وجع ممعن في التفاصيل
لاشئ يؤلم قلب الأم اكثر من فقدان فلذة كبدها ..طفلها الذي انتظرته طيلة تسعة أشهر ..قاست الم المخاض ..شاهدته ينمو ..يحبو ..يحاول الوقوف ..يقع مرارا ..ثم يثبت نفسه على أقرب مقعد ..ليواصل المسير ..يتأتي في الحروف …لينطق كلمة بابا ..ماما …يضحك في وجهها ما ان تدخل على البيت ..شيئا فشيئا يصبح جزءا منها ..حتى تتساءل كيف كانت الحياة قبله ..
لا شئ يؤلم اكثر من موت طفلة كانت امانيها حد الأفق ..لم يخطر ببالها وهي تلعب وتلهو ان بهذه الدنيا ذئاب لا تتردد في وأد احلامها ..في اغتيال براءة طفولتها ..في اغتصابها بكل وحشية ..طفلة لا تتجاوز الثلاثة اعوام …. ..ترى كيف حال اهلها ..كيف هي امها ؟؟ ..امها التي رسمت لها مستقبلا ورديا ..تكبر لتصبح فتاة جميلة..كانت تعد الايام لتراها عروسا تخطف الأبصار .. لم يخطر على بالها أن أقرب الناس اليها هو من سيحمل سكينا صدئة ليذبح بها كل احلامها ..ليقتل بدم بارد طفولة ابنتها.. مؤلم ما حدث لك يا ابنتي ..وموجع اكثر ما نعيشه نحن …صمت وتجاهل ..ثم مصمصة شفاه وحسرة ..ثم دفن رؤوس في الرمال ..حتى التوت الرقاب…
لا ادري ما الذي يحدث في المجتمع .. تواترت علينا أخبار الاغتصابات بذات السيناريو .. اغتصاب ثم قتل ثم رمي جثة الطفلة في أقرب بئر ..ما الذي يحدث بحق الله ؟؟ . ..ترى بماذا حدثته نفسه ذلك الذي فعل فعلته وهو من الاثمين .. ؟؟ ؟ …ترى كيف حال ابيها ؟؟ ..هل تستطيع امها النوم ؟ ..لا اظن ..بل اجزم بذلك ..وجه طفلتها الذي لا يفارق خيالها ..يقف بينها وبين اغلاق جفنيها ..صوتها وهي تصرخ طالبة النجدة ولا مجيب ..بكاؤها وهي تعاني من افظع الالام ..ولا منقذ ..دموعها التي بللت وجهها البرئ ..ولم تجد من يمسحها
هل يكفي محاكمة هذا المجرم ..محاكمة عادية ..مثله مثل أي مخطيء؟؟ ..محاكمة يقف فيها من يترافع عنه ويحاول ايجاد اعذار ومسببات ؟؟ .. ثم الزج به في السجون لحين وقت الاعدام في سكون؟؟ …الموت راحة له ..سيموت ويترك غيره يتعذب …اين منظمات الطفل؟ ..اين تجمعات المرأة ؟؟ اين وزارة العدل ؟؟ اين دعاة الحقوق ؟؟ ..لماذا يترك الأمر وكأنه يعني اسرة الطفلة وحدها؟ …أه لو كان الامر بيدي ..لن يكفيني موته فقط ..بل كنت ساستصدر قانونا يامر باخصاء كل من يفعل فعلته (اعتذر للقارئ عن تجاوز الخطوط في هذه الكلمة ) ..ثم يشهر به في انحاء البلاد ..ومن ثم يعدم في ميدان عام ..ليشف صدور قوم مؤمنين..
اما أنت يا صغيرتي فلترقدي بسلام ..وان شئت ان تقبلي اسفنا فأفعلي ..فنحن لا نستحق ان تكوني بيننا …فقد كنت اجمل من واقعنا المريض ..لا نستحق وجودك …لم نستطع ان نمد لك يد المساعدة وانت حية ..وها نحن عاجزين عن الاخذ بحقك وانت ميتة .. ارقدي بسلام ..اما نحن فليتغمدنا الله برحمته …انا لله وانا اليه راجعون
د. ناهد قرناص
د. ناهد تقولين ” فلترقدي بسلام
أربأ بك أن تستخدمي هذه العبارة
ألا يوجد من تعبيراتنا الإسلامية ما يقابلها ؟
* .ثم يشهر به في انحاء البلاد *************************
ولكن عندما شهر بواحد من هؤلاء الذئاب قامت الدنيا ولم تقعد ….كأنه بريء لم يرتكب هذا الجرم الفاحش
* تابعت قصة في برنامج ” عيون الشعب ” في إحدى القنوات المصرية ، ابن الجيران اغتصب طفلة عمرها أربع سنوات …
أكثر جزء فيها يستوقف الإنسان السوي، عندما سأل مقدم البرنامج ذلك المجرم قائلا له : هل تمتعت ؟ فكان رده العجيب لا لا