أبدلوا ثياب (الإنسانية) بثياب (السياسة القذرة)!
عندما اقتحم أولئك المرافقون مستشفى أمدرمان؛ واستباحوا ساحته؛ وضربوا أطباءه؛ وأتلفوا أجهزته الطبية.. وقف كل الشعب السوداني ضد هذا العمل (القبيح).. ووجد الجناة الإدانة من كافة مكونات المجتمع.. وتناولت الصحافة ووسائل الإعلام الحديث المسألة بجرأة عالية؛ ألقت باللائمة فيها على هؤلاء (الجناة) ووصفت فعلهم بأنه خارج عن القانون؛ ولا يمت لأخلاق المواطن السوداني بصلة.
< هذا ما جرى؛ واعتبره (كل الناس) جريمة يعاقب عليها القانون؛ ودان المجتمع بكافة فئاته المسلك واعتبروه ليس خروجاً عن القانون فحسب؛ إنما اتجاه لأخذ القانون باليد؛ وهو أعلى مراتب الفوضى؛ وذلك بغياب الرقيب والقانون؛ ونصبح في عالم قويه يأكل ضعيفه. < وهنا نريد أن نطرح سؤالاً؛ إجابته ستكون (واضحة) لكل من له عقل وفطنة؛ والسؤال هو (ما الفرق بين «المجرم» الذي يضرب الطبيب ويتلف أجهزة المستشفى ويهاجم المرضى.. وبين الطبيب الذي يعلن الإضراب؛ ويقف مكتوف الأيدي أمام مريض يحتاج لخدمته؟؟). < والإجابة طبعاً – لا فرق – بين الإثنين؛ فالأول أجرم في حق المرضى عندما روّع الأطباء؛ وأجرم في حق المريض عندما أتلف أجهزته الطبية؛ والثاني أجرم في حق المريض عندما امتنع عن تقديم الخدمة الضرورية له؛ وفي الحالين النتيجة (واحدة).< تكاتفت أجهزة الدولة التنفيذية كلها ضد مسلك (الإعتداء على الأطباء) واعتبرت منفذيه (مجرمين) بكل ما تحمله الكلمة؛ وسيخضعون للمعاقبة وفقاً لمواد القانون الجنائي لأن ما ارتكبوه يعد (جناية) معاقب عليها.. وتكاتفت أجهزة الدولة وفئات المجتمع في العمل على (إجتثاث) الظاهرة التي بدأت تلقي بظلالها على الحقل الطبي؛ وشرعت هذه الجهات في العلاج الجذري للحادثة حتى لا تصل لمستوى أن تكون (ظاهرة)؛ ينسحب تأثيرها على الجميع. < ويتفاجأ بعد ذلك (المجتمع والدولة) بأن هناك فئة وللأسف أن هذه الفئة محسوبة على رسل الإنسانية (الأطباء)؛ قامت لتستغل (حادثة الإعتداء على الأطباء) في عمل مكشوف أنه ينطوي على أهداف سياسية؛ الغرض منها ضرب استقرار البلد في هذا الحقل الحساس.. عن طريق إعلان الإضراب العام في المستشفيات؛ ثم تكون للعمل تبعاته وخطورته بأن يصاب الجميع بـ (الشلل) الكامل.< ثم تسهل لهم مرامي تحقيق مكاسب سياسية باسقاط النظام الذي لن يفيق من هول (الصدمة) بعد أن شلّت أطرافه في أهم مرافق الدولة ذات الصلة المباشرة واليومية مع المواطن.. ونظرت هذه الفئة الى مادون ارنبة أنفها؛ وهو تحقيق مكسب محدود يأتي خصماً على حقوق المرضى. < ولكن قبل أن تحقق (الفئة الباغية) رغباتها إنقلب عليها سحرها؛ عندما رفض الأطباء الوطنيون الخوض في (لجج) الإضراب؛ وقد كان يوم أمس الذي حدد موعداً لانطلاق الاضراب كان من أكثر الأيام التي تشهد عملاً كبيراً ووطنياً من علاج كافة حالات المرض؛ بالاضافة لاستقبال كل حالات الطوارئ بجميع الأقسام.< أضحت ساحة الإضراب التي أعلنها بعض أصحاب الغرض موجودة على (الأسافير) و(العوالم الإفتراضية) في فضاء الانترنت ووسائل الإعلام الإجتماعي.. ولم يجد الاضراب (موضع قدم) على الصعيد الحقيقي والواقعي. < وماذا بعد أن خلعت تلك (الفئة الباغية) عنها ثوب (الانسانية) وارتدت ثياب لعبة (السياسة القذرة)؛ وماذ بعد أن حنثت بـ (قسم أبقراط) لأعظم مهنة عرفتها الإنسانية هي مهنة الطب؟؟ في اعتقادي أن العقاب الذي ستجده هذه الفئة من المجتمع؛ هو أشد مضاء من أي عقاب آخر.بخاري بشير صحيفة ألوان
لا نؤيد استغلال قضية الاعتداء على الاطباء من اجل ما يسمى اسقاط النظام ..و لكن ليس صحيحا ان كل الشعب وقف مع الاطباء ضد الاعتداء فقد شاهدنا بعض الحاقدين و المرضى يبررون الاعتداء على صفحات الاعلام .
المفروض يلبسو ثياب الاكسجين والادوية المنقذة للحياة ويجيبو معاهم اجهزة الانعاش من البيت
صح الفهم قسم