اسامة عبد الماجد : مسؤول يزرع الثقة
٭ في بواكير الإنقاذ كان وزير المالية بحكومة النيل الأزرق هاشم عبد الله رحمة، جالساً أمام منزله بمدينة الدمازين .. مرت أمامة مسيرة احتجاجية ضد حكومة الولاية، المدهش أن عدداً كبيراً من المحتجين كانوا يلقون عليه التحية ويبتسمون في وجهة.
٭ كان المحتجون في طريقهم إلى منزل الوالي .. المحتجون كانوا يعتزمون تفريغ شحنات الغضب في الوالي، لم يكن رحمة هدفهم.. ويبدو أمراً مدهشاً .. رحمة يحسده أي وزير مالية الآن ويمني نفسه أن يكون مكانة.
٭ حالة الهدوء التي كان ينعم بها رحمة لدرجة أنه يضع رجلاً على رجل، أمام منزله هانئاً مطمئناً، أي أنه كان مثله ومثل أي مواطن يتسوق، ومثل أي هاشم من غمار الناس، ويستمع للمواطنين في السوق والطرقات.
٭ كلمة السر لدى هاشم، أن المواطن وثق فيه، ذات الثقة التي ملأت رئة مواطن جنوب كردفان تجاه واليه اللواء د. عيسى آدم .. إسلاميو السودان، سبقوا إسلاميي تركيا بحزب العدالة والتنمية، الذين ناصرهم المواطن التركي عندما حدث الانقلاب
٭ لن نقول نتمنى مسؤولاً مثل هاشم، لأنه موجود بيننا الآن، معتمد بحري اللواء حسن محمد إدريس .. الرجل سبق له وأن ألغى عقودات عمال الدرداقات من الأطفال، التي يعمل بها نحو 500 طفل بأسواق مدينة بحري وأتاحها لهم مجاناً.
٭ القائمون على الأمر بالمحلية (غفر الله لهم)، كانوا يتحصلون خمسة عشر جنية من الأطفال يومياً، المعتمد وضع شرطاً للاطفال كان في مصلحتهم هو الانخراط في مدارس لمحو الأمية.
٭ قد تفسر خطوة المعتمد بانها دعاية سياسية لكن تواصلت المبادرات، حيث جمع المئات من بائعات الشاي وتحاور معهن، كانت المفاجأة أنه أصد ، قراراً بوقف حملات ملاحقة ومنع عملهن بالمحلية ، قبل أيام تفقد المتضررين من السيول، وتناول إفطاره مع أسرة منكوبة في الهواء الطلق.
٭ لعل مجئ المعتمد يخفف كثير من المواجع، حتى ولو لم يقدم دعماً .. الدعم المعنوي في أحايين كثيرة أكبر قيمة من المال، يكفي أن تحس بأوجاع الآخرين وتكون (حنين) تجاههم، ويحسون بـ (مشاعر) نبيلة حيالهم، و(رعاية) لأمرهم.
٭ ليس هناك أسمى من مسألة (الإهتمام) المفقودة لدى مسؤولين، بعضهم شغل المنصب، فجفت بذرة (الحب) في قلوبهم، ونضجت ثمرة (القسوة) في دواخلهم، بعد أن كانت الدمعة معهم شمعة والزهرة كذلك لبست تاجها.
٭ كان طبيعياً أن يُرد الجميل لمعتمد بحري، حيث نظمت أكثر من ثلاثمائة بائعة شاي أمس حملة نظافة بمدينة بحري هي الأضخم من نوعها على الصعيد الشعبي، إحداهن قالت (جيت ومعاي بناتي عشان المعتمد الحمانا من إذلال الكشات)
٭ جمل معتمد بحري وجة الحكومة دون لجان ولجان منبثقة وقطاعات وأمانات تجتمع وتنفض وتضخم الفاتورة .. الرجل (نزل) إلى القواعد وليت آخرون يحذون حذوة.
والله نرجو من مسؤولينا تعيين مثل هذا المعتمد حفظه الله ، في كثير من المحليات اصبح المعتمد وكأنه مالك المحلية نفخة وصرة وش دون انتاجية – ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )