عثمان ميرغني

علاقة.. (توم آند جيري)!!


أنهينا عملنا التحريري كالمعتاد ليل أمس الأول.. وأرسلنا الصحيفة إلى المطبعة.. ونحن نلملم أغراضنا لنخرج إذا بنا نلمح في وكالات الأنباء المفاجأة الكبرى.. (إنقلاب عسكري في تركيا).. فعدنا أدراجنا ومكثنا حتى الواحدة صباحاً نتابع ونعيد تحرير الصحيفة..
حتى آخر رمق من الوقت الذي يمكن للمطبعة أن تنتظرنا فيه.. كانت الكفة لصالح (الإنقلاب).. بل وبدا لنا موقف أردوغان ضعيفاً عندما سمعناه عبر مقطع صغير يطلب من الشعب النزول للشارع.. فرفعت أقلام التحرير وجفت الصحف على هذا الوضع لنرسل الصحيفة إلى المطبعة ونعود للمتابعة القلقة..
رويداً رويداً بدأ المشهد يتغير.. موقف تاريخي لا يُنسى، الشعب التركي الأعزل يستجيب لنداء إستغرق بضع ثوان عبر الوسائط الحديثة.. وينزل الشارع متحدياً ليس الموت فحسب، بل المصير المجهول.. و ترتجف الدبابات أمام الهتافات ويبدأ الإنقلاب في التراجع ثم الهروب.. ليترك خلفه درسين مؤثرين..
الدرس الأول: أن الإعلام هو السلاح الأقوى دائماً.. فالرئيس رجب طيب أردوغان لم يحارب بطائرات أو دبابات.. كل الذي فعله أنه وجه عبر الأثير رسالة قصيرة.. كانت هي الموجه لمقاومة الإنقلاب. لكن الرسالة لم تكن لتؤتي أُكلها لولا الشعب.
الدرس الثاني: أن الشعب هو السلطة الأعلى في الدولة.. والحكومة التي تعامل شعبها بما يستحق من توقير وإجلال يحميها الشعب بصدره العاري ولو في مواجهة دبابة خرساء صماء تنفث شواظاً من لهب.. فالرئيس أردوغان وحكومته طوال سيرة حزبهم السياسية كانوا يعولون على الشعب لا البندقية.. أسس حزبه العدالة والتنمية في 2001 وبعد عام واحد اكتسح الانتخابات الديموقراطية ليتولى دفة الحكم.. وعندما دخل في مواجهة من المؤسسة العسكرية لجأ مرة أخرى للشعب فأعلن عن انتخابات مبكرة نال فيها تفويضاً أكثر من سابقه..
التعويل على الشعب هو القوة الحقيقية لأي حكم.. والطريق إلى الشعب يمر بحقوق الإنسان ومشاركته في صناعة القرار الوطني..
أقوى حارس لاستقرار أية دولة.. هو (رضاء) شعبها.. أن يحس أنه هو الذي يحكم.. وأن الحكومة خادمه الأمين المطيع.. لكن إذا دخلت الحكومة مع شعبها في لعبة (توم آند جيري) فإن أكتاف الحكومة لن ترتاح من حمل البندقية ليلاً ونهاراً، شتاءً وصيفاً.. علاقة تربص باهظة التكاليف المادية والمعنوية.
تركيا قدمت درساً بليغاً للعالم أجمع.. درس عنوانه من ثلاث كلمات.. (ولى زمان الإنقلابات).. فالكلمة للشعوب!!


‫2 تعليقات

  1. حتى في مشاركتك هذه – مسيخ مساخة – فقد كتب الكاتبون وعلق المعلقون قبلك فكانت كتاباتهم كافية ومعبرة ولها وزنها وطعمها – اما انت وكتاباتك في اي موضوع او حدث فدائما ( مسيخة ) وكل القراء يقرون بماساخة ما تكتب ( اريتك تسكت انت والباقي هين )

    1. هذا كلام يخصك وحدك يا atbarawia ومين فوضك للتكلم باسم القراء هذا يدل على انك شخص مريض نفسى ان تتكلم بدون معرفه وعثمان علم على رأسه نار وهو لايحتاج الى تزكيه منك ولكنى اشعر بانك من الفاسدين الذين كشف فسادهم عثمان ولك معه تار قديم لان كلامك شاذ ومعزول وعثمان له جماهيره ولايحتاجك فى شىء لانك شخص جبان اذكر اسمك الحقيقى يافاسد