علوم و تكنلوجيا

وداعاً للزحام.. أميركا تعترف بأول سيارة طائرة في العالم

تبدو وكأنها بعوضة بلهاء، بقمرة قيادتها المنطلقة عبر الرياح عالياً، بأجنحتها المطوية التي تشبه اليعسوب أثناء هبوطه على الأرض. وهي تمثل أكبر خطوة في اتجاه حصولنا على سيارة طائرة حقيقية.

السيارة الطائرة “تيرافوجيا ترانزيشن”، حصلت الأحد الماضى على استثناء من إدارة الطيران الفيدرالية، باعتبارها “طائرة رياضة خفيفة”، ما يعني أن الحكومة الفيدرالية، على طريق الاعتراف بأول سيارة طائرة، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الإثنين 20 يونيو/حزيران 2016.

بعد بضع جولات من الفحوصات، والأعمال الورقية، تستطيع “ترانزيشن” – ذات المقعدين – أن تحلق في السماء، بواسطة طيارين رياضيين. “تيرافيوجيا” يمكنها الآن أيضاً أن تنتج تجارياً طائرات هوائية، دون الحاجة لتكرار اختبارات هيئة الطيران الاتحادية المرهقة والمكلفة.

تقول إدارة صناعة السيارات الطائرة إن منتجهم عليه أن يدخل السوق الاستهلاكية – ولو بسعر مرتفع – في خلال السنوات العشر القادمة.

ولكن كل ذلك يعتمد على إزالة العقبات التنظمية، سواءً للسيارات، أو الآلات الطائرة.

التخلص من البيروقراطية

باول مولر، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة طيران مولر الدولية، قال: “لقد عملنا مع إدارة الطيران الفيدرالية، ويمكنك أن ترى مدى البيروقراطية، من أشخاص لا يريدون تغيير أي شيء، ولكن هناك آخرون يستطيعون أن يروا المستقبل”.

يجب على الطائرات الرياضية أن لا يزيد وزنها على 1320 باوند، وأن تحتوي على مقعد لشخصين، مع وجود قيود صارمة للسرعة.

لقد حصلت “ترانزيشن” على استثناء لتكون أثقل من الطائرات الرياضية، والمحددة طبقاً لمتطلبات سلامة السيارت الاتحادية، كما أنها ستتمكن من تجاوز حدود السرعة المحددة للطائرات الرياضية، لأنه كلما زاد ثقل الطائرة زادت سرعتها.

كما أنه يمكن قيادتها بواسطة طيارين حاصلين على رخصة قيادة “رياضي”، وهو ما يستلزم 20 ساعة فقط من الدروس.

لقد تم إنشاء تصنيف الرياضة الخفيفة في عام 2004، ليسمح لصانعي الطائرات الهوائية بتصميم طائراتهم الشخصية دون الحاجة إلى قواعد التنظيم المشددة، اللازمة لآلات الطيران الكبيرة.

يقول كارل ديترش، المؤسس المشارك لتيرافوجيا، الرئيس التنفيذي، إن إنزال نموذج جديد لطائرة هوائية إلى السوق يتطلب ما لا يقل عن 50 مليون دولار.

لقد عمل تصنيف الرياضة الخفيفة في البداية، على تحفيز الابتكار بين صانعي الطائرات الهوائية، سيسنا، وبابيير، وسيروس، جميعهم صنعوا في مجال الرياضة الخفيفة ثم توقفوا، إذ إن الربح مع الطائرات الثقيلة أفضل كثيراً.

فتح المجال لشركات الطيران

وفتح ذلك المجال للمبتكرين لأصحاب الشركات الصغيرة، تلك التي تصنع الطائرات للمتعة، كما قال ديك كنابينسكي من اتحاد الظائرات الهوائية التجريبية. وهذا ما ترك الأجواء مفتوحة للسيارات الطائرة.

إن السيارات الصغيرة – كتويوتا كورولا مثلاً – تزن 2800 باوند. ويمكن تجريدها من المواد الإضافية لمساعدتها على الطيران. ولن يكون من الصعب الوصول للوزن الذي حددته إدارة الطيران الفيدرالية، خاصة مع الاستثناء السابق.

إن الاستثناء الذي حصلت عليه “تيرافوجيا” يفتح طريقاً لشركات السيارات الطائرة الأخرى لتتمكن من الحصول على الضوء الأخضر. ما بين صلاحية السيارات على الطرق وصلاحيتها في الهواء يبدو أن الأخير أكثر صعوبة كثيراً في تحقيقه، كما يقول الخبراء.

بعبارة أخرى، من السهل أن تحصل على الصلاحية القانونية لطائرة كي تسير في الطرقات، على أن تحصل عليها لسيارة كي تطير في الهواء.

“الترانزيشن” والنماذج المختلفة من الشركات الأخرى تتطلع للاستفادة من تصنيف الرياضات الخفيفة.

إن لديها مرايا للرؤية الجانبية، ومرايا للرؤية الخلفية، أو شاشات للعرض، وذلك لتجنب البقع العمياء التي تسببها الأجنحة المطوية.

لقد تم تصميم “تريجافوجيا” ليتمكن السائقون من قيادتها برخصة قيادة عادية على الطرق، في انتظار موافقة هيئة السيارات الاتحادية.

هناك جزء في معسكر صناعة السيارات الطائرة، التي ترى آلاتها تقلع وتهبط على مدرج، ثم تتمكن من قيادتها إلى وجهتك النهائية بعد ذلك. في حين يرى آخرون أنه من المبدع أن تجعلها تقلع وتهبط عمودياً دون الحاجة لمدرج طائرات. إذ يمكنك الاستفادة من فئة الرياضات الخفيفة في كلتا الحالتين.

لقد صنعت أيضاً شركة “آيروموبيل” – التي مقرها في سلوفاكيا – سيارة طائرة من النوع الذي يستخدم المدرج في الإقلاع والهبوط.

وقال دوغلاس ماك أندرو، المدير الفني لـ”آيروموبيل”: “إننا نحاول الحصول على تصريح لها على أنها طائرة، ثم سنحاول بعد ذلك الحصول على تصريح أنها سيارة”، كما أضاف “بالتأكيد تُعد هذه الأمور تحديات تقنية، ولكنها لن تُمثل أية عوائق تشريعية بعد الآن”.

 

 

طائرة

هافينغتون بوست