رياضية

مدني تزف الهلال بطلاً.. مناكفات ما بعد الكأس أجمل من الكأس

تعلن صافرة الحكم في استاد ود مدني الهلال العاصمي بطلاً لكأس السودان، بعد فوزه على هلال التبلدي بهدفين مقابل هدف في مباراة اتسمت بالقوة والإثارة.
الصافرة التي أطلقها الحكم كانت إيذاناً ببدء معركة جديدة متجددة هي معركة الهلال والمريخ، فبعد أن جمع الهلال بين الممتاز وكأس السودان كان جمهوره على موعد مع الهتاف “دوري وكأس عذاب يا ناس”.
رغم أن الهلالاب حسموا البطولة في مواجهة فريق غير ندهم التقليدي لكن المعلوم من جدل الكرة بالضرورة أن الموصوف بصفة (المعذب) لم يكن غير جماهير المريخ، بعد أن فشل فريقها في التأهل والوصول إلى ملعب المباراة في مدني وسط سخرية الهلالاب الذين قالوا إن البص الأحمر (تعطل في الكاملين).
لا يعدم المريخاب الغائبون عن مشهد عرس السودان في ود مدني ما يردون به على الهجمة الهلالية المرتدة فعقب انتهاء المباراة وقبل أن تنشغل كل الأمكنة بالفرحة الزرقاء كان هناك تعليق مريخي يجد حظه من التداول يقول: “الهلالاب يستعدون لاستقبال أبطال الفريق بـ(الميناء البري) بعد إحراز فريقهم لأول بطولة برية” ففي كل منحنى جدل بين الأهلة والمريخاب، يستعيد أهل الأحمر أنشودة كؤوسهم المحمولة جواً وأنهم أول فريق كرة دخل إلى القصر الجمهوري وغيرها.
انتهت المباراة وأعاد الهلال كأس السودان إلى قلعته في أم درمان، خرجت مدني وحلالها وفرقانها سعيدة بهذا العرس لدرجة أن أحدهم علق: “مع كل تجاوزات اتحاد كرة القدم السوداني فإن عملية مداورة كأس البلد بين المدن هو أمر يحسب له ويحسب أيضاً لصالح الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه كرة القدم في القضاء على الفوارق وتمتين لحمة الشعب الواحد”.
يكمل الهلال موسمه وهو يجمع بين البطولتين في البلاد وكأنه يحاول أن يعوض جماهيره غيابه على المستوى الأفريقي، ويزيد أزرق كردفان من احترامه وسط القاعدة الجماهيرية وهو يخطو بثبات للسعي من أجل تغيير خارطة الكرة والقضاء على مركزية السيطرة الأمدرمانية رغم الخسارة في خواتيم الموسم.
يخرج الجمهور الأزرق نشوان، فالبطل أزرق والوصيف أبيض، يخرج الغالب حاضنا المغلوب بمودة وحنية ورقة وجمهور يشجع مصحوبا بالنغم الطيب والصفقة، الله يا شعب يا حبوب ما أحلى الدخلة والمرقة من تحت اللون الأزرق.
يقول أحد الهلالاب إنه “لا طعم لكأس من غير انتزاعه من المريخ”، يرد أحمر: “يا جماعة ورونا الطيارة جاية متين عشان نستقبل الهلال بكأسه المحمول جواً” فيرد الهلالاب: “تعال لينا في مطار الأبيض”. وفي آخر المطاف تظل مناكفات ما بعد الكأس أجمل من الكأس.

اليوم التالي