نصف مليون دجّال يمارسون الشعوذة في مصر
كشف مقتل امرأة مصرية في محافظة البحيرة، على يد أحد الدجّالين بزعم إخراج الجنّ من جسدها، عن زيادة عدد هؤلاء في مصر. وقد أكّد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في تقرير أنّ عدد من يمارسون تلك الخرافات تجاوز نصف مليون شخص موزّعين في كل المحافظات المصرية.
وكانت ربة منزل تدعى نها ج. قد دفعت حياتها ثمناً للجهل، إذ لقيت مصرعها متأثرة بجراحها بعد “علقة موت” من دجّال كبّلها بالحبال وضربها بعصا، زاعماً إخراج الجنّ من جسدها. ووصلت جثة هامدة إلى أحد مستشفيات البحيرة، فيما لحظ الكشف الطبي أنّ إصاباتها هي عبارة عن “سحجات وكدمات على الوجه واليدين وأسفل الذقن والذراعَين اليسرى واليمنى”، مع إشارة إلى “شبهة جنائية” في ما خصّ وفاتها.
في هذا الإطار، يقول الباحث في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، سيد إمام، إنّ “عدد الدجّالين في مصر في تزايد مستمر بصورة سرطانية”، مشدداً على أنّ “الذين يأتون بتلك الأعمال هم في معظمهم من العاطلين من العمل الذين يقولون بقدرتهم على استخراج الجنّ، لقاء بدل ماليّ”. يضيف لـ”العربي الجديد” أنّ كثيرين منهم يرون في ذلك “صنعة” لجلب المال، لافتاً إلى أنّ “عدداً كبيراً من هؤلاء يعمد إلى أعمال منافية للآداب عبر الاعتداء جنسياً على نساء. كذلك يدّعي قدرته على فكّ نحس الزواج للعوانس والإنجاب للمرأة العاقر”. ويوضح إمام أنّ المركز كان قد أعدّ بحثاً في عدد من القرى والمدن، “توصّل فيه إلى أنّ عدد الدجّالين تجاوز 500 ألف دجّال، لكنّ الواقع يشير إلى أنّ الرقم أكبر بكثير، إذ ثمّة آخرون يزعمون العلاج بالقرآن وبالكتاب المقدس”. ويرى أنّ كلّ من يدعي قدرته على شفاء الأمراض بمثل هذه الأعمال هو “نصّاب”.
ويتابع إمام أنّ “الطامة الكبرى هي بوجود شخصيات بارزة تتردد على هؤلاء يومياً، من أهل الفن والرياضة والسياسة، وأنّ نصف النساء المصريات يعتقدن بالسحر والشعوذة ويتردّدن على الدجّالين كذلك”. ويقدّر حجم الأموال التي تدخل إلى جيوب هؤلاء سنوياً، بمليارات الجنيهات المصرية، لافتاً إلى أنّ “الخرافة جاءت نتيجة ضعف الوعي، وعدم الاهتمام بالتعليم، وقلة حيلة كثيرين في التوصّل إلى حلّ مشاكلهم”. ويأسف إمام لأنّ “الأمر وصل إلى حدّ استعانة مسؤولين بدجّالين لمساعدتهم في اتخاذ قرارات مصيرية يتعلق بها مستقبل البلاد، وفي معرفة إذا كان ما يقوم به سوف يعود عليه بالخير أم لا. وقد بلغ ذلك أيضاً حدّ التنجيم بكيفية الوفاة، خصوصاً للرموز المصرية”.
ويطالب إمام الدولة بضرورة المواجهة من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومنابر المساجد والكنائس، مشيراً إلى أنّ الإعلام المصري اهتم فقط بالسياسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ويوضح أنّ “ثمّة معتقدات ما زالت خاطئة في نفوس المصريين، منها الاعتقاد بأنّ الجنّ يسكنون المقابر والبيوت المهجورة، ويتّخذون أشكالاً مختلفة أغلبها على صورة قطط وكلاب. لذلك يتحاشى الناس ضرب هذه الحيوانات ليلاً. وهذه معتقدات يجب أن تتصدّى لها وسائل الإعلام من خلال الخبراء”.
تجدر الإشارة إلى أنّ القاهرة تحتلّ المركز الأول في عدد الدجّالين، وقد استأثر حيّ الشرابية بنسبة ثلث دجّالي القاهرة، يليه حيّ السيدة زينب، ثم حيّ المطرية، وبعدها حدائق القبّة، فشبرا ومصر القديمة والجمالية. أمّا الإسكندرية فتحلّ ثانية، فيما تنتشر الظاهرة بصورة كبيرة في الصعيد ومحافظات الدلتا.
العربي الجديد