مع اقتراب عيد الأضحى.. المواطن في مفترق طرق.. خراف ومستلزمات وسفر للولايات
انتابته نوبة من الأسى، وشغل باله تفكير عميق، كيف سيتحصل على مبلغ يكفيه لشراء تذاكر السفر لأبنائه وللأسرة الصغيرة لشقيقه الراحل إلى الولايات، خاصة وأنهم اعتادوا قضاء العيد مع الأهل ؟ عيد الأضحى يقترب، بعد وقفة مع النفس وتأمل في الوضع المائل، ضرب الأخماس في الأسداس وقرر (محمد يونس) بيع أحد أهم ممتلكات منزله وسيلة تلطيف الجو وخفض الحرارة، (المكيف)، مقابل السفر لأن أسرته ولعامين لم تتمكن من الوجود مع الأسرة الكبيرة، ثمة دافع قوي يستدعي التضحية، فهناك (12) يوماً فقط تفصله عن العيد السعيد.
قام محمد بالخطوة ووصل في المساء إلى منزله ذي الغرفتين فرحاً بحل مشكلات فلذات أكباده مبكراً وقبل ارتفاع الأسعار، رغم أن المساء حل دون وسيلة التبريد الأولى في المنزل، حيث بدأ الحزن يخيم على الوجوه مع الحركة المتثاقلة للمروحة القديمة.
خيارات صعبة
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك نظمت (اليوم التالي) جولة للأسواق، كشفت عن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بصورة جنونية، وبالمقابل زاد سعر الغاز وقفزت أسعار البصل لأعلى المستويات، وفي الجانب الآخر حجزت مياه الأمطار إعداد كبيرة من قطعان الخراف القادمة من كردفان، الأمر الذي سيجعل هناك شحاً واضحاً في أسواق العاصمة، وهو ما سيقود إلى ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها، وفي السياق يبدو المشهد غير مطمئن في مكاتب الباصات السفرية المتجهة إلى الولايات، لجهة أن قيمة التذاكر هي الأخرى مرتفعة منذ فترة فيما كشف أصحاب بعض المكاتب للصحيفة عن ارتفاع منتظر عن القيمة الحالية قبل العيد، كل هذه المتطلبات تواجه المواطن المغلوب على أمره خلال الفترة المقبلة، (شراء خروف الضحية ومستلزمات العيد والسفر للولايات لقضاء العيد مع الأهل).. يا لها من خيارات صعبة.
الخراف.. الحال لا يسر
الطيب حسين (تاجر مواشٍ)، قال لـ (اليوم التالي)، إن أسعار الخراف هذا العام ستشهد ارتفاعاً غير مسبوق نظراً لصعوبة وصول كميات كبيرة من المناطق التي تأتي منها بسبب ظروف الخريف والسيول، بجانب امتلاء الخيران القريبة من مكان الرعي. وأضاف: حتى سوق المويلح المغذي الرئيس للعاصمة لا توجد به أعداد كبيرة. الطيب رسم صورة قاتمة حينما قال: بشكل عام الأسعار ستتضاعف مرتين لظروف عديدة. وأردف: “حالياً الخروف الجيد يبلغ ثمنه ألفي جنيه والمتوسط ألفاً وسبعمائة جنيه والصغير يتراوح ما بين ألف وخمسمائة إلى ألف وثلاثمائة، توقع أن يكون سعر أقل خروف حجماً في حدود الألفي جنيه.
مستلزمات العيد.. أسعار من نار
في السوق الشعبي ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بصورة واضحة خاصة الخضروات والزيوت والبصل والبهارات، ولم يكن الحال أفضل بالنسبة لأسعار الملابس في (سوق أمدرمان) والسوق العربي وسوق بحري. من جهته يقول علي الطيب – مواطن يسكن في الثورة أمدرمان أن جشع التجار بدأ مع اقتراب عيد الأضحى. وأضاف: “بات الجميع يرغب في جمع أكبر عدد من الأموال على حساب المواطن المغلوب على أمره”. وتسائل: “ماذا نفعل هل نشتري الخروف بدون غاز وبهارات وبصل وغيرها من احتياجات الضحية؟ وهل نقضي عيدين في العاصمة دون أن نصل أرحامنا؟ وهل نترك فلذات أكبادنا بدون ملابس جديدة؟”.
تذاكر السفر.. كيف الوصول
في ميناء الخرطوم البري وموقف الباصات في السوق الشعبي أمدرمان، أكد عدد من أصحاب المكاتب لـ (اليوم التالي) أن تذاكر السفر ستزيد لا محالة من واقع أن تلك الوضعية سنوية، وليس أمامهم خيار غير الزيادة وفقاً للنسبة المعروفة. وكشف الطاهر أحمد عن أسعار التذاكر الحالية، حيث أكد أن سعر التذكرة للخرطوم الأبيض يبلغ (180) جنيهاً وبورتسودان الخرطوم (220) جنيهاً والقضارف الخرطوم (140) وكسلا الخرطوم (170) جنيهاً والخرطوم كادوقلي (260) والخرطوم الدلنج (220) جنيهاً، وتوقع الطاهر زيادات مرتقبة مع اقتراب العيد.
الخرطوم – منهاج حمدي
صحيفة اليوم التالي