المذيعات يدافعن: لسنا “أباجورات” زينة
نقد عنيف ومتجدد يصوب تجاه المذيعات ومقدمات البرامج في الفضائيات السودانية عن تصويب جهدهن لأشياء يصفها البعض بالهامشية، ورغم العمر الطويل للمرأة السودانية في العمل الإعلامي، إلا أن الكثيرين يرون أنها لم تحقق النجاح المطلوب في اختراق القضايا الإيجابية، وأن كل جهدها ينصب في الثياب المزركشة.. واللامعة دون أن يكون للأفكار اللامعة نصيب.
(المجهر) وضعت القضية أمام طاولة عدد من المذيعات اللائي دافعن بشراسة عن حظوظهن في النجاح، وعن أسباب اهتمامهن بالمظهر والجوهر على السواء..
{ دفاع مستميت
بلهجة حادة تدحض مذيعة فضائية أم درمان “أمل معاذ” الاتهامات التي تصوب للمذيعة السودانية بقولها: (هذا غير صحيح، وأية سيدة تحب أن تكون جميلة سواء أكانت مذيعة أو في مهنة أخرى، فالجمال والاهتمام بالنفس لا يرتبط بمهنة)، وأضافت: (أما في مجال التثقيف فهو يعدّ الأداة التي تملكها المذيعة وبدونها تصبح مجرد ديكور بلا روح، وأنا شخصياً لا أتوقف أبداً عن القراءة وأكون حريصة جداً على مواكبة كل ما هو جديد، ولا يمر عام دون أن أكون قد التحقت بعدد لا يقل عن أربع دورات تدريبية في المجال الإعلامي، وغيرها من محاولات جمع المعلومات والتثقيف الذاتي لإيماني بفائدتها الجمة).
وتعتقد مذيعة أم درمان السابقة “سعاد بريمة إدريس” أن الجمال والمظهر من صميم العمل الإعلامي، وهو جزء لا يتجزأ من شخصية المذيعة، وأضافت إن الاهتمام بجمالها وحرصها على أن تبدو بصورة جاذبة لا ينفي بأي حال من الأحوال كونها مثقفة ومطلعة ولها خبرة، فالماء يظل ماء وإن قدمته في كأس من ذهب أو فضة، فهو لا يتأثر بالمظاهر، وكونها تهتم بالإكسسوارات وخلافه فهذا يعدّ مجرد مظهر أنيق من ضروريات العمل الإذاعي ليست له علاقة بثقافتها وإبداعها واطلاعها، فهي جزء من هذا الكيان الشامخ في بلادي، ونساؤنا أثبتن نجاحهن بجدارة منذ ظهور أكبر اسم في تلفزيون بلادي “رجاء أحمد جمعة” إلى كل مذيعات بلادي حالياً.
{ ثنائية المظهر والجوهر
وثمة تساؤل يطرح نفسه بقوة ويثار بشدة في كثير من المجالس الإعلامية عن أن المذيعة السودانية يقتصر طموحها فقط على الظهور بالمظهر المناسب، ما يعدّ خصماً كبيراً على طموحها المهني، وهو ما تنفيه المذيعة بفضائية أم درمان “غفران معتصم” التي تذهب إلى التأكيد أن الاهتمام بالملابس والإكسسوارات لا علاقة له بالطموح، مدللة على ذلك بأن كاتبات فكر كبير وسيدات مجتمع يهتممن بمظهرهن ولا يخصم ذلك من إنتاجهن الفكري شيئاً، لافتة إلى أن اهتمام المرأة بمظهرها لا يأخذ منها وقتاً طويلاً، وترى “غفران” في خاتمة حديثها أن الثقافة تختلف من مذيعة لأخرى، وفي الاتجاه ذاته تمضي مذيعة التلفزيون القومي “شيراز ياسر المكي” بقولها: (المظهر من أساسيات الظهور بالشاشة، ولكنه ليس الهدف والمبتغى في الفكرة الأساسية لمهنة مقدم برامج)، وتضيف إن الاهتمام به سنّة العمل التلفزيوني والجماهيري ككل، لكن ينبغي أن تحده حدود تحترم المشاهد كإنسان ذي شعور ومتابع حصيف، وكمهتم ذي فكر ورؤية في اختياره لما يشاهد، وحتماً ليس كل من يدير (الريموت) يبحث عن وجه جميل، وتتابع “شيراز”: (يجب احترام هذا المتابع بتقديم ما يفيده وما يبحث عنه من معلومة وفهم وأحداث تهمه، لأن المحتوى المقدم في البرنامج هو الهدف الأسمى والأوحد، ولا ضير من المكونات الأخرى التي تقع في الخانة الثانية من ناحية الجاذبية والبحث عن مكامن الجمال المطروحة عبر الشاشة، وفي ذات السياق أرفض وبشدة تشبيه المذيعات بـ”أباجورات” الزينة وأنهن فارغات من فهم وعلم وثقافة، وأدين هذا الفكر الناقص، فالمذيعات بالشاشات الآن، ولا أقول كلهن بل جلهن، صاحبات مهارات فائقة وقدرات متمكنة وإمكانيات يشار لها بالبنان فهماً وثقافة وعلماً وصوتاً وصورة)، وقالت: (في اعتقادي قد ولى زمن المذيعة الجميلة، الآن الروح تقود والحيوية تقود والنشاط يقود والفكر يقود والثقافة تقود والحضور قائد، والمتابع يعلم أن الإعلام كالحديقة وهن الفاكهة المختلفة).
وترى مذيعة القومي “شاهيناز فضل” أن الجوهر والمظهر مكملان لبعضهما البعض، مشيرة إلى أن الشكل والإطلالة لابد أن يكونا مريحين للمشاهد بدون تكلف أو مبالغة ويتناسبان مع نوعية وزمن تقديم البرنامج، فإطلالة برامج السهرة تختلف عن إطلاله برامج الصباح والأخبار، وأضافت: (لابد أن تمتلك المذيعة قدراً وافراً من الدراية والحضور والثقافة حتى تستطيع تقديم رسالتها على الوجه الأكمل)، لافتة إلى أن الأناقة والتجديد مطلوبان كما هو الحال في الشكل والمضمون.
صحيفة المجهر السياسي
ليه تنقلاتكم كتيرة المفروض المذيعة تكون عندها برنامج ثابت ويستمر مع قناة واحدة علي الاقل خمسة سنين مش كلو سنة في قناة لانو مشاهدي قناة السودان ذويهم بيختلف عن مشاهدي النيل الأزرق في اعتقادي دة السبب لعدم ظهور المذيع السوداتي عالميا