محمد عبد الماجد

سلامة (مهند ونور)


(1) > من حق العالم كله أن يتحدث عن (فشل) الانقلاب في تركيا – عدا السودانيين الذين يفترض عليهم ان يحدثونا عن (فشل) الفضائيات السودانية التي كانت تقدم بعض الأغنيات والمدائح والمشاهد الدرامية الرتيبة عندما كانت الفضائيات في العالم كله تتابع الأحداث من تركيا. > يفترض في ظل وجود قنوات فضائية بحجم التلفزيون القومي (أقدم التلفزيونات الإفريقية) وقناة النيل الأزرق والشروق وأم درمان ،ان تقدم تغطية شاملة للأحداث في تركيا والتي كان يتابعها المشاهد السوداني في قنوات أخرى برؤية مختلفة وأجندة خاصة. > السودانيون كانوا يتابعون في أحداث تركيا كأنهم يتابعون في مباراة تجمع بين الهلال والمريخ بأم درمان. > كنا نحتاج إلى أن نقدم رؤيتنا السياسية أو (الإعلامية) لما حدث في تركيا لنرى النخبة السياسة السودانية والإعلامية كيف تفكر وكيف تحلل؟. > لذلك الفشل كان فشل فضائياتنا في التعامل مع الحدث ونقله بنكهة (سودانية) – الفشل لم يكن في انقلاب الجيش التركي. > أتمنى أن تؤسس الفضائيات السودانية الكبيرة أقساماً خاصة للتعامل مع الأحداث الداخلية أو الخارجية العظيمة التي تحدث (فجأة). > لا بد من وجود كلمة (مباشر) أعلى الشاشة السودانية عندما يحدث مثل هذا الحدث. > يجب ألا ننظر للأحداث في تركيا على أنها أخبار (عالمية) – هذا أس المشكلة..لم تعد هناك فواصل بين المحلية والعالمية في التناول الإعلامي. يفترض أن نخرج من ذلك ،فما حدث في تركيا يؤثر فشله ونجاحه على المنطقة كلها وليس السودان وحده.. لذلك تبقى أحداث تركيا أحداثاً (محلية) للمشاهد والمتلقي السوداني. (2) > غير ذلك فإني كنت أتمنى أن أسمع (رؤية) فيصل محمد صالح (فضائياً) ، وكنت متشغفاً لسماع (تحليل) محمد لطيف (تلفزيونيًا). > كنا ننتظر مبارك الفاضل في الشروق والشفيع خضر في النيل الأزرق وعبدالعزيز خالد في التلفزيون القومي ليحدثونا عن تأثير الأحداث سلباً وإيجاباً على المنطقة. > يجب عرض كوادرنا السياسية والإعلامية في مثل هذه الأحداث. > لقد أخرجنا الانقلاب (الفاشل) في تركيا من الحديث عن (الخريف) وزيادة أسعار (الرغيف) و (طبالي) اليسع عثمان و (تحليلات) فيصل سيحة الموالية للمريخ. > سهرنا جميعاً (ليلة الانقلاب) أمام شاشات (أجنبية) في الوقت الذي كان تقدم فيه فضائياتنا السودانية (طبق اليوم) و(حلل البريق) و (ميادة قمرالدين). (3) > التعامل السوداني أو التفاعل العربي في مواقع (التواصل الاجتماعي) على المستوى الشعبي كان يدور عن (مهند ونور). > لا استبعد وجود المسحة (الدرامية) على محاولة وفشل الانقلاب في تركيا ، فقد نجح الانقلاب وفشل بصورة (درامية) جدًا. > القناة الرسمية للحكومة التركية أذاعت نجاح الانقلاب في الوقت الذي خرج فيه أردوغان عبر وسيط تواصل عبر الهاتف الجوال مخاطبًا لشعبه. > مثلما نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في إحداث تغيير الكثير من الأنظمة تحت مسمى (الربيع العربي) نجحت كذلك في أن تثبّت نظام رجب طيب أردوغان. > العبرة في المحاولة الانقلابية الفاشلة أن الأنظمة في الوطن العربي في السنوات الأخيرة أصبحت تغير عبر (الشعوب) ، في الوقت الذي يريد (الجيش) التركي أن يدبر انقلابًا في دولة أوروبية. > لكن يبقى للشعب التركي (أسبقية) دعمه للديمقراطية ونظام رجب طيب أردوغان. > الشرعية تبقى شرعية – بعيدًا عن أولئك الذين يريدون أن يخلطوها بالبشميلي والمايونيز. (4) > كثيرون في الوطن العربي كانت تهمهم سلامة (مهند) – لذلك فإن الانقلاب الفاشل، كان يمكن أن ينجح لو وجد دعماً ومساندة من (مهند). > الانقلابيون بحثوا عن دعم (أوباما) – لو بحثوا عن دعم (مهند) لتحقق لهم ما يصبون إليه. > وكثيرون ايضًا قالوا إن (فتح الله كولن) تعامل مع (الانقلاب) تعاملاً (رومانسياً) ،أشبه برومانسية (نور) لذلك فشل. > عندما تبطل المحاولة الانقلابية يقولون عن ذلك (فشل) المحاولة الانقلابية – والصحيح هو (نجاحها) – لأن الفشل كله يكون عند نجاح الانقلاب.. لذلك يعتبر فشل الانقلاب (نجاح). (5) > الإعلام العربي تعامل مع المحاولة الانقلابية في تركيا بـ (أجندة) ليكشف ذلك عورة الإعلام العربي. > لا الشماتة في أردوغان عند أفوله ،ولا التهليل له عند عودته يعنينا كثيراً. > غريب أن دعاة (الديمقراطية) والشرعية دعموا (الانقلاب) من أجل التخلص من أردوغان الذي أعاده شعبه. > وغريب جدا أن أنصار (الشمولية) رفضوا (الانقلاب) وانتقدوه وهم الذين أتوا عبره. > قلت لكم إن الأمر لم يكن يخلو من (دراما) – لذلك كان (مهند ونور) حاضرين في المشهد. (6) > (رجب) طيب أردوغان عاد في (شوال)…وقد أوشك أن يعود محمولًا فيه. > الإعلام المصري أعاد إنتاج (النكسة) فضائيًا وصحفيًّا. الإعلام المصري اأفضل من يعطيك (أحلامه) في صور (حقائق) مؤكدة. > نصيحة صغيرة للإخوة المصريين لا (ليالي الحلمية) ولا (الشهد والدموع) تصلح أن تكون (مهند ونور). > في الإعلام المصري ألف (أسامة أنور عكاشة).


تعليق واحد