تفاؤل حذر بخريطة طريق السلام بالسودان
يتفاءل الكثيرون بتوقيع تحالف قوى المعارضة السودانية (نداء السودان) على خريطة الطريق الأفريقية للسلام في السودان، على اعتبار أنها خطوة للانتقال من مربع التشكيك إلى زاوية الفعل، مما أحيا الأمل بالتوصل إلى توافق نهائي بين مكونات المشهد السياسي.
وعلى الرغم من الشك بقدرة الساسة من حكومة ومعارضة على التنازل عن مواقفهم التي حالت دون توقيع المعارضة بشقيها العسكري والمدني على الخريطة الأفريقية لأكثر من أربعة أشهر فإن ذلك لم يمنع الكثيرين من التفاؤل بإمكانية تحقق الرغبة الشعبية في وضع حد لمعاناة الوطن بأسره.
وكان تحالف قوى نداء السودان المعارض ممثلا في حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي والحركة الشعبية-قطاع الشمال وحركة تحرير السودان-فصيل مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وقع مساء أمس الاثنين على خريطة الطريق المقدمة من الوساطة الأفريقية في مارس/آذار الماضي بعد أن سبقتهم الحكومة بالتوقيع عليها منفردة.
“حزب الإصلاح: الخطوة الجديدة تعتبر الفرصة الأخيرة لأن البديل سيكون تشرذم السودان وضياعه”
وبدا حزب حركة الإصلاح أكثر تفاؤلا، حيث توقع عضو هيئته القيادية أسامة توفيق أن يصبح مستقبل البلاد أفضل ما لم تتعثر مسيرة الانتقال، مضيفا أن التوقيع سيفتح الباب لإيقاف الحرب وإعادة الاستقرار إلى مناطق كثيرة بعد أعوام من المعاناة، وأن يوفر الفرصة لإعادة البناء على أسس جديدة.
ورأى توفيق أن معالجة قضايا البلاد الحقيقية لا يمكن أن تتم إلا عن طريق دعم الحوار الجاري، والحرص من كافة الأطراف على عدم تفويت الفرصة وإغلاق الباب أمام الخلافات، معتبرا أن الخطوة الجديدة الفرصة الأخيرة “لأن البديل سيكون تشرذم السودان وضياعه”.
ظروف معقدة
بدوره، رأى عضو المكتب التنفيذي للحركة الشعبية الديمقراطية عبد العزيز دفع الله أن السودان سيواجه ظروفا غاية في التعقيد إذا فشلت عملية الحوار بين الحكومة ومعارضيها، وأن الظروف الإقليمية والدولية تقتضي العمل بكل جهد لتنفيذ مخرجاته، مشيرا في تعليقه للجزيرة نت إلى أن مستقبل البلاد يكمن في تحقيق السلام والاستقرار واحترام رؤى الجميع.
في المقابل، بدا رئيس هيئة تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض فاروق أبو عيسى غير متفائل، حيث قال إن تجارب الحوار السابقة مع المؤتمر الوطني الحاكم “فشلت في الوصول إلى نهاية سعيدة بسبب إخلاف الأخير لوعوده”.
وأضاف للجزيرة نت أن قوى الإجماع الوطني تنأى بنفسها عن الخطوة الجديدة “لأنها ليست جزءا مما حدث”، مشيرا إلى ما أعلنته قوى الإجماع من رفض للتوقيع “لأن الشعب السوداني يدرك أن النظام الحاكم ليس جادا في أي حوار”.
وتوقع إبراهيم محمود نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن تحدد الآلية الأفريقية جداول زمنية لتنفيذ خريطة الطريق، حيث أكد للصحفيين ترحيب الحكومة بتوقيع المعارضة على الخريطة، مؤكدا التزام الحكومة بالسعي للسلام ووضع حد لمعاناة المتأثرين بالحرب.
واعتبر أن توقيع المعارضة على خريطة الطريق خطوة مهمة في طريق التصالح بين مكونات الشعب السوداني، لافتا إلى أن الحكومة ستبدأ بالمضي قدما نحو السلام للوصول إلى “الوفاق والتحول الديمقراطي المنشود”.
عماد عبد الهادي-الخرطوم
موقع الجزيرة