منوعات

مسلمة تربّت في أستراليا تحكي مشاعرها المتناقضة مع زيارتها الأولى للحج

تناول تقرير قصة صحفية أسترالية من أصول لبنانية مصرية، اسمها ضياء الرضوى، والتي تخوض تجربتها الأولى في رحلة الحج، حيث تتحدث عن المشاعر المتناقضة التي انتابتها أثناء الرحلة.

قال التقرير الذي نشره موقع “هافنغتون بوست عربي” نقلا عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن السيدة نشأت في أسرة مسلمة مصرية لبنانية مُلتزمة دينياً في مدينة كانبيرا بأستراليا، وبدأت ارتداء الحجاب في الخامسة عشرة، وذكرت الرضوى: “صليت بانتظام، حفظت القرآن، وسعيت لدراسة الشريعة”.

وأضافت: “لكن إيماني بدأ في التراخي أثناء دراستي في الكلية. كنت في العشرين من عمري عندما خلعت الحجاب، متسائلة: كيف لا يُمكنني أن ألقي دروساً دينية أمام الرجال، أو إمامتهم في الصلاة أو أن أكون شاهدةً في بعض الأمور القضائية؟!”.

وتابعت الرضوى: “الآن، أبلغ من العمر 38 عاماً، ولديّ علاقة متشعبة مع الإسلام. هو حجر الأساس الذي تقوم عليه قيمي. فهو يُعلمني كيف أبتسم للغرباء، وأتصدق للجمعيات الخيرية، وكيف أحاول التحلي بالصبر مع أطباء الأسنان والمُلّاك. لكنني لا أرفض مواعدة الأصدقاء، وأملك زياً محتشماً للسباحة، وبينما لا أزال أصوم في شهر رمضان المبارك، فإنني لا ألتزم تماماً بباقي تعاليم الإسلام الأُخرى.”

وأوضحت: “دائماً كنت أحلم بالحج. خططت أنا وشقيقتي الكُبرى مروة – مزارعة بالمناطق الريفية في نيو ساوث ويلز – لأخذ إجازة لمدة عام والمشي إلى الكعبة، كما فعلت السيدة الصوفية العظيمة رابعة العدوية في القرن الثامن، من البصرة بالعراق. كانت تلك واحدة من بنود قائمة الأمنيات التي ضاعت مع أحداث الحياة.”

وقالت: “ثم قبل بضعة أشهر، اقترح أحد الزملاء أن أتقدم بطلب للحصول على تأشيرة صحفي لتغطية موسم الحج. وقفت لألتقط صورة جديدة لجواز السفر مرتدية غطاء رأس أسود مع أحمر الشفاه، ومتجهمة.”

وعند زيارتها للسفارة السعودية بالأردن سألها الرجل في السفارة وهو ينظر للصورة بريبة.”هل أنتِ مسلمة، يا أختي؟”. وردت الرضوى عليه: “نعم يا سيدي”.

أضافت: “في الأسابيع التي تلت ذلك، وجدت نفسي أبكي أحياناً لأني أدركت أن بصري سيقع قريباً على الكعبة، وهي فارغة – تذكير بأن قلب الإسلام هو عبادة الإله الواحد المتفرد. أنا أخاف من الحشود والحرارة والخدمات اللوجستية، خصوصاً المشرف الذي تُعينه وزارة الإعلام السعودية لمتابعة الصحفيين في كل مكان. وأنا حريصة على تحقيق توقعات والديّ. ثم هناك شيء ما سأنتعله في رجلي.”

وأوضحت أن الحجاب مطلوب بالطبع في المملكة؛ وتابعت: “يقول أخي سيف إن الناس تغضب حقاً تجاه النساء اللاتي يظهرن غير محتشمات. لا أستطيع أن أبدأ في وصف الحشود”، كتب سيف على مجموعة واتساب الخاصة بعائلتنا. “في الأغلب تعلق بزحام بشري ولا تتحرك إلا من خلال إرادة الناس من حولك، تقريباً مثل موجة تحملك”. قام سيف بأداء الحج قبل 4 سنوات، عندما كان عمره 31 عاماً.”

وقال أخو الرضوى مخاطباً إياها: “يمكن أن تدفشك امرأة تركية قوية البنية”، وأضاف: “فقط تحلي بالصبر واعرفي لماذا أنت هناك في المقام الأول”.

وكتبت الرضوى على مجموعة واتساب أنشأتها للتواصل مع عائلتها: “المشاعر الروحية ستطغى على كل الأمور الدنيوية، الأشخاص الذين سيمزقون حاجياتك، والرجال الذين سيعتدون على أشخاص أمامك. ستطغى المشاعر الروحية على كل هذا. إنها جميلة ولا تُنسى”.

المرصد