العنف ضد المرأة ..رسالة (ورد غطاها)
حينما اكتست الطرق الخارجية الموازية لمباني قاعة الصداقة من صبيحة الأمس في جانبيها الجنوبي والشمالي بثوب السكون مع خلو الطرقات من المارة لجهة ما راج عن تنفيذ لعصيان مدني بسبب أزمة الدواء، بيد أنه وفي ذات السويعات التي شهدتها استكانة الطرقات تفيأت قاعة البركل العلوية بقاعة الصداقة لاحتضان حراك نسوي واسع لعصيان من نوع آخر، إزدنت بأركانه القاعة وهي تتوشح باللون البرتقالي كشعار لمناهضة العنف ضد النساء، لوحت ببيارقه وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، وهي تمضي إلى تدشين برنامجها لحملة الـ16 يوماً من أجل توفير موارد لدعم التعليم والصحة لحماية المرأة من العنف، ولم تدن عقارب الساعة نحو العاشرة والنصف صباحاً حتى دلف إلى القاعة مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي ووزيرا الدولة بوزارتا التربية والتعليم والرعاية والضمان الاجتماعي تتوسطهم مديرة وحدة مكافحة العنف د.عطيات مصطفى وهي تزين جيدها بالطرحة البرتقالية مثل التي تحلت بحلتها الحضور نساءًا ورجالاً وهم يرسمون لوحة لونية زاهية في اتجاه مساندتهم لقضايا المرأة
*مشروع استراتيجي
لم تمنع البرودة العالية التي تتفيأ بها القاعة من جعل المقريء عبد الله آدم يتلو آيات الافتتاح بصوت عذب طغى بسكونه على المكان ولم تقطعه حتي الكلمات التي تفوهت بها مديرة الوحدة د.عطيات مصطفى، وهي ترمي بخططها في مضمار عمليات مكافحة العنف ضد المرأة بصوت رخيم شنفت به آذآن الحاضرين عبير حديثه بان هذه الحملة تمثل وقفة لجرد حساب ماتم انفاذه من انجازات على صعيد مناهضة العنف، بعيد تلمس الخطى نحو التحديات التي تواجه الوحدة في الوصول إلى مراميها، ماضياً بالقول إن مشروعاتهم في هذه المرحلة هي مشروعات استراتيجية يبتغون من خلالها تعزيز التنمية المستدامة عبر حشد الموارد لدفع مواعين التعليم والصحة ومكافحة العنف في سياق الحقوق المكفولة للمرأة، وقبل أن تعتدل عطيات في جلستها وهي ترمق الحضور من خلف نظارتها الطبية الأنيقة اتجهت بحديثها ناحية مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق، وهي تزجي شكرها قبالة رئاسة الجهورية في وقفهتا بجانبهم من أجل الخروج بمجتمع معافى ضد العنف ضد المراة
*صياغة قوانين
ولم يشأ وزيرالدولة بوزارة التربية والتعليم عبد الحفيظ الصادق عبد الرحمن إلا أن يرمي بورقته في مضمار مناهضة العنف ضد المرأة عبر حديثه القاضي بأن التعليم الموجه في ميزان الفتيات يمثل الحل للعديد من المشاكل التي تواجه الفتيات غير المنضويات تحت لواء السلك التعليمي، وزاد أن وزارته أبرزت إدارة متخصصة مناط بها القيام بالأنشطة التعليمية للبنات، ودفعهن إلى الاستنارة في سياق الواجبات والحقوق المكفولة لهم من قبل الدولة والمجتمع، وفي ذات السياق دلف بالحديث وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي إبراهيم آدم، موجهاً دفة كلماته إلى تبني وزارته لقضايا المرأة في الأرياف والمدن، مؤكداً وقوفهم مع كافة التدابير التي تعمل في سبيل مكافحة العنف ضد النساء، ممازحا في حديثه د.عطيات بالقول إنها أفنت وقتها وعمرها من أجل النهوض بقضايا المرأة، كاشفاً النقاب عن اتجاه وزارته إلى صياغة قوانين تحد من مضار زواج القاصرات بجانب ختان الإناث
*ترفيع الوحدة
ورمي مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي بالشال البرتقالي اللون الذي يتزين به كتفه في كنانة مناهضة العنف ضد المرأة عبر حديثه أن بنت السودان هي فخر أصيل لبلادها قبل أن يمضي إلى تلاوة التوجيه بترفيع وحدة مكافحة العنف إلى مؤسسة من أجل تمكينها من القيام بواجباتها في حماية المرأة من العنف ناقلاً إلى الحضور تحايا رئيس الجمهورية وتبنيه كافة قضايا المراة، منوهاً إلى وجوب كتابة ميثاق جامع للحد من العنف الموجه إلى المرأة، معتبراً في ذات الشأن أن الشلوخ التي تزدان بها خدود الحبوبات فيما مضى تمثل عنفاَ جسدياً، معرجاً بالحديث إلى تسمية العنف اللفظي من خلال طرحه لنماذج عديدة، وفي ذات السياق تحدثت الممثلة القطرية لصندوق الأمم المتحدة للسكان لينا موسى عبر التنحي بالحديث إلى ختان الإناث وزواج القاصرات يمثل بوابة أخرى نحو العنف الموجه ضد المرأة، بينما اعتبرت ممثلة منظمات المجتمع المدني سامية الهاشمي أن تحمل المرأة السودانية لأعباء الأسرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لوحدها يمثل عنفاً موجهاً ضدها من قبل المجتمع، وفي إطار الاحتفالية سعد الحضور بالأهازيج الوطنية التي تمجد صمود المرأة السودانية في المحن عبر الكلمات التي صدحت بها مجموعة كورال كلية الأحفاد، وتم تكريم مديرة الوحدة د.عطيات مصطفى من قبل مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي
الخرطوم:أيمن المدو
صحيفة آخر لحظة