معارك جديدة بالمدافع والصواريخ تشعل مدن الجنوب
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في جوبا اليوم الثاني, وسط ترقب حذر من المواطنين في العاصمة. وفيما بدأت الدول في إجلاء رعاياها من الجنوب, لا تزال الاشتباكات في مدينة (واو) متواصلة بين الحكومة والمعارضة المسلحة, استخدم فيها الجانبان المدافع والصواريخ، بجانب وقوع هجمات متفرقة على طريق (جوبا – نمولي) أدت إلى عمليات نزوح واسعة، ونقلت مصادر عن المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي الحكومي العميد لول روي كوانغ, أن القتلى العسكريين من جيش الحكومة بلغ (1089) عسكرياً منذ أحداث القصر الرئاسي حتى إعلان اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت المصادر إن أكثر من (30) ضابطاً بالجيش الشعبي فقد الاتصال بهم ولم يعرف مصيرهم حتى الآن. تصريحات متضاربة وفي السياق, علمت (الإنتباهة), أن أربع هجمات وقعت في طريق (جوبا – نمولي) أمس (الأربعاء), قام خلالها مسلحون بالاشتباك مع قافلتين للجيش الحكومي, وهجمتين على سيارات المدنيين, ولم تعرف حصيلة قتلى تلك الهجمات. وفي الإطار أكد مصدر في المعارضة المسلحة وقوع اشتباكات بمنطقة (لير) في ولاية الوحدة. وقال متحدث باسم نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار أمس، إن مشار سحب قواته خارج العاصمة جوبا ولا يخطط لخوض حرب، مشيراً إلى أن الانسحاب لتجنب مزيد من المواجهة مع القوات الحكومية بقيادة الرئيس سلفا كير ميارديت. غير أن رئيس قوات حفظ السلام الدولية في الأمم المتحدة إيرف لادسو كشف ، أن قوات الرئيس سلفا كير، طردت النائب الأول للرئيس وزعيم المعارضة رياك مشار وقواته من قاعدتهم العسكرية في (جبل كجور)، وأصبحوا حالياً في غرب جوبا بعد الهجمات التي نفذت ضدهم خلال الأيام الماضية. وفي السياق نفسه أكد المتحدث باسم الجيش الشعبي الحكومي العميد لول روي كوانغ، أن قواتهم اجتاحت بنجاح قاعدة رياك مشار العسكرية في منطقة جبل كجور ودفعهم لخارج المدينة. وأكد جيمس قديت داك المتحدث باسم مشار في نيروبي لـ (رويترز)، تواصله مع قوات مشار، وقال: (كان علينا الانسحاب من قاعدتنا في جوبا لتجنب مزيد من المواجهة). وأضاف قائلاً: (إنه حول العاصمة لكن لا يمكنني أن أقول أين موقعه تحديداً). وقال داك إن مشار سيبقي بعيداً عن جوبا حتى يجري إنهاء تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، وتابع قائلاً: (إنه لن يعود ولا ينظم صفوفه للحرب)، داعياً لنشر قوة من خارج البلاد لتكون بمثابة قوة (عازلة) بين قوات مشار وكير. وأضاف قديت أن مطالب جانب مشار تتضمن تشكيل قيادة مشتركة وجيش مشترك وشرطة مشتركة لتأمين جوبا، إلى جانب كل المسائل الأخرى التي جرى التوصل إليها في اتفاق السلام دون تنفيذها حتى الآن. إجلاء الأجانب ومن جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس، أن سلاح الجو الألماني يقوم حالياً بإجلاء الأجانب الموجودين في جنوب السودان. وقالت متحدثة باسم الوزارة إن خلية الأزمة قررت إجلاء الرعايا الألمان ومن الاتحاد الأوروبي ودول أخرى من العالم. وأشارت إلى أن عمليات الإجلاء جارية وتتم جواً بواسطة طائرات لسلاح الجو الألماني. وفي ذات السياق أعلن وزير خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني إجلاء (30) إيطالياً إضافة إلى عدد من الأوروبيين من عاصمة الجنوب على متن طائرة عسكرية في ظل اندلاع الصدامات المسلحة والاقتتال. وقال الوزير في تصريح له إن طائرة عسكرية إيطالية أقلعت من جوبا تحمل إيطاليين أرادوا مغادرة الجنوب، بالإضافة إلى آخرين من مواطني الاتحاد الأوروبي. وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) عن إرسال (40) جندياً إضافياً إلى جوبا للمساعدة في تأمين الأفراد والمنشآت الأميركية في المدينة التي مزقتها الحرب. وقالت المتحدثة باسم أفريكوم جنيفر ديرسز ـ حسبما ذكرت شبكة (أيه. بي. سي) الأميركية أمس، إنه تم إرسال الجنود بناءً على طلب من وزارة الخارجية الأميركية. ومن جانبها أعلنت السفارة الأميركية في جوبا عن تنظيم رحلات للرعايا الأميركيين الذين يرغبون في مغادرة جنوب السودان، كما قامت بإجلاء الموظفين غير الأساسيين. في غضون ذلك كشفت وزارة الخارجية، أن أمريكا ودولاً غربية, طلبت عون الخرطوم لإجلاء رعاياها من مدينة جوبا. مساعدة واشنطون وطالب وكيل الوزارة السفير عبد الغني النعيم، في تصريحات نشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) أمس، الأطراف المتصارعة بالالتزام بالاتفاق الذي وقعه الطرفان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أخيراً، مشيراً إلى أن عدداً من الدول الأوروبية والآسيوية بجانب أمريكا، طلبت من الخرطوم مساعدتها في إجلاء رعاياها من جنوب السودان. إلى ذلك وصل الخرطوم أمس (72) مواطناً صينياً من بينهم (7) دبلوماسيين تم إخلاؤهم من جوبا بسبب الأوضاع الأمنية، واستقبل القائم بالأعمال الصيني والقنصل بالإضافة إلى قيادات رفيعة في جهاز الأمن والمخابرات الوطني المجموعة. وأكد مصدر أن معظم المجموعة التي وصلت يعملون في شركات البترول الصينية بالجنوب، مبيناً أن (10) منهم سيغادرون الصين غداً. فتح الحدود في السياق دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، جميع الأطراف المسلحة لضمان ممر آمن للأشخاص الفارين من القتال الذي اندلع في جوبا عاصمة جنوب السودان، وحثت الدول المجاورة على الحفاظ على الحدود مفتوحة أمام تدفق اللاجئين. ودعت البعثة الأممية في جوبا، في بيان أمس، جميع الأطراف على التمسك بوقف إطلاق النار.
الانتباهة