الطاهر إبراهيم.. (الليلة في بعدك ما أضناني!؟)
(1) > قلت في مادة أخرى عن الطاهر إبراهيم ..إن العقيد (م) الطاهر إبراهيم ألبس الأغنية السودانية (البزة العسكرية) فمنحها (وقار وهيبة) البدلة العسكرية. > حدث ذلك رغم توصيف أغنيات الطاهر إبراهيم بأنها أغنيات (خفيفة) وقد كان له أن أدخل للأغاني السودانية تلك (الموجة) التي تميزت بها كلمات إبراهيم الطاهر وألحانه، ليقدمها إبراهيم عوض بصورة استعراضية ومسرحية أجبرت (المستمع) أن يتحرك من مقاعد المستمعين أو المتفرجين إلى منصة المسرح أو (الدارة) ليرقص معها طربا وفرحا. > المتلقي السوداني قبل أغنيات الطاهر إبراهيم عرف عنه (الجمود) ، لتأتي أغنيات الطاهر إبراهيم فتحدث فيه كل هذا الحراك وتجعله جزءاً من النص بعد أن كان متلقيا له. > الطاهر إبراهيم إن بلغ رتبة (العميد) في القوات المسلحة.. هو في الشعر والأغاني السودانية بلغ عندنا رتبة (المشير). > نعم إن كان عميد (م) في (الجيش) …هو (مشير) شعر في (الأغاني). > الربط والضبط دخل للأغنية السودانية دون أن يفقدها الفوضى الخلاقة للإبداع. (2) > ثنائية محمد وردي وإسماعيل حسن يمكن أن يطلق عليها ثنائية (شخصية) أي هي في الإطار الإبداعي لمحمد وردي وإسماعيل حسن. > ثنائية عثمان حسين وحسين بازرعة يمكن لنا أن نطلق عليها ثنائية (ألوان) توافقت فأخرجت كل ذلك الإبداع. > ثنائية إبراهيم عوض والطاهر إبراهيم …هي ثنائية (فنية) لأنها أضافت (ضربا) جديدا للأغنية السودانية. > لو لم يلتق الطاهر إبراهيم بالفنان إبراهيم عوض …ربما لم تظهر هذه اللونية من الغناء. > الأغنية في كتابات الطاهر إبراهيم الشعرية دخلت إلى (حداثة) المشاعر والدواخل والحب. > لم تكن الحداثة فقط في الكلمات والألحان – الحداثة كانت في (المشاعر) أيضا. (3) > في النظرة النقدية لأغنيات الطاهر إبراهيم …نجد أن أغنية (كنت معاك سعيد والليلة في بعدك ما أضناني) ، تمثل نقلة كبيرة في البوح بالمشاعر. > نحن تعودنا على البوح في الحضور – أما البوح في الغياب …فقد جاء به الطاهر إبراهيم في (كنت معاك سعيد). > كذلك تمثل أغنية (عزيز دنياي) ..رقيا في البوح والإعلان عن الحب – لا نعرف نحن أن نبوح بمشاعرنا بكل هذا التحضر والرقي. > قد يكون ذلك توفر للشاعر الطاهر إبراهيم الذي رحل عن دنيانا (عزيزا) أمس الأول بسبب قدرة الطاهر إبراهيم لأن يجمع بين مدني وأم درمان، أو لما توفر له من الإبداع الجغرافي لهذه الأماكن. > فقد ولد الطاهر إبراهيم في مدني وعاش في أم درمان ليمنحنا ذلك (التفرد) الذي يمكن أن يجمع بين أم درمان ومدني. > تخيلوا كيف يكون الحال عندما تخالط مدني أم درمان؟. (4) > أهم شهادات إبراهيم الطاهر في عبقريته اللحنية والتي أحدث بها ذلك التحول الكبير في الأغنية السودانية تتمثل في اعتراف الفنان محمد وردي به وسعيّه الجاد لأن يغني من كلماته وألحانه. > وردي غنى من ألحان برعي محمد دفع الله أغنية (الوصية) وغنى للطاهر إبراهيم (حرمت الحب والريدة) ليلاحق إبراهيم عوض في الألحان الخفيفة التي سيطر بها على الساحة الفنية. (5) > حتى (الجنون) عندما غنى له الطاهر إبراهيم واعترف به …جمّله، كيف لا وهو الذي كتب ولحن أغنية (حبيبي جنني وغير حالي)…لقد أصبح (الجنون) مشتهىً بفضل هذه الكلمات. > توقفت عند مداخلة السفير عبدالمحمود عبدالحليم التي نقلتها له صحيفة (السوداني) أمس, وذلك عندما علق عبدالمحمود : (وشى به أحدهم بأنه يدير انقلابا ضد نظام عبود, فكاد ذلك أن يقوده لمقصلة الإعدام, لكنه خرج من تلك التجربة بأغنية (يا خاين) التي أتحفنا بها إبراهيم عوض والذي أبدع وأجاد في أداء أغنيات الطاهر.) (6) > نسأل الله الرحمة والمغفرة للعقيد (شعر) أو المشير (أدب) الطاهر إبراهيم ..وأسكنه الله فسيح جناته وجعل مقامه في عليين.. ببركة هذا الشهر وفضل تلك الأيام المباركة. > ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
نسأل الله العلي القدير رب العرش العظيم أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته
ويتجاوز عن سيئاته