سهير عبد الرحيم : الشعب في خدمة السلطة
(أستاذة لنا كيفك أنا عشه بت صباح؛ أمي دي صوتها كعب ما بتقدر تتكلّم تعبانة؛ لأنّه قبيلك الناس دييل جونا فجأة، وماما بتقول ليهم خلوني اطلِّع عفشي بعدين كسروا…… قاموا جدعوا فيها البمبان، وضربوها وداسو العفش، والله ما خلونا هدومنا نطلعها….. أي شئ كسروا…… دهسوا أي حاجة….. مافي حاجة بتطلع…… إنتي مُمكن تجي تشوفي بي عينك…… هسي أمي ما بتقدر تتكلّم عشان كده رديت عليك أنا ……. لكنا نحنا الحمد لله هسه الحمد لله …… لكن والله العظيم جوا فجأة بدون أي حاجة، وضربوا الشفع الصغار وعذّبوا الناس، وفكوا فيهم البمبان ورفعوا الشفّع في البكاسي حقتهم؛ وضربوا راجل كبير في رأسه بالسوط بقول ليهم أنا عملت ليكم شنو).. أعلاه نص مُحادثة تلفونية ليست في قطاع غزة ولا في رفح ولا درعا ولا ادلب ولا دير الزور ولا حماة، بل في حي اللاماب جنوب غرب الخرطوم بين فتاة وقريبتهم، الفتاة من بين دموعها وعبراتها تحكي كيف دُمِّر منزلهم وحطمت أثاثاتهم، وكيف أن والدتها مُنهكة من البمبان ومُصارعة الكاكي في بحثها عن الأمان وحلمها الذي لم يغادر محطة إخراج عفشها من دون تكسير. هكذا أصبحت أحلام المُواطنين فقط إخراج العفش دون تكسير، مُواطنون كان ينبغي على الدولة إيواءهم وكسوتهم وعلاجهم وتعليمهم، ولكنها عوضاً عن ذلك هدّت فوق رؤوسهم مساكنهم من دون أن تسمح لهم حتى بإخراج ملابسهم، منازل انهارت ليس بسبب السيول والأمطار ولا الفيضانات ولا نتيجة لتصدع المنازل المبنية من الطين، ولكن كان بفعل آليات وزارة التخطيط العمراني والتي عملت على تكسير مائة منزل بحي القشارات غرب اللاماب، وهو حي مغمور وسط العمارات الشاهقة في المنطقة. ما الفرق يا ترى بين ما فعلته آليات وزارة التخطيط العمراني وما تفعله القوات الإسرائيلية في فلسطين، أليس الهدم واحد والتشريد واحد ورحلة البحث عن مأوى واحدة وضياع الممتلكات تحت الأنقاض واحد. ما الفرق بينكم وبين اليهود الذين طالما تشدقتم لهم خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود…… هل كان محمد يهد البيوت فوق رؤوس النساء أم كان يُشرِّد الأطفال ويضرب الشيوخ، أما السلطات التي تنفذ الأوامر بحرفية دون النظر الى روح القانون فينبغي على قادتها تحسس موقعهم في قلوب الناس…. بعد أن أصبحت السلطة في ضفة غير ضفة الشعب.
خارج السور
مواطنو حي القشارات باللاماب يحتاجون إلى مُشمّعات وملابس وملايات وبطاطين وسكر ومواد تموينية، فليساعد كل منا بملابسه القديمة وما زاد عن حوجته من مواد تموينية لدعمهم….. ساعدوهم وزُوروهم فهم يعيشون الآن في العراء ليس لهم إلا الله وأنتم ….
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم