شاهد الكراهية وهي تصفع مسلماً بمترو الأنفاق في لندن
إذا أردت أن ترى الكراهية والحقد الطائفي العنصري بعينيك، فكلها اجتمعت بفيديو وصل صداه إلى الشرطة وظهر الأربعاء “يوتيوبياً” وبمواقع التواصل، وهو لبريطاني لم يعجبه وجود مسلم معه بقطار الأنفاق، فانتظر حتى وصل القطار إلى محطة Upton Park التي سينزل فيها، ثم اقترب من الشاب، وهو باكستاني الأصل، نراه جالساً قرب امرأة عند باب العربة، وانهال على صدغه بصفعة نوعها إرهابي وثقيل، إلى درجة أننا نسمعها ترن من شدتها في فيديو التقطه راكب آخر بهاتفه الجوال، ثم لاذ الصافع الأصلع بالفرار جرياً على الرصيف.
من المفاجأة وسرعتها عليه، بقي المصفوع مشدوداً في مكانه لا يدري ما يفعل، إلا أن الجالسة بجواره، وهي بريطانية، قرأت “العربية.نت” بموقع صحيفة Evening Standard اللندنية، أن الشرطة علمت منها بالتفاصيل، أسرعت تركض وراء الكاره الفار، وتصرخ وهي تطارده في المكان: “لماذا فعلت ذلك.. لماذا؟” وكله في فيديو مدته الأصلية 10 ثوانٍ فقط، لكنها قد تزج “بطله” الصافع في السجن لسنوات.
حاولت الإمساك به، لكنه غادر العربة، فطاردته وهي تصرخ به وتسأله لماذا فعلت ذلك؟
وسمح تعرفهم لملامحه باعتقاله بسرعة
مقداد فرسي، أمين “مجلس مسلمي بريطانيا” العام، انتفض في حساباته بمواقع التواصل، محتجاً على ما حدث، ووصف الصفعة بأنها “هجوم عنصري” ارتكبه كاره، فيما أعلنت “شرطة النقل البريطانية” المعروفة بأحرف BTP اختصاراً، أنها على علم بالهجوم وبالفيديو، وتحقق بما ورد فيه، لكنها أعلنت، الأربعاء، أن الصافع تم اعتقاله، لكن من دون تفاصيل كثيرة ترضي الفضوليين.
لكنها ذكرت الأهم في بيانها، وهو أن العنصري البالغ عمره 33 سنة، تم الإفراج عنه بكفالة، مشروطة بظهوره أمام المحكمة في 14 نوفمبر المقبل، بتهمة مبدئية هي “الاعتداء الفعلي المسبب لأذى جسدي، والإساءة بالكلام، والتسبب بذعر عام وإزعاج”، وفقاً لما قرأت “العربية.نت” بالوارد في الإعلام البريطاني، الباحثة معظم وسائله منذ أمس عمن وصفوها ببطلة، لإجراء مقابلة معها والاطلاع منها على المزيد، إضافة إلى نشر صورها.
ويبدو أن سرعة اعتقال الصافع، الذي لم تفرج الشرطة عن اسمه أو صورته بعد، يعود إلى أن وجهه ظهر بوضوح لكاميرات عدة مثبتة في أماكن متفرقة، أثناء مطاردته في محطة المترو، الواقعة بحي Newham في شرق لندن، ومن تعرفهم إلى ملامحه، تمكنوا منه بأجهزتهم المتقدمة واعتقلوه.
العربية نت