(أغاني وأغاني) جدل لا ينتهي.. استمرار فشل “الشروق”.. و”الخضراء” تقدم نفسها رغم ضيق الوقت
مع اقتراب الشهر الفضيل من الرحيل بدا أن رهانات معظم القنوات بدأت تتضح جلياً.. أظهر بعضها استعداداً جيداً لبرمجة الشهر الفضيل، بينما تنقلت أخريات في فخ البرمجة الراتبة التي لا تحمل جديداً على مستوى الأفكار أو على مستوى التنفيذ ربما بسبب فقر الأفكار.. أو فقر (الجيوب).
{ (أغاني وأغاني).. وإثارة مستمرة للجدل
واصل برنامج (أغاني وأغاني) صدارته في صنع الأحداث، ولفت الأنظار إليه التي توجهت لمتابعة التغييرات الجذرية التي أجريت عليه خلال الفترة السابقة.. وسعت كثير من وسائل الإعلام المقروءة إلى تحليل أداء المشاركين في البرنامج الذي يحظى بقبول شعبي واسع، وتباينت الآراء حول جودة خيارات المشاركين الجدد في البرنامج، إلا أن الاتفاق كان واضحاً على البعض منهم خاصة الفنان الشاب صاحب الصوت القوي والحضور المذهل “مهاب عثمان” الذي نجح في أن يقدم نفسه عبر البرنامج بصورة رائعة للغاية ويخرج من محيطه الذي كان يحبسه سابقاً بالغناء في أماكن محدودة مثل العوامات الليلية ولجمهور محدود، وسيفتح له ظهوره الجيد في (أغاني وأغاني) منافذ ومنابر أخرى لتقديم تجربته بشكل أكثر وضوحاً، فيما واصل “حسين الصادق” و”فرفور” أداءهما المحترف وظهرا بأدوار البطولة التي تنقذ الحلقات من الفشل، وكان واضحاً أن إدارة البرنامج قد ظلمت المغنية الواعدة “رندا مصباح” بعدم إتاحة الفرصة لها بتقديم نفسها بشكل جيد، وكان من الممكن أن تظهر بشكل أقوى لأنها مطربة موهوبة ولديها شكل غنائي مختلف عن أبناء جيلها، فيما تأكد للناس أن المطربة “رانيا” قد دخلت إلى البرنامج عن طريق (المجاملة) ليس إلا، ربما بتوصية غير موفقة من زوجها الفنان “هاني عابدين”.
{ قنوات على الخط
كان رهان قناة “الشروق” الموسمي على البرامج التوثيقية التي تقدمها مع رواد الغناء السوداني، لكنها تخلت عن هذه الميزة في هذا الموسم وقدمت برنامج (وتر عربي) الذي حشدت له كل طاقاتها المالية، لكنه جاء خالياً من أية إضافة للقناة أو للمذيعة “سلمى سيد”، ووجد البرنامج انتقادات واسعة، وأعتقد أن أفضل ما قدمته “الشروق” هذا الموسم هو سلسلة (عكليتة) التي أعادت بعض البهاء المفقود لها، واعتمدت قناة “أم درمان” حتى الآن على البرامج (المعلبة) والجاهزة التي لا تتطلب تكلفة مالية كبيرة وراهنت على جودة الإعداد فقط دون تكلفة مالية باهظة، وهو أمر يضع الفضائية في قالب لن يميزها رغم قدرة رباناها “حسين خوجلي” على الابتكار والتجديد، بيد أن معضلة الإنتاج والمال لا تزال تقف حجر عثرة أمام مزاحمتها لبقية الفضائية ذات العود القوي. وفي “الخرطوم” يبدو الأمر مشابهاً للحال في قناة “أم درمان”، وإن كانت الأولى تتميز بتنوع أفكارها وتنوعها، إلا أن فضائية الولاية تميزت هذا العام بأفضل برامجها وهو (نشرة نسوان) الذي ناقش قضايا المرأة السودانية برشاقة وجرأة وفتح الباب واسعاً أمام مشاكل مسكوت عنها بلا غلو، وهو اختراق يحسب لقناة “الخرطوم” وإن تأخر كثيراً، وبعد سنوات طويلة استطاعت أن تقدم برنامجاً على درجة كبيرة من الاحترافية.
{ “الخضراء”.. تقدم نفسها في رمضان
قدمت قناة “الخضراء” نفسها بقوة خلال هذا الشهر الفضيل ورغم مرورها بتغيير جلد إدارتها، إلا أنها استطاعت أن تلحق بركب البرمجة الرمضانية الراتبة وتقدم عدداً من البرامج المسجلة والمباشرة التي صنعت زخماً برامجياً بالفضائيات السودانية، وعاد من خلالها الأستاذ “الهندي عز الدين” إلى التقديم البرامجي عبر برنامج (على المنصة) الذي استضاف عبره عدداً كبيراً من القيادات السياسية والفكرية والثقافية، ومثلت تلك الحوارات مواد خصبة للصحف، كما قدمت الفضائية برنامج (حكاوي وغناوي) لـ”التيجاني حاج موسى” الذي أعاد من خلاله اكتشاف عدد من الأصوات الغنائية الشابة منهم “عمر حدربي”، “خنساء ويس”، “الصادق شلقامي” و”عائشة موسى”، وكان خياراً جيداً التف حوله عدد كبير من المشاهدين.
صحيفة المجهر السياسي