مؤمن الغالي : إنهيار هدنتي مع الانقاذ (*)
إنهيار هدنتي مع الانقاذ 1
حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
وطن شامخ وطن عاتي
وطن خيّر ديمقراطي
وطن مالك زمام أمرو
ومتوهج لهب جمرو
وطن غالي نجومو تلالي في العالي
مكان السجن مستشفى
مكان المنفى كلية
مكان الأسرى وردية
مكان الحسرة أغنية
مكان الطلقة عصفورة
تحلق حول نافورة
تمازح شفع الروضة..
وطن بالفيهو نتساوى
نحلم نقرأ نتداوى
مساكن كهربا وموية
تحتنا الظملة تتهاوى
وأمطر الله مرقدك بهاطل المزن “مطرية” أبداً الطوبة وسادة تحت رأسك الطاهر الحبيب الغالي محجوب شريف… وكان لابد أن أستهل غزلي وغنائي للوطن بكلماتك التي ظللت تكتبها من محبرة النزيف الذي كان يتدفق من جسدك أبداً ودوماً حباً للوطن وفناء في شعبه والاشتعال صبابة في بنيه ..
ونعود بعد العيد الذي نأمل أن يعيده الله عليكم يا أحبة وأنتم تتقلبون في كفوف الراحة.. وأن يعود القادم وأنتم بخير والوطن بخير.. ورجال بلادي “يتشالبون” الشمس وأطفال بلادي زهوراً رائعة على ضفتي النهر العظيم أما رايتنا المغروزة في شرفة التاريخ فهي منسوجة من شموخ وعظمة وروعة نساء بلادي أروع وأعظم وأبهى نساء يمشين الآن على سطح الكوكب.
ثم نعود والعود أحمد.. وإن كانت عودة أشد عنفاً وشراسة من “عودة ديجانقو” ورحم الله تلك الأيام البهيجة أيام السودان الأنيق والبديع قبل أن تدهسه خيول أحبابنا “الأخوان” المجنونة نعود ونخرق الهدنة تلك التي وعدتكم ووعدت الانقاذ أن نستمر معها طويلاً ولكن فقد خرقها حبيبنا الدكتور نافع الذي “ترك” “القدامو والوراهو” وانصرف عن الأخوة الأفارقة وأحزابهم و “أصر” إلا أن “يطعم” “خشمه” بسيل من السخرية ووابل من تقليل الشأن للمعارضة عندما استضاف في أواخر رمضان مجموعة من شباب وطلاب “الوطني” و “بدون أي مناسبة” قال لهم إن كل “المعارضة” مجتمعة لا “تملأ بيتي”.
وإنهارت هدنتي مع الانقاذ.. و “من بكره” سنواصل إطلاق النار الدائم وليس المتقطع.. وبكره نتلاقى.
…
انهيار هدنتي مع الإنقاذ (2)
واليوم يا أحبة نبدأ حرب الأيام الستة.. ننظف الأرض بمدفعية ثقيلة.. ونقول لأحبابنا في الإنقاذ الذين ما زالوا يحلمون بأن (يسلموا) الأمانة.. أمانة حكم السودان عند نفخ إسرافيل في الصور.. وهذا ليس حديثي أنا.. هو قول مأثور مصور ومسجل وموثق أطلقه الركن الركين في الإنقاذ حبينا الدكتور نافع ذاك الذي يعتقد جازماً.. بل يقسم صادقاً أن شمس السودان ما أشرقت على الدنيا إلا عندما (جرجرها) الأخوان من وراء خط الأفق الشرقي.. وأن أضواء الإسلام لم تتسلل وتعم كل شبر في السودان إلا عندما أشعل هؤلاء الأخوان مصابيحهم والعتمة ترحل وتنهزم.
ولهم نقول.. تالله وأقسم بالذي رفع السماء بلا عمد إني لا أخشى عليكم ولا أخاف من أفول شمسكم ومغادرتكم دفة الحكم.. لا أخشى عليكم من الحصار الاقتصادي ولا العداء الأمريكي ولا المعارضة التي نجحتم في تشريحها واستئصال أعضائها بأكثر دقة وأرفع مهارة من طلاب طب جامعة الخرطوم في حصة (الأنتومي).. بل لا أخاف عليكم حتى من أخوانكم الذين غادروا (المركب) مغاضبين وصاروا يرمون الإنقاذ وأخوانه من خارج الأسوار.. بل دعوني أذهب أبعد من ذلك وأقول إنه حتى (الناتو) لا ولن يشكل عليكم خطراً حتى وإن طبق فيكم عملية حرب النجوم.. أخاف عليكم من غضبة الحليم وإعصار الكريم الشعب السوداني النبيل والجسور والفريد.
أخاف عليكم من حقد طبقي بانت نيران إنقادها تزداد أواراً كل ثانية.. كل حين.. لا تذهبوا بعيداً بعقولكم وتتحسسوا مسدساتكم عند سماع (الحقد الطبقي).. أنا لا أتحدث عن ماركسية وحقد طبقي يحتشد بالصدور وتمور به أقفاص الصدور.. لا أتحدث عن وطن أنقسم شعبه إلى فئتين.. شريحة ضئيلة تجلس على قمة الهرم وهي (تعوم) في النزف الأسطوري وجحافل وملايين من الكادحين الفقراء المعدمين وهم يزدادون كل يوم فقراً.. لن أتلو عليكم صفحات من كتب (تبغضونها) وتكرهونها.. بل تحتقرونها.. تلك التي تتحدث عن الانفجار الذي يعقب الحقد الطبقي عندما يصل نبض الظروف الموضوعية إلى ذروة استوائه.. أحدثكم محذراً ومنذراً ومذكراً من واقع كتاب الله المطهر الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. أحدثكم عن آيات مطهرات تحذركم من غي تسدرون فيه بلا وعي.. فقد قال جل من قائل:
(مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة الحشر- الآية (7).
غداً نبدأ سيل الأسئلة..
عدد الذين قرأوا هذا المقال حتى الأن389و مقال الكشا مشا لناهد قرناض تجاوز ال 11 ألف
ماذا يعني هذا؟