المسلمون لن يرحلوا من أميركا لكن نستعد للأسوأ
قال رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، نهاد عوض، إن الأميركيين المسلمين لن يرحلوا عن بلدهم بسبب فوز دونالد ترامب، داعيًا إياه إلى طمأنة المسلمين، وداعيًا المسلمين في الوقت نفسه إلى الاستعداداد للأسوأ.
ويتهم سياسيون أميركيون، حاليون وسابقون، وفنانون ورياضيون وكتاب وغيرهم الجمهوري ترامب (70 عاما) بأنه “عنصري معادي للمسلمين والأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى”، خاصة بسبب تصريحاته المعادية لأقليات عدة أثناء الحملة الانتخابية؛ ما أثار مخاوف بين شريحة كبيرة من المسلمين وأقليات أخرى في الولايات المتحدة، مما قد يتخذه ترامب من سياسات خلال ولاية رئاسية من 4 سنوات تبدأ بتنصيبه يوم 20 يناير 2017.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال رئيس “كير”، أكبر منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق المسلمين في الولايات المتحدة: “نحن (المسلمون) أميركيون.. هذا وطننا، لن نذهب إلى أي مكان آخر، ولا أحد يستطيع أن يخرجنا من بلدنا.. علينا أن نبقى إيجابيين ومتفائلين، ويجب ألا ندع الخوف يشلنا”.
وتابع عوض: “نحن باقون هنا أسوة بالأميركيين الآخرين، وسنستخدم كل الأدوات القانونية الضرورية، لضمان معاملتنا جميعا باحترام وعدالة.. الكثيرون يعتبرون فوز ترامب مفاجئا جدا، لكن كمواطنين علينا أن نقبل نتائج العملية الديمقراطية”.
وعن أبرز مطالبهم من الرئيس المنتخب، الذي يعمل حاليا على اختيار أعضاء إدارته، قال: “نسأل الرئيس المنتخب أن يضمن للأميركيين المسلمين، وجميع الأميركيين، أنه سيكون رئيسا للجميع، ولن يمارس التفرقة أو يستهدف مجموعة أو أقلية على أساس عرقي أو ديني، وعلى أساس البلد الذي تعود إليه أصولهم”.
وشدد عوض على أن “هذه (المبادئ) هي التي أبقت أميركا موحدة لمئات السنين حتى أصبحت مثالا منيرا وسط هذا العالم.. وهذا أيضا ما ينص عليه عليه الدستور وقانون البلد: حماية متكافئة ومعاملة متساوية”.
وكشف عن أن المسلمين تتملكهم “بعض المخاوف الجدية” الناجمة عن تصريحات عنصرية وتحريضية أطلقها ترمب طيلة حملته الانتخابية، في مواجهة منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون.
واستبعد احتمال تغير شخصية ترامب، لكنه تساءل: “هل ستكون سياسته على النهج نفسه؟”، قبل أن يجيب: “آمل ألا يحدث هذا، فالولايات المتحدة الأميركية مبنية على المؤسسات وفصل السلطات وحكم القانون، ونحن نتوقع من الرئيس المنتخب أعلى مستويات المسؤولية؛ فهو القائد العام (للقوات المسلحة الأميركية)، وهذا هو أملنا”.
إلا أن عوض لا يبدو متفائلا، حيث دعا، في تصريحاته للأناضول، المسلمين في الولايات المتحدة إلى “أن يكونوا مستعدين لاحتمال حدوث الأسوأ (لم يحدده)”.
وعن سبل مواجهة أي انتهاك لحقوق الأقليات، قال عوض إن منظمة “كير تتحالف مع منظمات أخرى ستكون، أسوة بكير، غير خائفة، وتدافع عن الحوق والحريات المدنية.. وعلى الأميركيين المسلمين أن يبنوا مؤسساتهم، ويدعمون منظمات الحقوق المدنية، وأن يندمجوا في العملية السياسية”.
ولا تبدو اختيارات ترامب لأعضاء إدارته مبشرة للمنظمات الحقوقية، حيث أعلن، اختياره رجل الأعمال، ستيفن بانون، في منصب كبير المخططين (المستشارين) الاستراتيجيين في البيت الأبيض؛ وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات عدة تقول إنه بانون (62 عاما) عنصري يتبنى عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء.
وعقب هذا الإعلان، اعتبر رئيس “كير” أن اختيار بانون “يبعث برسالة مقلقة بأن نظريات المؤامرة المتعلقة بمعاداة المسلمين وعقيدة القوميين البيض سيكون مرحبا بها في البيت الأبيض”.
وحث عوض، في بيان نشرته منظمة “كير” على موقعها الإلكتروني، الرئيس الأميركي المنتخب إلى “إعادة النظر في هذا التعيين غير الحكيم، إذا ما كان يسعى بالفعل إلى توحيد الأميركيين”، كما أعلن في خطاب إعلان فوزه بالرئاسة.
رصد