بعد ثلاث سنوات
نشرت الصحف أمس.. أن الدكتور جلال الدقير رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي قال إن الحكومة توافق على عقد (مؤتمر مائدة مستديرة) للحوار الشامل مع كل القوى السياسية..
هل تذكرون متى كتبت واقترحت عقد (مؤتمر مائدة مستديرة) لحل الأزمة السياسية السودانية؟ كتبت ذلك في حديث المدينة قبل أكثر من ثلاث سنوات.. ورسمت تفاصيله وتمنيت أن تشرف عليه وتديره جامعة الخرطوم (تماماً كما حدث في مؤتمر المائدة المستديرة في منتصف الستينيات)..
وقبل حوالى أربعة أشهر كتبت هنا في حديث المدينة تقريراً افتراضياً يسرد حيثيات (مؤتمر المائدة المستديرة) برعاية جامعة الخرطوم… مجرد خيال حميد.. وفوجئت بـ(ثورة منك خانها الجلد) من قبل إدارة جامعة الخرطوم التي أرسلت خطابا طويلا نفت فيه هذا (البهتان!!).. بهتان أن تكون طرفاً في حل الأزمة السياسية السودانية أو شبهة أن تحاول لعب دور (الحكيم) لإصلاح حال الوطن..
ومن فرط (ذعر) إدارة الجامعة من الفكرة تابعت نشر خطاب (التصحيح) بل اتصلوا بالبروفيسور على شمو يستعجلني نشر التصحيح بأعجل ما تيسر.. لجبر الضرر البليغ الذي أصاب الجامعة من عمود حديث المدينة الذي (تخيل) أنها يمكن أن تلعب دوراً لصالح مواطنيها الذين يدفعون ميزانيتها من حر مال فقرهم المدقع..
الآن.. جامعة الخرطوم (أيضاً) اكتشفت أنها يمكن أن تلعب الدور الذي لامتني فيه.. إذ أعلن منبر السياسات التابع لجامعة الخرطوم عزمه على الانخراط في نشاط يهدف لترسيخ الحوار السياسي لإيجاد مخرج لأزمة البلاد..
حسناً الحكومة اكتشفت أن (مؤتمر المائدة المستديرة) آلية حكيمة لحل الأزمة السياسية.. وجامعة الخرطوم اكتشفت أنها قادرة على لعب دور (حكيم الأمة).. لكن كل ذلك بعد ثلاث سنوات من الفكرة التي طرحتها هنا..
أتعلمون لماذا؟؟ لأن (حق التفكير) والمبادرة محتكر للحكومة.. أي فكرة مهما كانت راشدة ورشيدة لن تصلح للاستهلاك السياسي إلا بعد أن توافق عليها الحكومة. والحكومة لا توافق إلا بعد أن يكتمل النصاب القانوني من السنوات التي تجعل الفكرة تبدو من بنات أفكار الحكومة وليس غيرها..
تستحي الحكومة أن يقذف شرف (عبقريتها) فيقال إنها تسمع النصيحة.. أو تعتد بفكرة أتتها من الشعب (ناقص عقل ودين)..
على كل حال، أنا سعيد جداً أن تكتشف الحكومة بعد ثلاث سنوات من طرحي للفكرة أنها تصلح لحل الأزمة.. على الأقل ذلك يثبت أننا (الشعب) نسبق الحكومة في تفكيرنا بثلاث سنوات كاملة.. وما نقوله اليوم ربما تقتنع به الحكومة في العام ٢٠١٨ ..
حسناً، ذلك يعني أن الحكومة (بعد عمر طويل) ستطبق فكرتي باستحداث نظام التجديد النصفي للبرلمان.. الفكرة التي تنسف إحساس الأحزاب في الانتخابات بـ(فيها أو أطفيها).. فلا أحد يقدر على انتظار انتخابات جديدة قادمة بعد أربع سنوات.. إذا خسرها..
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]
طيب لو مشاكلنا ما اتحلت في مؤتمر مائدة مستديرة , أقترح عليكم تجربوا مائدة مثلثة عسى و لعل يكون فيها بركة !!!!!!!!