سودانية.. خطواتها وهي بتعدي ونظراتها فيهم تحدي.. هاجر شعار وهوية
حين نتحدث عن الذين تخرجوا في تخصصات معينة وانصرفوا عن اختيارهم الدراسي وبذلوا مجهودات مقدرة في مجالات اهتماماتهم التلقائية العميقة يتبادر إلى الذهن اسم المبدعة هاجر محمد حسن التي تخرجت في كلية الهندسة قسم الاتصالات، لكن الناس عرفوها موهوبة في مجال مختلف كليا حيث بنت لنفسها مجداً شامخاً بمحض اهتمامها التلقائي حيث دخلت كل بيت سوداني من خلال تقديمها لأغنية (أنا أصل الحضارة) الشهيرة ومن بعدها فيديو (سودانية) الذي يجسد حملة تعدد مهارات المرأة السودانية بمشاركة (40) سيدة وفتاة من كافة المجالات، وقد لفتت المبادرة أنظار الجميع خاصة القنوات الفضائية العالمية التي تسابقت لاستضافتها.
هاجر مضت بعيداً عن الهندسة لتؤسس شركة إنتاج خاصة بها، واللافت للنظر أنها تلحن وتكتب وتغني وتبرع في مجال الإعلانات، (كوكتيل المواهب) الذي تستند عليه هاجر حفزها لإطلاق مبادرة (تعدد مهارات المرأة السودانية) لتجد هذه الحملة رواجاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي عبر الأغنية التي استمع إليها اكثر من (900) ألف، (اليوم التالي) أدارت حواراً مع هاجر حول المبادرة والخطوات القادمة عن الحملة، وفي المساحة التالية ندلف إلى إجاباتها :
سيرة ومسيرة
تقول هاجر : درست بدولة الأمارات ثم تخرجت في جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا كلية هندسة الاتصالات، متزوجة و أم لطفلين، أمارس العديد من الرياضات و الفنون، و مسيرتي الإعلامية بدأت تتخذ شكلها الواضح من خلال أعمال قدمتها عبر شركة سوداني للاتصالات، و هي الآن تتكلل بنجاح جميل تشهده حملة (سودانية) ، وتضيف : هواية الإنتاج استحوذت على اهتمامي الكامل بفضل التشويق والمتعة التي تصاحب تنفيذ كل عمل، إضافة إلى أن سوق الإنتاج واسع و مفتوح، واستطعت أن أضع بصمتي، وأردفت: التأليف والإنتاج هواية جاذبة تتيح للمؤلف أو المنتج الوصول مباشرة إلى قلوب متابعيه و جمهوره.
أصل الحكاية
تواصل هاجر حديثها قائلة: في بداية الفكرة كنا نتحدث عن أنفسنا، أنا و شريكتي في الحملة الإعلامية و الشاعرة و الناشطة السياسية و المجتمعية سميرة البلوي، ووجدنا أننا عندما نحكي عنا و عن قوتنا و إبداعنا فنحن في الحقيقة نتحدث عن إخواتنا و أمهاتنا و زميلاتنا في الدراسة و العمل و عن كل سودانية مكافحة تشق طريقها بيدها لتفيد أسرتها أو تعيل صغارها و تحقق نجاحها، وجدنا أيضا أن صورتنا كسودانيات تشوبها كثير من السلبية، وأن واجبنا المساهمة في نشر صورة أجمل وأفضل عنا، وأن نبدأ بتغيير إيجابي لنظرة كل سودانية إلى نفسها، ثم في نظرة المجتمع إليها، ثم الوطن العربي والعالم أجمع، و رأينا أن عملا يحمل اسم (سودانية) سيكون بالتأكيد منبرا لتعزيز الهوية و تثبيت قيم جميلة تملأ مجتمعنا.
تفاصيل الحملة
تقول هاجر لـ (اليوم التالي): لم تكن هناك ميزانية إنتاج مرصودة لتنفيذ الأغنية، و تم تنفيذها بمجهود فردي منا، وفي نفس الوقت فإن فكرة الفيديو مبنية على ظهور عدد كبير من الشخصيات التي تحمل مواصفات معينة فكلها شخصيات تمارس مهنتها في وقت واحد و يصعب البحث عنها و ترتيب ظروف تصويرها في فترة بسيطة، وتضيف: قوة الفكرة منحتنا صبرا غير محدود، و كان مدير التصوير خالد عوض شديد التفهم لهذه الظروف التي جعلت العمل مختلفا، كنا نخطو خطوة واحدة نحو إكمال العمل في كل يوم، نتصل بالجهات التي ستمدنا بالمواقع أو الشخصيات، نزور المواقع المرشحة للتصوير و نستكشفها و نجهزها، و هكذا مرت عشرة أشهر ثم بدأنا مونتاج اللقطات، والذي تخلله كثير من العقبات إلى أن أكمله صديق الحملة المبدع محمد رشاد، و ثم جهزت موسيقى الأغنية على يد مهندس الصوت أسامة عثمان جامبو، و تم إعداد صفحة الفيسبوك و تصميم منشوراتها، كان افتتاح الحملة في رمضان الماضي احتفالا محضورا ،واستطردت : سيظل يوم ١٦ يونيو يوما للمرأة السودانية نجتمع فيه كلنا سنويا لتبقى قيم حملة (سودانية) خالدة في دواخلنا.
انتشار واسع
قالت هاجر إن العديد من صفحات (فيس بوك) قامت بتحميل الفيديو وبالتالي حصل على مشاهدات كثيرة لا نستطيع حصرها، واللافت أن المشاهدات والتعليقات جاءت من عدة دول عربية، وبالتالي فإن العمل شكل إضافة للوطن العربي بأكمله، وأبانت: نتوقع أن نتمكن من الوصول إلى قنوات أخبارية عالمية بعد اكتمال النسخة الإنجليزية من الفيديو، وكشفت عن أنها كتبت الأغنية، ولحنتها وأدتها، مثلما فعلت في كثير من أعمالها التي وصلت إلى كل بيت في السودان، مثل (أنا أصل الحضارة) و (سوداني وأصيل في دمه جاري النيل) و (أنا ناديت وا شوقي على نبي الله معشوقي) و (علي راسك فوق أنت سوداني) و غيرها الكثير، وزادت قمنا بإعداد نموذج صوتي للأغنية قبل البدء بالعمل على التصوير، ومجرد سماع كلمات الأغنية كان كافيا ليبعث الحماس لدى كل الجهات و كل المتطوعات، وتضيف هاجر: شاركت بالظهور في الفيديو قرابة الأربعين سيدة، وفتاة سودانية، كما شارك في التنفيذ عشرات المبدعين ، وأكثر من ثلاثين جهة، وأكدت هاجرأن الاسم الذي تم اختياره لهذا العمل حملهم مسؤولية لذلك كان لا بد أن يحكي عن السودانية وأن تظهر من كل شرائح المجتمع وأن تظهر كل المهن و كل الأعمار، وتضيف: الحملة ستظل مستمرة إلى الأبد، وستنتشر لتصل إلى العالم كله، فهي متعددة المراحل و تملؤها الأفكار المميزة، كما أنها كانت أجمل شكل أظهر مميزات المرأة السودانية، و أفضل طريقة لتكريمها وتشجيعها و دفعها إلى الأمام لكي تبدع في مختلف المجالات.
مواهب عديدة
تقول هاجر: أكتب وألحن وأعزف وأرسم وأغني وأنتج وأخرج، و هكذا أيضا كان كل نموذج من نماذج السيدات الموجودات بفيديو سودانية، وعن تخصصها في مجال الإعلان تضيف قائلة: الإعلان من المجالات التي تتيح للمبدع أرضا خصبة لاستثمار إمكانياته، وأنا فقط إحدى الشركات التي تقدم مواد إعلانية و إعلامية لشركة سوداني للاتصالات، وأردفت: أكتب للجميع، للمجتمع و للمؤسسات و للمنظمات و للفنانين ، لكن مجال كتابتي محدود بالخط الوطني و الإنساني، والديني نتيجة التزام معين قطعته على نفسي.
الخرطوم – منهاج حمدي
صحيفة اليوم التالي