منوعات

لا موسيقى في مدينة قُم

الاحتجاجات التي صعّدتها رموز دينية إيرانية بعد إقامة فرقة “مهبد” لحفل موسيقي في مدينة قُم، حدت بـ “وزارة الإرشاد والثقافة” إلى اتخاذ إجراء سريع لتهدئة غضب المحتجين؛ لذلك لم يكن مستغرباً أن يُقدّم مدير مكتب وزارة الإرشاد والثقافة في المدينة عباس دانشي، استقالته التي جرى قبولها من وزير الثقافة علي جنتي، اليوم الأحد، بذريعة أن المدينة هي مقرّ الحوزة العلمية التي يُدرّس فيها رجال الدين.
بدوره، عبّر دانشي في نص استقالته الذي نشرته المواقع الرسمية أن الحفلة التي أقيمت في قُم، برعاية الوزارة لم تُناقض المعايير الإسلامية ولم تمسّ بقدسية المدينة، معتبراً أن في استقالته محاولة لامتصاص غضب المحتجّين والمنتقدين.
وكانت مواقع إيرانية، قد تداولت الأسبوع الفائت، صوراً من الحفلة أثارت اعتراضات من أبرز رجال الدين؛ من بينهم: آية الله صافي غلبايغاني وآية الله نوري همداني وآخرين. وتركّز هجوم هؤلاء على منظّمي الحفل، من حيث التساهل مع طريقة حجاب نساء حضرن الحفلة، إذ اعتبروها ليست ملتزمة بالزي الإسلامي، كذلك ثارَ غضب مجموعات متشدّدة لنشر صور لنساء يصافحن أعضاء الفرقة باليد.
من جهة أخرى، اعتبر بعض علماء الدين أن قًم في مكانة مدينة مشهد، التي تقع شمال شرقي البلاد، والتي تحتضن مقام الإمام الرضا، حيث يشكّل وجهة لزيارات دينية للمسلمين من أتباع المذهب الشيعي. من هنا، طالبَ هؤلاء بمنع إقامة أي حفلات موسيقية فيها، وهو ما حدث بالفعل قبل مدة وجيزة في مدينة مشهد.
وزير الإرشاد علي جنتي، وعلى إثر موجة الانتقادات، أوضح أن المراسم في قُم لم تكن حفلة موسيقية بالفعل، ولكن الفرقة عزفت بعض الألحان بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، وهي الألحان الموسيقية التي تبثّها “هيئة الإذاعة والتلفزيون” ولا تتنافى وأي من المعايير الدينية، مضيفاً أن بعض السيدات من بين الحضور لم يلتزمن بقانون ارتداء الحجاب بشكله الأمثل بالفعل، وأن آخرين قاموا بالتقاط الصور وإرسالها لمراجع التقليد وعلماء الدين في الحوزة.
وبوجود وجهات نظر متشدّدة إزاء إجراء وإقامة حفلات موسيقية في مدن تعتبر وجهات للسياحة الدينية في إيران، تنتقد جهات محسوبة على الحكومة المعتدلة وآخرون من الطيف الإصلاحي الأمر، معتبرين أن من حق المقيمين في تلك المدن أن يحضروا حفلات موسيقية لفرق حاصلة أساساً على ترخيص رسمي صادر من وزارة الإرشاد والثقافة.

العربي الجديد