سياسية

الرئيس السوداني يتوعد الرافضين للحوار الوطني بالملاحقة

توعد الرئيس السوداني عمر البشير، الثلاثاء، الرافضين للحوار من قوى المعارضة والحركات المسلحة بالملاحقة، مؤكدا ان “الوثيقة الوطنية” التي خرج بها الحوار الوطني ستظل متاحة لكل من رغب بالإلتحاق بها.

وجرت بالعاصمة السودانية يوم الإثنين مراسم التوقيع على وثيقة وطنية ناتجة عن الحوار الوطني الذي استمر لعام، وينتظر أن تكون الوثيقة التي اشتملت على مبادئ الحكم، أساسا للدستور الدائم للبلاد.

وجدد البشير لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً في الساحة الخضراء بالخرطوم احتفالا بالانتهاء من أعمال الحوار الوطني، يوم الثلاثاء، دعوة الممانعين للتوقيع على توصيات الحوار الوطني، قائلا “إن من لم يفعل ذلك سيكون ضد الشعب”.

وتابع “الشعب السوداني قادر على فرض السلام، وقد أعلنا وقف اطلاق النار.. من أتى مسالماً أهلاً وسهلاً، ومن لم يأتِ سنصل إليه في الغابة ونلاحقه أينما كان”.

وخاطب الرئيس الجماهير التي تم حشدتها حكومة ولاية الخرطوم وسط ترديد شعارت ذات طابع إسلامي، إحتفالا بإنتهاء الحوار الوطني، وتداولت وسائل التواصل الإجتماعي خطابات لأوامر رسمية لموظفين بدوائر حكومية تشدد على المداومة للمشاركة في المسيرة.

وكان الرئيس السوداني قد أطلق مبادرة للحوار في يناير 2014، ليبدأ مؤتمر الحوار في العاشر من أكتوبر 2015، لكن قوى المعارضة والحركات المسلحة الرئيسية في البلاد ما زالت تقاطع عملية الحوار.

وتقاتل الحكومة السودانية الحركة الشعبية ـ شمال في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ يونيو 2011، ومجموعة حركات مسلحة في دارفور منذ 13 عاما.

ووعد البشير السودانيين بما اسماه “سودان جديد بلا قبلية”، مؤكدا إلغاء خانة القبيلة من الأوراق الرسمية كواحدة من أبرز توصيات الحوار الوطني، وقال “منذ اليوم على أي أحد يُسأل عن الهوية، يقول سوداني.. لا قبلية ولا جهوية”.

وأضاف “أن الشعب صنع تاريخاً جديداً وسيكون يوم العاشر من أكتوبر من كل عام هو مناسبة قومية يحتفل بها سنوياً”، وأعلن عن تكريم كل المشاركين في الحوار الوطني بالداخل والخارج ولجانه وأهله.

(المؤتمر الشعبي): الحوار تكملة حقيقية لثورة الإنقاذ الوطني

من جانبه قال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض إبراهيم السنوسي عضو آلية الحوار المعروفة بـ(7+7)، “إن مخرجات مؤتمر الحوار فتحت صفحة جديدة وعهداً جديداً ستعود معه السلطة إلى الشعب عبر الانتخاب”.

وأكد أن سعي حزبه ـ لمؤسسه الراحل حسن عبد الترابي ـ قائم على الشريعة الإسلامية، وهدفه تطبيقها في السودان، مبينا أن الحوار هو تكملة حقيقية لثورة الإنقاذ الوطني التي انطلقت قبل 27 عاماً ـ بحسب قوله ـ.

وانشق حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي عن المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة البشير فيما عرف بمفاصلة الإسلاميين في أواخر العام 1999.

وأوضح السنوسي خلال مخاطبته الحشد الجماهيري “أن الشعب الذي اقتتل بالأمس جاء اليوم يتحاور من أجل بسط الحريات والأمن والاستقرار والسلام وبناء وطن يسع الجميع”.

وتابع “إن الذين شككوا في حوار الوثبة وكانوا يريدون أن تكون وثبة في الهواء، كانوا يعلمون أن صاحبها يريدها أن تكون وثبة إلى الأمام وللمستقبل”. وزاد “نريد أن يصبح الناس أحراراً يتحدثون ويعبرون ويخرجون ويتظاهرون في حرية يستثمرها الجميع في بناء الوطن”.

ورأى السنوسي أن يوم العاشر من أكتوبر يوم يستحق أن يكون مشهوداً ومتميزاً في تاريخ السودان.. نريد أن نبني ما خربته الحروب ونفتح به صفحة جديدة لنبني السودان من جديد”.

وناشد الأطباء المضربين عن العمل بالمستشفيات بضرورة العودة إلى العمل من أجل الإنسانية وإنسان هذا البلد، وذكر مخاطبا الأطباء: “لا يمكن لهم أن يجعلوا الناس يموتون لأن ذلك لا يجوز شرعا.. (من قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا)”.

وقال “نحن نقدر أن هناك ظروفاً كانت في البلاد تقتضي تلك الأحوال التي كانت، لكننا وبعزم جديد سنستقبل عهدا جديدا لا يضام فيه أحد ولا تظلم فيه ولاية”.

سودان تربيون