طبيب نفسي يشرح الطريقة المثلى لإختيار شريك الحياة
قدم د. محمد حسن فرج الله اختصاصي الطب النفسي بالمستشفى العسكري بالسعودية، ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الجزيرة سابقاً، وصفة ناجعة لنجاح الزواج وعقد مقارنة بين الزواج في العهود الماضية والحالية، وأشار في حواره معنا الى ضرورة التناغم ومعدداً أهميته، كما تحدث عن العاطفة الموجهة لشخص واحد داخل الأسرة، وبين الطريقة المثلى لإيجاد شريك الحياة
.*لماذا نجحت الكثير من الزيجات التقليدية قديماً وكثيراً ما نسمع هذه العبارة (لم يرها ونجح الزواج)؟
– سؤال محير يدور برأس الكثير من الذين هم في عمر الزواج، وهم يرون والديهم يتمتعون بحياة زوجية سعيدة أو مرضية، على الرغم من أن زواجهما قد تم بصورة تقليدية.. المعرفة فيها قبل الزواج قد تكون غائبة (ربما لم يتقابلا مطلقاً قيل الزواج).
*وماهي الطريقة المثلى لإيجاد شريك الحياة المناسب؟
-الحقيقة هي أن وجود قدر كبير من التفاهم لنجاح الزواج لم يكن شرطاً مهماً، كما هو الحال الآن لنجاح الزواج… كان الحد الأدنى يكفي أو في بعض الأحيان بدون تفاهم حتى.. والسبب هو أن النظام السائد قديماً هو نظام الأسر الممتدة، الذي يقضي الرجل فيه أغلب وقته مع رجال العائلة، بينما تقسم الزوجة زمنها بين نساء الأسرة والجيران.. وحتى الاهتمامات ومركز الانتباه والمواضيع التي تدور بالفكر وتشغل القلب أغلبها تتعلق بمجموعة من الناس وليس حول شخص واحد.
*كيف ترى وتقيم التناغم في الأسر؟
– الآن في ظل وجود الأسرة المركزية الصغيرة، بدون وجود تناغم عالي وتفاهم كبير ومحبة بينة، لن تسير الأمور الى الأمام إلا بتضحية كبيرة من أحد الطرفين أو من كليهما، لأن العاطفة والفكر والمحبة والاهتمام والوقت أصبح كله أو جله موجهاً لشخص واحد.. وهذا التركيز يخلق توقعات عالية، والمعروف أن الإحباط المتولد يساوي المسافة بين التوقع و الواقع، أضف الى ذلك ما يخلقه التركيز الشديد، وتكثيف نقطة الارتكاز والحاجة لشخص واحد من إظهار للعيوب، واحتراق وانهاك للطرف الآخر محل الضغط.
*كيف نجد شريك الحياة؟
-هناك فرص نادرة في الحياة، غالباً سيمر بها أي أحد.. صناعة الفرص أشبه بالمستحيل واقتناصها هو التحدي
الحقيقي.
*نسمع هذه العبارة فوت على نفسه الفرصة؟
-الفرصة لن تأتيك متبرجة مكتملة، غالباً ستشوبها شائبة (شاب رائع ولكنه زميلي في الدراسة، مستقبله بعيد، فتاة هائلة لكنها مطلقة الخ الخ..)
الشوائب التي ستجعلك تفوت الفرصة ستكتشف لاحقاً أنها قشرة هشة هذا إن لم تكن قابلة للتغيير.
الخبر الجيد هو أن الفرص ستستمر، ربما لن تكون بنفس الروعة، ولكن تذكر أنك لم تعد أيضاً كما كنت… يجب أن تجيد الاقتناص هذه المرة.
حوار/ مصعب محمد علي
صحيفة آخر لحظة