أكياس البلاستيك.. خطرٌ يُهدِّد الإنسان والبيئة
يُمكن تسمية العصر الحديث بعصر البلاستيك أو عصر ثورة البلاستيك، حيث لم يكن الإنسان يستطيع تحقيق الكثير من الإنجازات والتطورات الحديثة بدون وجود المواد البلاستيكية، ويستخدم المواد البلاستيكية اليوم في الصناعة والزراعة والنقل والاتصالات والتعليم والطب والرياضة، حيث أظهرت الدراسات والتجارب أثر بعض المواد البلاستيكية على صحة الانسان بشكل عام. في ورشة المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم بعنوان: “أكياس البلاستيك … المشاكل والحُلول”، حيث أكّد مدير مُؤسّسة معارج للسلام والتنمية محمد حسن أحمد البشير أن المؤسسة تعمل على العناية التامة لمُحاربة التلوث البيئي، مُنوِّهاً الى أنّ الدين الإسلامي حثنا للمحافظة عليها برفع الأذى والضرر نسبة لوجود مواد ضارة بالصحة.
الأثر البيئي لأكياس البلاستيك
أوضح مقدم الورقة الاولى د. طارق حمدنا الله أحمد الآثار البيئية لأكياس البلاستيك خاصة الرقيقة التي تشكل خطورة على البيئة، مضيفاً انّ الآثار التي تسببها هي انخفاض مُعدّل تثبيت النتروجين وبالتالي انخفاض خُصُوبة التربة، وتطاير الأكياس تؤثر على عملية التلقيح عند النبات وأيضاً انخفاض نسبة حصاد المحاصيل وبالتالي تقلل من الإنتاج الزراعي، وقال: أما بالنسبة لحرقها فتطلق غازات سامة جداً مثل الديوكسينات وتعتبر من الغازات المسرطنة، وأيضاً أكاسيد الكبريت والكربون وتعتبر مُدمِّرة لطبقة الأوزون، وقال: بالنسبة للبُحوث والصناعات في عام ٢٠١٠م يوجد ٣٠٠ مصنع بلاستيك بالسودان منها ١٥٠ مصنعاً بطاقة إنتاجية تصميمية و٦٢٥ الف طن سنوياً يعمل بطاقة فعلية و٢٤٤ الف طن سنوياً، أما ولاية الخرطوم يعمل ٦٠ مصنعاً بصورة غير رسمية ينتج ٤٨٠ طن نفايات.
أضرار البلاستيك على الحيوان
ونوّه مقدم الورقة الثانية البروفيسور هاشم محمد الهادي الى أن البلاستيك أصبح من أكبر ملوثات البيئة في جميع ولايات السودان على صحة الإنسان والحيوان وذلك بدرء آثار وأخطار الأكياس البلاستيكية الخفيفة، موضحاً عكس بعض أضرار أكياس البلاستيك من الناحية الفيزيائية والكيميائية على الحيوان، وقال البروف: “أنا أشاهد الكثير من العمليات الجراحية التي أجريت في المستشفى البيطري لتخليص الحيوانات من الأكياس خاصة الحيوانات الكبيرة التي أدت الى انسداد المجاري الهضمية”.
الخروج من عُنق البلاستيك
وقال مقدم الورقة الثالثة محمّد عبد الله الريح: في البداية كان الناس يحملون أغراضهم في “شواويل” وانتقلوا الى مرحلة “القفف” وأكياس القماش والمُشمّعات والتيل ووصلوا مرحلة أكياس الورق الى أن هبت عليهم رياح البترول ومشتقاته التي غزت الأسواق من أكياس بلاستيك، وقال: اكتشف الإنسان المركب المشتق من المُنتجات البترولية وأخذ يستخدمه في كل مكان شئ ابتداءً من الأثاثات المنزليه الى البطاقات البنكية.
تقليل المُشكلة وتقديم الحُلول
وفي ذات السياق، تحدث مقدم الورقة الرابعة د. بشرى حامد عن مُحاولات ولاية الخرطوم في التقليل من المشاكل التي تُواجه البيئة، حيث دخلت في شراكة مع شركات سودانية لإنشاء مصنع لإعادة تدوير بمردم أبو وليدات للحد من المُشكلة حيث تتمثّل كمية النفايات في السودان حوالي ٧ ملايين طن في اليوم و١٥٠ الف طن سنوياً تعتبر كمية استخدام الفرد ٥’٧ يومياً، وأضاف: السودان قطر زراعي يعتمد على البيئة والآن البلاستيك يشكل خطورة كبيرة على البيئة.
وفي السياق، كرّمت وزارة البيئة والترقية الحضرية بعض المصانع التي أسهمت في الحفاظ على البيئة من بينها مصنع الرصاص لصاحبها يوسف الزين التي تعمل على معالجة الدخان واعادة تدويره لصناعته رصاصاً
الخرطوم: ولاء الفاضل
صحيفة التيار