذي تشهد فيه طلمبات اصطفاف عدد من المركبات العامة والملاكي في انتظار تعبئة خزانات الوقود منذ امس الأول، وأمضى كثيرون نصف يوم أمس وهم صائمون في محطات الوقود، بينما تلزم السلطات المعنية الصمت.
مفتعلة
وصف عكرمة شاذلي سائق (كريس) الأزمة بالمفتعلة، وقال إن القصد منها زيادة أسعار الوقود، وقد توجهت لأكثر من طلمبة بمناطق مختلفة منها أم درمان بحري شرق النيل ولكن دون فائده، واعتدنا على تكرار الوقوف بالصفوف المتطاولة في كل المناسبات، وإذا استمرت الأوضاع هكذا سنضطر لترك العمل، وطالب المسؤولين بتوفير الوقود باعتباره السلعة الوحيده التي تقع على عاتق الدولة.
ويقول طه محمد أحمد سائق عربة أجرة طفت عدداً من المحطات إبتداءً من شرق النيل مروراً ببحري وأم درمان حتى وصلت إلى الخرطوم بغية الحصول على جالون بنزين، ولكن بحثي لم يكلل بالنجاح، والمعلوم أن دخلي أتقاضاه من نقل المواطنين، وإذا توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود بالتأكيد سيتوقف مصدر دخل الأسرة.
لم تسع الفرحة آدم عثمان سائق عربة (أمجاد) بعد حصوله على جالوني بنزين بعد رحلة بحث طاف بها لسبع محطات، وتساءل عما إذا كانت إشارة لزيادة أسعاره كما حدث في الغاز والسكر؟.
واعتبر محمد عبد الرحيم سائق عربة ملاكي أن المسألة أعمق من شح في الوقود، وابدى استياءه من إضاعه جل وقته في البحث عن وقود، واستنكر وجود أزمة بين الفنية والأخرى في أحد متطلبات الحياة العادية.
مجرد هلع
وصف مدير طلمبة نوافل بالحلفايا أبو بكر أحمد مايحدث بالهلع، وقال إن سائقي المركبات يصرون على ملء خزانات الوقود حال سماعهم عن شح بالوقود خاصة أصحاب الركشات، أما سبب ازدحام الطلمبة هو وجود إشكالية في الماكينات، فهي لاتعمل بكفاءة مما يتسبب في تعطيل الحركة بالمحطة، وكشف عن الحصة اليومية والتي تتراوح ما بين (3-5) آلاف جالون في اليوم، وهي كافية جداً لكل الزبائن إذا أخذ كل سائق ما يكفيه.
ويقول مدير محطة قادرة بشارع الطيار الكدرو إن المشكلة تكمن في عدم توفر البنزين، حيث نأخذ حصتنا المقدرة بـ(15) ألف جالون للاسبوع، ولكن حدث أمر غريب في الأيام السابقة، فكان البيع ضعف الكمية المعهودة، لتنفد قبل إكمال أسبوع بسبب الضغط على المحطة، وافادنا بعض أصحاب الشركات بعدم إعطاءهم حصة كافية، الأمر الذي يتسبب في انقاص حصصنا، وتخوف مدير المحطة من حدوث شغب بسبب الشح بالوقود، داعياً الجهات المعنية لتوفير كميات كبيرة لتجنب الازدحام.
فك طلاسم الأزمة
أقر مدير محطات شركة أوليبيا حيدر عبد الباقي بابكر بنقص كبير في كميات البنزين التي تخصصها المؤسسة السودانية للنفط، وأرجع السبب لتحويل الدولة لكميات كبيرة من البنزين إلى أثيوبيا بدلا عن طرحها في الأسواق المحلية، وقال اإن الغرض من ذلك الحصول على عملة صعبة لشراء كميات إضافية من (الجازولين) لتتمكن من مجابهة الطلب المتزايد خاصة مع دخول بداية الموسم الزراعي، باعتبار أن الوقود من العناصر الاساسية في جميع مراحل الإنتاج الزراعي، وهذا تفسير لوفره الجازولين بمحطات الوقود.
انفراج قريب
توقع عبد الباقي انفراج وتوفر في البنزين اليوم بعد أن مدت الشركات المحطات بكميات كبيرة من البنزين أمس، وكشف عن تلقي شركتهم لكميات تفوق طاقاتها التخزينية، بزيادة تبلغ 150%، مطالباً الجهات المسؤولة بتنوير المواطنين بما يدور لإغلاق باب التساؤلات والتكهنات التي قد تعود بما لايحمد عقباه.
تقرير:أسماء سليمان
صحيفة آخر لحظة