تحقيقات وتقارير

الوطني .. من وين أجيب ليكم مناصب؟!

الحوار الوطني الذي انطلق منذ العام 2014م وقعت عليه الآلية الإفريقية ولجنة (7+7) مازال يبارح مكانه ولم تكن نتائجه معلومة ليضاف إليه توقيع نداء السودان بتوقيع لخارطة طريق منفصلة تخص الأحزاب والحركات المسلحة التي قاطعت الحوار.
فأحزاب الحوار الوطني دخلت الحوار من باب توزيع (كيكة) السلطة بمن حضر ويحدوها الأمل بأن تفوذ بنصيب وافر من السلطة. وكذلك نداء السودان أيضاً يعشم في التهام هذه (الكيكة) إذا وجد لها سبيلاً … فما بين الحوار الوطني ونداء السودان … شخصيات ذاقت طعم السلطة وحاولت أن تفرض نفسها إبان توليها لهذه المناصب إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً لأن الذي تطلبه أكبر بكثير من حجمها سياسياً وجماهيرياً .. لذلك رجعت أدراجها من حيث أتت.
ولكن بالنظر إلى الواقع المزدوج فدعونا نعود بالوراء إلى ذكريات الكثير من هؤلاء إبان تقلدهم للمناصب والمواقف التي عجَّلت برحيلهم مغاضبين مرة أخرى، فمثلاً الحركة الشعبية الأم فرضت مناصب في الشمال ووزعت على رفاقهم (عقار وعرمان والحلو) فتولى عقار والٍ لولاية النيل الأزرق وأصبح يأمر وينهي ويشرع ويقرر دون الرجوع الى المركز وكأن هذه الولاية خارج حدود السودان وكان التصريح الابرز له بأن (الكتوف اتلاحقت) ويعني بذلك المركز وكذلك شعاره (النجمة أو الهجمة)، فعندما ضاقت الحكومة به زرعاً باغتته بضربة قاضية أودت به الى الأحراش من جديد حاملاً للسلاح وجائلاً بين العواصم الأوربية والإفريقية أصبح لاجئاً سياسياً.
فإذا تم الاتفاق مع نداء السودان هل سيعود والياً للنيل الالأزرق وهل سيكون مقبولاً هناك ولا ننسى أن ذاكرة إنسان النيل الازرق مليئة بالمشاهد المرعبة إبان توليه حاكماً لهذه الولاية. وكذلك الحلو في جنوب كردفان لم يكن أحسن من غيره فعاس في الأرض فساداً وبعيد الانتخابات والمنافسة بينه وبين هارون رجحة كفة هارون عليه فلم يرض بحكم الصندوق والديمقراطية فثار على الأخير ولكن الدولة تصدت له وأبعدته من المشهد أيضاً حاله كحاله رفيقه عقار.
أما مني أركو مناوي فهو الآخر دخل القصر وأصبح مساعد أول رئيس الجمهورية وبدأ ممارسة مهامة إلا أنه لم ينسجم مع الطاقم الرئاسي وبدأ يتملل وذهب الى حيث تمركز قواته وأعلن من هناك إنهاء الاتفاق بينه وبين الدولة ..
أما عرمان فكان زاهداً في كل المناصب التنفيذية والدستورية وكان يحلم برئاسة البلاد بالتمام والكمال ونزل بالفعل ضد السيد الرئيس إلا أن الرفاق خذلوه وسحبوا ترشيحه على الرغم من أن صورته واسمه نزلا في الانتخابات وبعض الناس أدلت بأصواتها لهذا الرفيق . وكذلك جبريل فهو العائد من معركة (قوز دنقو) التي خسر فيها كل عدته وعادته وعاد منها بخفي حنين لذلك جاء إلى المفاوضات ولم يعرف بعد أي المناصب يختار . فهو قطعاً ستكون في جعبته الكثير.
الحزب الشيوعي سيكتفي بانعقاد مؤتمره بعد (خروج روح) وهو حزب ممانع بطبعه فلا اعتقد أن طموحاته ترقى للمشاركة في الوضع الراهن. أما السيد الإمام الصادق المهدي. إلا أن أمانيه ما زالت تتراقص حيال رئيس وزراء السودان القادم كما تشير بعض التقارير.
والمؤتمر الوطني لا يخلو من الدهاء السياسي فيا ترى هذه المرة ستسلم الجرة فإذا وافق على مخرجات الحوار وشروطها وكذلك إذا تقدمت المفاوضات مع نداء الوطن وأفضت إلى اتفاق ماذا هو فاعل بهذا الجيش الجرار ومن وين يجيب ليهم مناصب.

الوان