عودة الميرغني .. تحرك البرك الساكنة في (الاتحادي الاصل)
فجأة ودون سابق انذار وصل مساء امس الاول الى قاهرة المعز قادما من عاصمة الضباب البريطانية ( لندن ) رئيس الحزب الاتحادي الاصل مولانا محمد عثمان الميرغني في طريقه الى الخرطوم التي ينتظر وصوله اليها لاحقا ، وفيما استقبله بمطار القاهرة عدد من قيادات الاتحادي على راسهم (كاتم سر) مولانا حاتم السر والخليفة عبدالمجيد الرحيم واحمد السنجك ، افادت قيادات بالحزب ان حضور مولانا الى مصر كان مفاجاة للكثيرين ، مشيرة الى انها لا تعلم بتفاصيل برامج العودة في وقت أمنت فيه الفائدة الكبير التى سيجنيها الحزب من عودة مولانا الى البلاد وذلك لاستطاعته تطبيب الجراح التى فتكت بجسد الاتحادي الاصل، خاصة وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ غيابه لثلاث سنوات ، ابتداء من الفصل الشهير لكوادر وقيادات بالحزب من قبل الحسن بعد ان اطلق عليهم الدواعش مرورا باجتماعي ام بدة ، وام دوم الشهيران وانتهاءا برفض مولانا مقابلة الوفد الذي ذهب اليه في لندن قبل اشهر قليلة ، ليشكو اليه الحال الذي وصل اليه الحزب
تنوير كامل
بمجرد وصول رئيس الحزب الاتحادي ومرشد الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني الى القاهرة استمع الى تنوير كامل ومفصل عن الاوضاع السياسية في البلاد وعلى مستوى الحزب بصورة خاصة كما كشف السنجك القيادي بالحزب في تصريحات صحفية مقتضبة مضيفا بأن مولانا قد باشر مهامه الحزبية فور وصوله، منهيا بذلك كل التكليفات السابقة وبشر السنجك قواعد الاتحادي بان الحزب سوف يعود الى سيرته الاولى، في ظل ترتيبات جديدة تعالج كل الاخطاء والمشاكل التى عانى منها الحزب في الفترة السابقة وقال : لقد طلب مني مولانا العودة الى السودان للمشاركة في ترتيب الحزب وعليه فإن الكثيرين يرون ان عودة مولانا مهمة جدا، خاصة وان مجلس الاحزاب قد بعث بخطاب للحزب يطالبه بسرعة تحديد موعد لعقد المؤتمر العام هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فان (اليأس) من المشاركة الفعالة مع الوطني قد ضرب اطناب قيادات الحزب وعلى راسهم الحسن، خاصة وان الوطني لم يقم بتسليم الاتحادي ملفات مهمة في الدولة واكتفى فقط بدخول الحسن الى القصر وانتهى على ذلك الامر.
حزب ( مهلهل )
عودة مولانا محمد عثمان الميرغني الى البلاد مهمة خاصة والحزب يمر بحالة (مهلهلة) بهذا بدأ القيادي بالحزب محمد فائق حديث للصيحة معلقا على عودة مولانا مؤكدا بان الاتحادي لا دور له الان على المستوى السياسي وقد اصبح غائبا عن الحالة السياسية بالبلاد ، واكد فائق انه مهما كانت الاسباب التى جعلت مولانا يغيب فهي لن تنزع عنه مسئولياته.. مشيرا الى ان مولانا قادر على حلحلة مشاكل الحزب.
قريب من الاحداث
محمد المعتصم حاكم القيادي، بالاتحادي الاصل وعضو المجلس الوطني قال ان مولانا لم يكن بعيدا عن الاحداث السياسية في السودان، وكان متابعا لكل مجريات الوضع السياسي الراهن حتى الدخول في الانتخابات والمشاركة في الحكومة كانت برؤيا واضحة منه وهو رئيس الحزب مذكرا بأن الدعوة الى الحوار والوفاق الوطني جددها مولانا منذ ان وقع اتفاق القاهرة مع الحكومة في العام2004، وقال حاكم في حديث للصيحة : من البديهي ان يجري مولانا اتصالات مع المصريين والسفراء الموجودين بالقاهرة ، ويجلس مع بعض الشخصيات التى تربطه بهم علاقات قديمة ، وأكد حاتم على عدم بقاء مولانا لوقت طويل في القاهرة واشار الى ارتباطات كثيرة لدى مولانا قبل عودته الى الخرطوم، ووصف حاكم اجتماع مولانا مع قيادات حزبه بمجرد وصوله بانها طبيعية وقال ان مولانا يمارس مهامه لانه رئيس الحزب وهذه المهام لم تتبدل ولن تتغير و حتى لو كانت هناك بعض التكليفات التى اعطاها لبعض القيادات وهو على البعد في لندن فان هذا شئ طبيعي وستسمر هذه التكليفات حتى يعود الى الخرطوم ليمارس نشاطه العملي الميداني واكد حاكم على مشاركة مولانا في المؤتمر العام القادم للجمعية العمومية للحوار الوطني باكتوبر وقال انه سيشارك بنسبة 100% في لو كان موجودا، واشار حاكم الى ان القضية ليست قضية مشاركته في المؤتمر العام ولكنها قضية مباركته لهذا الحوار لانه داعم رئيسي من دعائمه كاشفا بان مولانا هو الذي حدد الفريق عبدالرحمن سعيد واحمد سعد عمر للمشاركة وهو الذي اختارهم ولم يختارهم شخص اخر ، واكد حاكم ان السيد حسن الميرغني سيظل في مهامه كامين تنظيم للحزب.
ترحيب بالعودة
من جهتها رحبت الأحزاب والقوى السياسية بإعلان الحزب الإتحادي الأصل عودة رئيسه محمد عثمان الميرغني إلى البلاد في وقت قالت فيه بأن عودته ستسهم في عملية السلام ووحدة الصف الوطني.. ورحب القيادي بحزب المؤتمر الشعبي آدم الطاهر حمدون بعودة الميرغني للبلاد قائلاً لـ(المركز السوداني للخدمات الصحفية) ان عودة الميرغني مسألة إيجابية ستدفع بعملية السلام وجمع وحدة الصف الوطني وأبان أن جلوس القيادات خارج البلاد دائماً يجد تفسيراً خاطئاً لذلك لابد أن تأتي للداخل، فيما رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي محمد المهدي حسن إن مولانا الميرغني راضٍ عن مشاركته في الحكومة وكذلك أداء أجهزة الحزب لذلك ليست هنالك أي مشكلة في عودته للبلاد باعتبارها خطوة إيجابية، من جهته قال رئيس حزب العدالة د.أمين بناني ان وجود مولانا الميرغني بالبلاد له قيمة سياسية واجتماعية كبيرة خاصة أن الميرغني رمزية تاريخية ولذلك وجوده إلى جانب الصادق المهدي بالبلاد يعمل على إحلال السلام والدفع بمسيرة البلاد، ورحب بناني بعودة الميرغني قائلاً بأنه مركز روحي للإتحاديين والحركة الاتحادية لذلك وجوده سيساعد في حلحلة قضاياهم ولم شمل الحزب بأسرع ما يكون بجانب تسهيل عملية التواصل بينه والحكومة ، كما اكد القيادي بحزب المؤتمر الوطني محمد طاهر أوشام على أن عودة الميرغني للبلاد تسهم في تحقيق الإجماع الوطني وأنها دفعة قوية لعملية الحوار الذي ينتظم البلاد فضلاً عن دوره في ترتيب البيت الداخلي للإتحادي الأصل.
تقرير : عطاف عبدالوهاب
صحيفة الصيحة