وثائق سرية مسربة: جوبا دفعت لمجموعة أمريكية للتأثير على واشنطن لصالحها
أكدت وثائق سرية مسربة من مجموعة بودستيا (وهي شركة للعلاقات العامة لتعزيز فهم أفضل مع الولايات المتحدة واهتماماتها وأولياتها) حصول المجموعة على مئات آلاف الدولارات من حكومة الرئيس سلفاكير نظير قيام المجموعة بالتأثير على صناع القرار الأمريكي لصالح دولة الجنوب.
ووفقاً لموقع افركان نيوز ديسك فإن المجموعة غطت بكثافة إعلامية عالية الحرب الأهلية والسياسة الأمريكية تجاه حكومة جوبا.
ووفقاً للموقع فإن المجموعة تم تأسيسها على يد المسؤول الأسبق بالبيت الأبيض جون بوديستا وهو أيضاً مؤسس ورئيس سابق لمركز التقدم الأمريكي الذي يدير مجموعة “كفاية”.
وفقاً لأحكام قانون تسجيل الوكالات الأجنبية، رفعت مجموعة (الضغط) بوديستا التقارير التنظيمية لوزارة العدل الأمريكية حول تمويلها من قبل حكومة جنوب السودان. وتبين هذه الوثائق، المسربة أن الشركة الضغط حصلت على 480 الف دولار أمريكي نظير عقودات ابرمتها مع حكومة جوبا خلال الحرب الاهلية الاخيرة.
وكلفت الشركة بتوجيه اهتمام الرأي العام الأمريكي نحو العلاقات الثنائية بين جوبا وواشنطن بما في ذلك الكنغرس الأمريكي والسلطة التنفيذية ووسائل الإعلام والمجتمع السياسي ووفقاً للوثائق التي أصدرتها المجموعة في العام 2015. قام وكلاء بودستا بالاتصال بالمسؤولين في البيت الأبيض، وزارة الخارجية والكونغرس والإدارات الحكومية الأخرى، فضلا عن الصحافيين، فى واشنطن.
وقالت الوثائق ان وكلاء المجموعة نظموا اجتماعات مهمة ومحادثات هاتفية ورسائل الكترونية مع صناع القرار ومسؤولي الكنغرس ومسؤولين في البيت الابيض ومسؤولي وزارة الخارجية وصحافيين وباحثين في واشنطن أواخر العام 4014 وهي الفترة التي توقفت فيها مفاوضات السلام في جنوب السودان
وبصفتها ممثلاً متعاقدة مع الحكومة السودانية الجنوبية، اجتمعت جماعات بوديستا مع السفير دونالد بوث، الممثل كريس سميث وغيره من كبار المسؤولين، تقول الوثيقة إنهم اتصلوا أيضاً بأكثر من 20 صحافياً يعملون مع وسائل مؤثرة مثل وماكلاتشي، وCNN وكريستيان ساينس مونيتور، وواشنطن بوست، وول ستريت جورنال.
ووفقاً لوثيقة التي بعثت بها المجموعة لوزارة العدل من بتاريخ 8 فبراير 2016 فإن المجموعة اتصلت بالعديد من المشرعين وأجرت اتصالات مع وسائل الإعلام الاكثر تأثيراً بما في ذلك صحيفة واشنطن بوست وصوت أمريكا طوال عام 2015.
كما التقى وممثلي بوديستا شخصياً مع اثنين على الاقل من أعضاء البرلمان لمناقشة العلاقات مع جنوب السودان، بما في ذلك السيناتور جيف فليك ومرة أخرى مع النائب كريس سميث.
وتثير أنشطة مجموعة بوديستا تساؤلات عن تضارب محتمل في المصالح لمشروع “كفاية”، الذي تأسس ويعمل لسنوات عديدة كمشروع تابع لمركز التقدم الأمريكي برئاسة جون بودستا.
ورداً على سؤال عن أي تضارب في المصالح، قال جون برندرغاست، الذي يدير مشروع “كفاية”: “للموقع مجموعة بوديستا كما فهمت يتم تشغيلها من قبل توني بوديستا، وليس جون. وكان “مركز التقدم الأمريكي” الراعي المالي لنا حتى عام 2015، ولكن لم يكن لديهم مشاركة على الإطلاق في أي من محتويات برنامجنا ولم يسبق لي أن تحدثت مع جون بودستا عن عملنا في جنوب السودان، وليس لأحد في “مركز التقدم الأمريكي” أو في أي مكان آخر تأثير علينا بأي شكل من الأشكال وسجلنا للانتقاد المستقل يتحدث عن نفسه”.
ومع ذلك، تشير تقارير قدمتها مجموعة بوديستا إلى وجود مناقشات بين برندرغاست والمجموعة حول سياسة الولايات المتحدة تجاه جنوب السودان
اذ أن أبرز مقال صدر في صحيفة نيويورك تايمز في عام 2013 تناول الروابط بين مركز التقدم الأمريكي، الذي يضم مشروع “كفاية” في ذلك الوقت، والبيت الأبيض، واصفاً إياه بأنه “ذراع السياسة الخارجية الظاهري لإدارة أوباما.”
انصاف العوض: صحيفة الصيحة