المواطنون العائدون من الجنوب .. حكايات من وحي المعاناة
ما أن حطت طائرة شركة الأجنحة الذهبية رحالها في مطار الخرطوم قادمة من دولة الجنوب، حتي أوقدت الشموع من قبل ذوي وأهالي العائدون، بينما أكتفى البعض بزرف الدموع، وهو مشهد ينطبق تماماً إبان إعلان الانفصال والاحتفال بميلاد الدولة الجديدة في احتفال ضخم بالعاصمة جوبا، عندها تهللت أساريرهم، وعمت بشائرهم الفرحة بهذا الإجراء، الذين كانو يأملون فيه أن ينقلهم الى آفاق أرحب، مسقطين من أجندتهم مقولة (على كف القدر نمشي ولا ندري بالمكتوب) فهاهي الأحداث تتسارع، منذ أن رفع علم الحركة الشعبية في رحاب دولة الجنوب، لم تكن بوادر الأمان تختزل في أذهان قاطني المنطقة بحسب خبراء في الشأن، فإقصاء بعض قبائل المنطقة وعدم اشراكهم في الحكم وتهميش فئات أخرى كان بمثابة منصة انطلاق لتمرد جديد بالمنطقة.. وهذا ما كان، إذ تسممت الأجواء مجدداً ، وأضحى يشوبها الهدؤ تارة والانفلاتات تارة أخرى، الا أن جاءت الأحداث الآخيرة مكشرة عن أنيابها معلنة العودة الى المربع الأول، عندها فقط زرف المواطنين هناك الدموع،في وقت دابت فيه شموع الفرح فأحترقت بنيران الحرب
والسودانيين المقيمون بدولة الجنوب أيضاً لم يسلموا من افرازات تلكم السياسات الهوجاء، ففي وقت لم يثنيهم فيه الإنفصال عن ممارسة حياتهم الطبيعية، ولا عن مزاولة أنشطتهم التجارية، سائروا مهامهم الحياتية، متحاشين درب السياسة الوعر، متذودين من ماتبقى من افرازات رتق النسيج الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد، تمرحلت حياتهم هناك بمراحل عديدة مابين الوحدة والانفصال ومآلات الانفلاتات الأمنية، والأحداث الدامية بين كل فينة والأخرى، والتي لم يسلم منها لا الوطن ولا المواطن،
وعندما أشتدت الحرب ووصفت بالضروس في إشارة إلى استحالة عودة الأجواء إلى سيرتها الأولى قريباً أيقن السودانين هناك بضرورة الرحيل إلى بلاد بعاد ضفافا هرباً من المعارك الطاحنة التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل اللهم الا بعض محال تجارية وصناعية جعلوها مصدر رزق لهم بعد أن خبروا ادارتها وتخيروا زبائنها
وقال جمال محمود وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء رئيس اللجنة الإجلاء إنه ومنذ إندلاع الأوضاع بدولة جنوب السودان ظلت اللجنة تواصل أعمالها من خلال ثلاث مستويات وقررت بعد إجراء عدد من الإجتماعات إجلاء جميع السودانيين الراغبين في العودة إلى البلاد، مؤكداً إكتمال كل الإستعدات للإجلاء من خلال التسجيل الذي تم بمدينة جوبا والمدن الأخرى والذي فاق الـ(3) ألاف شخص، مبيناً إن الرحلة الأولى للإجلاء ضمت (76) شخصاً أغلبهم يعمل في التجارة، وفي منظمات غير حكومية الى الخرطوم، مشيراً إلى برمجتهم لوصول (4) رحلات تحمل على متنها (400) شخصاًً
وأكد محمود أن كل اللجان تواصل عملها لكيفية أن يكون جميع أبناء السودان بالجنوب في موقع آمن حتى يتم إجلائهم إلى حضن الوطن، وقال أن اللجنة في مدينة جوبا بذلت جهداً كبيراً في عمليات الإيواء وتوفير الإتصال وتزليل العقبات وتأمين السودانيين حتى وصولهم للمطار، موضحاً أن عمليات الإجلاء تتم بالتنسيق مع الجهات الأمنية والشرطية وجهاز المغتربين والسفارة بالجنوب. وكشف جمال عن إتصالات من بعض الجاليات للإستفادة من مطار الخرطوم لإجلاء رعياهم وأكد إستعدادهم وترحاب الخرطوم بهم
ومن جهته كشف الرشيد عبد اللطيف، المدير العام للجاليات والهجرة بجهاز المغتربين رئيس غرفة العمليات وعضو اللجنة الفنية للاجلاء عن احصائية السودانيين بدولة الجنوب البالغة ( ٥٠،٠٠٠ ) يتفرقون على مدن الدولة المختلفة معظمهم من التجار فيما يرغب حتى الآن ( ٣٠٠٠ ) منهم في الاجلاء الفوري حيث أن الأوضاع الامنية في تدهور مستمر، كاشفاً عن تحرك مجموعة من السودانيين من مدينة ملكال في الاتجاه نحو ولاية النيل الأبيض عبر مدينة ( جودة)
ووصلت إلى مطار الخرطوم ظهر أمس الجمعة الأفواج الأولى من رحلات إجلاء المواطنين السودانيين من دولة جنوب السودان والتي ضمت مجموعة من الأطفال والنساء والأسر
في استطلاع قامت به (ألوان) أملاً في سبر أغوار مآلات الأحداث هناك أستنطقت عدداً من العائدون من جوبا، فالذي يتفرس في ملامحهم يعي تماماً بما لاقوه من ضنك وتعب نفسي وجسدى، فخلجات وتقاسيم وتقاطيع وجههم تعكس ذلك جلياً، بأنهم قاسوا الأمرين، أو كما قالت لنا نعمات محمد حسين، من ضاحية الفتيحاب، والتي تسكن بمعية أبنائها في جوبا والتي استرسلت بقولها ما أندلعت الحرب حتى وضعنا أيادينا في قلوبنا لكونها حرباً شرسة بالمقارنة مع بعض المناوشات في السابق، وما أن وضعت الحرب أوزارها علقنا آملنا بالعودة الى الوطن، وقالت نعمات كنا نلتحف الأرض، (منبطحين) بإيعاز وتعلميات من قبل العارفين بكنه الحروب، وقالت نعمات ما أن نما إلى علمنا بتكوين لجان بشأن تسجيل الراغبين في إجلائهم حتى سارعت بتسجيل أبنائي وبعض باقة العائلة والأصدقاء، خوفاً من أن نلاقي مصيراً لا نحمد عقباه لا قدر الله ، أو تترسبت مآلات تلك الحروب في أعماق أبنائي فتترجم في تصرفاتهم بصورة لا تسر لاعدو لا حبيب
وجدناهم يقبعون في ركن قصياً متأبطين حقائبهم الصغيرة، أنهم فتية أمنوا برغم صغر سنهم بمقولة (تمرق من بيتك حزين تلقى الفرح عند مين) حاولنا أستنطاقهم فكانت اجاباتهم ممزوجة (بعربي جوبا) فهؤلاء الصغار(هالة في الصف الثاني بمدرسة الأساس بحي الملكية في جوبا، وعائشة بالمستوى الأول بنفس المدرسة وأخيهم الأصغر بمرحلة ما قبل الأساس، فوالدهم الذي يعمل في إحدى مطاعم (الأقاشي) بالعاصمة لم يجد بدءاً الا وأن يرسلهم مع أحد أصدقائه على أن يتم استلامهم بواسطة خال الأبناء في مطار الخرطوم ،وكانت حجة الوالد أنه لا يستطيع الانتقال من هناك لكون زوجته في أيامها الآخيرة للوضوع
تركناهم للإفساح عن مساحة أخرى للتضامن والمواساة مع عائدون آخرون، فألتقينا بالعم الأمين محمد عبد الغفار من سنار المدينة، والذي تحدث بمرارة عن ما اقترفته الحرب بحق السودانيين هناك، وقال أنا أقيم بمدينة واو منذ أكثر من 43 عاماً ، وأعمل في الشأن التجاري، شهدت كافة المحافل والحروب وأفراح التآسي وأتراح المأسي، فقمت بالذهاب الي جوباً للمعايدة، وفي حين غرة إندلعت الحرب وصرت عالقاً، الا ان تم ترحيلي ضمن المجموعة واحتمينا بالسفارة السودانية في جوبا قبل أن ينتهى بنا المطاف في الخرطوم عبر مطار العاصمة جوبا، وناشد العم الأمين الحكومة والمعارضة بتحكيم صوت العقل رفقة بمواطني الجنوب
ووصف بابكر رابح محمد من أهالي النيل الأبيض مقيم بحي كتور بالجنوب، وضع الجنوب بالمزري، وقال ل(ألوان) قامت جهات بعمليات نهب وسلب للمتلكات في مناطق متفرقة بالمنطقة، وبسؤالنا عن من هي تلك الجهات، أجاب في إفادة غاضبة ومقتضبة لا نستطيع التمييز فالقوات كانت تهاجم من القبل الأربعة
أما التصريح الذي أوجد حسرة، وغصة في الحلق، ما اطلقته سيدة طاعنة في السن من الجنوب والتي أوضحت إن ما تم في الأحداث من قبل بني جلدتها لم تراه إبان تمرد الأنانيا ون وتو، إذ كانت القوات المسلحة السودانية خير ملاذ لنا فأحتوتنا وحمتنا، أين نحن من هذا
الوان
الحمد لله مافى زول قال قلعونا فى المطار فى جوبا
الحقيقة
ان سيلفاكير طلع اذكي من البشير والكيزان بمراحل
يعرف كيف يدغدغ مشاعر البشير وحزب المؤتمر الوطني جيدا
تارة يقول انه يثق في البشير ولن يعكر العلاقات مع الخرطوم بتعيين احد ابناء ابيي
وتارة يمدح البشير وانه يثق في تخفيض رسوم عبور النفط
ومرة اخري بفتح الحدود
وفي كل تلك اللحظات والي هذه اللحظة سلفاكير يدعم الحركة الشعبية قطاع الشمال دعم كامل من المرتبات الي الدبابات والحكومة تعلم ذلك جيدا وفوق هذا يصدر امير المؤمنين قرارا بوقف اطلاق النار لمدة اربعة اشهر ! ويامر قوات الدعم السريع بالاتجاه شمالا في الصحاري لمكافحة الاتجار بالبشر !!!
واذا عرف السبب بطل العجب
والسبب ان امريكا والغرب حينما رات ان التمرد انحسر في دارفور واستقرت الامور وان الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق مخنوقة وفي طريقها الي زوال اوهمت حكومة امير المؤمنين بانها ستضغط علي قطاع الشمال للتوقيع علي خارطة الطريق وتحقيق السلام وان السودان اذا تعاون في مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية سيتم رفع الحظر الاقتصادي عليه والغاء تهمة المحكمة الجنائية الصادر باعتقال البشير ونفس ماحدث في نيفاشا بالتحديد من وعود صدق امير المؤمنين كلام الغرب وامريكا مع ملاحظة ان القوات الحكومة متقدمة انتصار تلو الاخر في جنوب كردفان والنيل الازرق وفجأة يصدر بشة امرا بوقف اطلاق النار لمدة اربعة اشهر كاملة! املا في الوعود الغربية بالضغط علي قطاع الشمال للتوقيع علي خريطة الطريق وتحقيق السلام ورفع الحصار نتيجة تعاون السوداتن في مكافحة الاتجار بالبشر وكذلك الغاء اعتقال البشير من الجنائية. لم تصدق الحركة الشعبية هذا القرار ورحبت به ايما ترحيب وابدت استعدادها للتفاهم تمهيدا للتوقيع علي خارطة الطريق والي يومنا هذا قطاع الشمال لم يوقع ولم يلقي السلاح
وتصريحات سلفاكير وامريكا والغرب ماهي الا مسكنات للبشير حتي تنتهي ازمة الجنوب ويستانف سلفاكير دعم قطاع الشمال دعما سخيا اكثر مما كان
ياسيادة الرئيس لو منتظرين قطاع الشمال يوقع علي خارطة الطريق الرمادا في خشمكم
نصيحة ياريس:
الغي قرار وقف اطلاق النار واصدر الاوامر بالهجوم علي الحركة الشعبية فلا حاجة لتوقيعها علي خارطة الطريق
استدعي كافة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة والامن المنتشرة وتائهة في صحاري الشمال لاستئناف تحرير ماتبقي من كردفان والنيل الازرق فهذا افضل من وعود الغرب الكاذبة ولتدع امر مكافحة الاتجار بالبشر الي قوات الشرطة ومكافحة التهريب بالجمارك
هذه الخطوة تسهم في اجتثاث الحركة الشعبية قطاع الشمال بالكامل فليس لهم الا احدي الخيارات التالية:
-الهروب الي الجنوب وهناك سينضمو الي يلفاكير وسيطحنو من قوات مشار والمعارضة الجنوبية
-الهزيمة او الاسر وتحرير النيل الازرق وكردفان
-الاستسلام وتسليم اسلحتهم
اي تفكير غير ذلك لايبدو سوي درء خطر الحركات المسلحة بعيدا عن الخرطوم فقط لاغير